المعارك مستمرة في السودان.. وعمليات اجلاء واسعة

تجددت الاشتباكات، في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في أم درمان غربي الخرطوم، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار متقطع في محيط القصر الرئاسي، في وقتٍ تعمل عددٌ من الدول على إجراء عمليات لإجلاء رعاياها من الخرطوم.

وتبادلت قوات “الدعم السريع” والجيش السوداني، الاتهامات بشن هجوم أثناء إجلاء رعايا فرنسين من سفارة بلادهم مرورًا ببحري إلى أم درمان.

وأعلنت “الدعم السريع” أن قواتها تعرضت صباحًا لهجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم مرورًا ببحري إلى أم درمان ما عرّض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر.

وأكَّدت إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة بقية الرعايا، مشيرةً إلى أنها حفاظًا على سلامة الرعايا الفرنسيين اضطرت إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى.

في المقابل، اتهمت القوات المسلحة السودانية،  قوات “الدعم السريع” بارتكاب عدة انتهاكات بحق بعثات دبلوماسية بينها الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى تعطيل عملية الإخلاء.

وقالت القوات المسلحة السودانية، إن “مليشيا “الدعم السريع” سرقت العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي، واعتدت اليوم على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة، كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء”.

إنسانيًا، أفادت وزارة الصحة السودانية أنَّ مستشفيات أم درمان تعاني من شح في الكوادر الطبية بسبب انقطاع التيار الكهربائي جراء الاشتباكات المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ودعت الوزارة إلى “مد يد العون للكوادر الطبية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ بلادنا”، بحسب ما نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما حذّر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم من جرّاء الاشتباكات.

وقالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن “مخازنها تعرّضت للسطو من قبل مسلّحين لم تحدد هويتهم”.

وأضافت أن المسلحين نهبوا 8 سيارات دفع رباعي  وشاحنة تابعة للجمعية، كما نقلت وكالة “رويترز ” عن مدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد قوله إن “البرنامج يتوقع موجات لاجئين سودانيين جديدة ليضافوا إلى نحو400 ألف سوداني يعيشون في مخيمات على الأراضي التشادية”.

هذا وأعلنت نقابة أطباء السودان، ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” إلى 264 حالة وفاة بين المدنيين و1543 حالة إصابة.

وقالت النقابة إن “الاشتباكات بين قوات “الدعم السريع” والقوات المسلحة أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى اللحظة في العاصمة والأقاليم”.

وأشارت إلى وجود العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، بسبب عدم التمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

استمرار إجلاء الرعايا الأجانب

وفي ظل تسارع الأحداث الميدانية والسياسية التي يعيشها السودان منذ بدء الاقتتال بين الجيش وقوات “الدعم السريع” قبل أكثر من أسبوع، تعمل دول عدة على إجلاء رعاياها، على الرغم من استمرار إغلاق المطار الرئيسي في السودان.

بريطانيا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنَّ قوات بلاده المسلحة أتمت عملية إجلاء معقدة وسريعة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان.

وأشار سوناك إلى أنَّه “نسعى بكل الوسائل لوقف إراقة الدماء في السودان وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك”.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بين والاس إنَّ “1200 جندي بريطاني شاركوا في عملية إجلاء موظفي سفارتنا وعائلاتهم من الخرطوم”.

العراق

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، مقتل مواطن في السودان بسبب القتال بين قوات الجيش و”الدعم السريع”، مؤكدةً إجلاء 14 عراقيًا من الخرطوم إلى منطقة بورتسودان.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن 14 عراقيا “جرى إجلائهم من الخرطوم إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان، بناء على طلبهم”، مبينا أن ذلك تم بمتابعة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

وذكر الصحاف أنَّه تم تخصيص أرقام ساخنة لتلقي الاتصالات والاستجابة لمناشدات أبناء الجالية رغم صعوبة الوضع هناك.

فرنسا

نقلت فرنسا نحو 100 شخص من رعاياها ورعايا دول أخرى من السودان على متن أول رحلة تقوم بها في إطار عملية إجلاء “معقدة” مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأحد.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لـ”فرانس برس”: “أقلعت طائرة أولى من الخرطوم ومن المتوقع أن تصل الى جيبوتي قرابة الساعة 18:00 (16:00 ت غ)”، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن تقلع طائرة أخرى “عند الساعة 17:30” وعلى متنها أيضًا ما يناهز 100 شخص.

