الدكتور روبير بشعلاني | باحث لبناني مقيم في فرنسا
بين طرف يمنعك من استخراج الغاز والقضاء على الفقر وبين طرف يعرض عليك استخراجه بشروط ميسرة لا يمكن القول انا ضد الخارج وكلهم يعني كلهم. لا هناك عدو وهناك صديق.
هناك من فرض نظام الاحتيال على القطاع المصرفي واحرقه واحرق معه ثروات اللبنانيين والعرب، وهناك من غطى عمليات تهريب الاموال لبعض النافذين التابعين لهيمنته، وهناك من منعنا من انتاج الكهرباء وفرض علينا تحمل مليار الى ملياري دولار خسائر سنوية في شركة الكهرباء وهناك من عرض علينا بناء معامل كهرباء بافضل الشروط الممكنة والمتاحة من الناحية الاقتصادية.
هناك من يمنع وصول اي مساعدة جدية وهناك من يساعد. هناك من يفرض عليك القروض وهناك من يعينك بلا قروض.
هناك من منع مصر والعراق والاردن من احترام تعهداتها بمجال المحروقات والكهرباء وهناك من يشجع على ربط الاقتصادات العربية ووفورات الحجم.
هناك من يفرض عليك الاستهلاك بالدولار الممنوع وهناك من يقبل معك بالتعامل بعملتك المحلية المتوافرة.
هناك هناك الكثير ولا يتسع المجال ههنا لذكر كل شيء لكن التعامي عن كل ذلك والقول انهم يتصارعون عندنا ونتمنى عليكم ان تتركونا على الحياد هو قول حيادي بالشكل داعم للناهب بالمحتوى. ذلك ان الكهرباء تحتاج الى قرار لا الى حياد. القطاع المصرفي يحتاج الى قرار اعادة الاموال والودائع لا الى الحياد. الغاز بالبحر يحتاج الى قرار لاستخراجه لا الى الحياد، الغذاء والدواء ووو يحتاجون الى قرار لا الى حياد بين المتصارعين.
والانكى ان هناك من حسم امره واختار الذي يحرمه من الغذاء والمال والغاز والكهرباء ، لقد اختاروا القاتل.
فهل من مصلحة الاهالي بلبنان ان يقفوا ضد “الاحتلال الايراني “؟ ومع من يمنعهم من العيش ؟
لقد قرر بعضنا ان يقف مع من يقتلنا وضد من يدعمنا ويمد يده لدعمنا . لقد قرر بعضنا ان من يمد يده لمساعدتنا هو احتلال وعدو . وقرر بعضنا الاخر ان يخترع مشكلة لا يمكن له ان يحلها عبر طمس دور القاتل.
نعم ان الصراع هو بين الغرب والشرق . والغرب قرر اطفاءنا فهل نهرب من الصراع الى اختراع حلول وكأن بلدنا جزيرة نائية او قارة ناجزة بحالها؟
وهذا الصراع لا يحل امام المحاكم ولا بالقضاء. ولا بمكافحة الفساد ولا بتغيير الحاكم بل هو صراع ارادات بين من يريد ان يبقي هيمنته على موارد الكون وبين من يريد ان يتحرر ويستعيد ثرواته.
لا طريق ثالث ولا اي شيء اولا.
اولا وآخرًا هي معركة تحرر وطني عالمية.
وكل داع للحياد فيها يساوي بين الناهب والمنهوب فيغطي على الناهب الذي ابدع في قتله ونهبه وحرقه وتدميره.