ألمانيا 

أعلنت ألمانيا بدء عملية إجلاء رعاياها من السودان، حالها كحال دول أجنبية عدة مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد وزارتا الخارجية والدفاع.

وقالت الوزارتان على تويتر: “هدفنا هو نقل أكبر عدد ممكن من الرعايا الألمان من الخرطوم في ظل هذا الوضع الخطر في السودان. ضمن إمكاناتنا، سننقل أيضًا رعايا من الاتحاد الأوروبي ومن دول أخرى معنا”.

مصر

أعلنت الخارجية المصرية، في بيان، بدء إجراءات إجلاء عدد من مواطنيها من المناطق الآمنة بالسودان بالتنسيق مع السلطات السودانية.

وكانت الوزارة دعت، في بيان سابق مواطنيها الموجودين خارج العاصمة الخرطوم “للتوجه إلى أقرب نقطة بين مقر قنصليتها بمدينة بورتسودان ومكتبها القنصلي بمدينة وادي حلفا” تمهيدا لإجلائهم.

وحثت الوزارة المصريين الموجودين في العاصمة السودانية للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بما يسمح بإجلائهم.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد أن عدد أفراد الجالية المصرية في السودان يتجاوز 10 آلاف، وأكد إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بطلق ناري جراء الاشتباكات.

كندا 

أعلنت كندا تعليق أنشطتها الدبلوماسية مؤقتًا في السودان، قائلة إن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتًا من مكان آمن خارج البلاد.

وذكرت الحكومة الكندية في بيان أنه في الوقت الذي يجري فيه تعليق الأنشطة في الخرطوم، سيستمر تقديم خدمات قنصلية محدودة.

هولندا

قال وزير الخارجية الهولندي إنه تم إغلاق سفارة هولندا في الخرطوم، ويجري العمل على إجلاء 150 من الهولنديين وعائلاتهم.

وفي وقت سابق، أعلنت السفارة الهولندية في السودان بدء الترتيب لإجلاء مواطنيها وموظفي السفارة إلى مكان آمن.

إيطاليا

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إنه تم إجلاء 19 إيطاليا من بورتسودان إلى مصر بالتنسيق مع السلطات المصرية.

اليونان

قال وزير الخارجية اليوناني إن بلاده تنسق لإجلاء اليونانيين والقبارصة من السودان، وإنها سترسل طائرات عسكرية لهذا الغرض.

وأضاف “سنطرح قضية الرعايا الأوروبيين في السودان في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا”.

اليابان

أفادت وكالة الأنباء اليابانية أنَّ 3 طائرات يابانية وصلت جيبوتي لنقل رعايا يابانيين سيتم إجلاؤهم برا من السودان.

تونس

أعلنت تونس أنها ستبدأ يوم غد الإثنين، عملية إجلاء رعاياها من السودان، وذلك نظرًا لتواصل الاشتباكات المسلحة في الخرطوم.

وقال البيان: “بالتنسيق والتعاون مع سفارة تونس بالعاصمة الخرطوم قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة للتحضير لعملية إجلاء الجالية التونسية انطلاقًا من يوم غد الإثنين”.

وأضاف: “تم الاتصال بكافة أفراد الجالية وضبط قائمة بأسماء الراغبين بالإجلاء وإعلامهم بالمكان والساعة المحددتين لتأمين نقلهم”.

ولفت البيان إلى أنَّ “السفارة التونسية (في الخرطوم) نشرت على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كل التفاصيل الخاصة بعملية الإجلاء، داعية رعاياها إلى توخى أقصى درجات الحيطة”

وكان أكثر من 150 شخصًا من السعوديين ورعايا دول أخرى قد وصلوا بحرًا إلى جدة أمس السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك.

وأشارت الخارجية السعودية إلى أن الأجانب هم من 12 دولة هي الكويت وقطر والإمارات ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلادش والفلبين وكندا وبوركينا فاسو، وبينهم “دبلوماسيون ومسؤولون”.

 

Exit mobile version