اللقاء الإعلامي الوطني يكرّم وزير الثقافة محمد وسام مرتضى
كرّم “اللقاء الإعلامي الوطني” وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، في فندق “الريفييرا”، إثر تعرضه لحملة منظمة وظالمة، حيث وقف بكل صلابة دفاعا عن الاخلاق والمبادئ والقيم التي اقرتها الشرائع السماوية، واحبط مخططا كبيرا لحفنة تريد تعميم افكارها الهدامة في مجتمعاتنا.
حضر التكريم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، رئيس الحكومة السابق حسان دياب، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام عبده ابو كسم، الحاج محمد عفيف، ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، والعديد من الشخصيات السياسية والروحية والإعلامية.
قنديل: لمواجهة الشذوذ.. وعدم جعله قيمة مضافة تستحق التباهي
وألقى كلمة اللقاء الإعلامي الوطني ناصر قنديل الذي قال: “قد يبدو غريبا لدى البعض، القول أن أفضل مرجع جامع في توصيف عناصر الهوية الثقافية اللبنانية، هو ما أورده المفكر والمثقف شارل مالك، لشدة الاختلاف على شخصه، الذي يضاهيه ما نعتقده فرصة الاتفاق على نصه، معرفا الهوية الثقافية اللبنانية بما هي تمسك بقيم الإيمان والأسرة والحرية والتعدد والتنوع، وإعلاء شأن اللغة العربية كمؤسسة لبنانية والدفاع عن مكانة العرب وريادة نهضتهم بين الأمم، ومواجهة خطر الكيان الصهيوني الغاصب لأرض العرب، كمصدر خطر وجودي على لبنان. فالهوية الثقافية للوطن أو الأمة مؤسسة سيادية لها حدودها التي تحتاج من يحرسها، ولها حياضها التي تحتاج من يدافع عنها، وفي الهوية الثقافية، حدود التنوع في الوحدة، وحدود الحرية في الأخلاق، وحدود الحداثة في حماية الأسرة، وحدود اللغة العربية والهوية العربية الناتجة عنها في مواجهة الخطر الصهيوني، وحدود الوحدة في حرية المعتقد”.
أضاف “مواجهتنا الثقافية ليست مع الحرية الشخصية، بل مع محاولة شاذة لنقل الشذوذ من كونه نقطة ضعف، إلى جعله قيمة مضافة تستحق التباهي لتشكل عنوان الهوية الثقافية البديلة، لمجتمع بلا أسرة يتحدى تعاقد الإيمان، ومشيئة الخالق، وقد انبرى وزير الثقافة حارس الحدود السيادية للهوية الثقافية اللبنانية، فارس يمثل الاجتماع اللبناني، يتصدى لها من موقع مسؤوليته الدستورية والوطنية والأخلاقية”.
دياب: تكريمك جاء للمساهمة في حماية أجيال لبنان
بدوره، قال دياب: “ان القوى السياسية مأزومة، الشعب مأزوم، الأمن مأزوم، الاقتصاد مأزوم، المصارف مأزومة، الواقع المالي مأزوم، الواقع الصحي مأزوم، المؤسسات مأزومة، التعليم مأزوم، المدارس والجامعات مأزومة… البلد كله مأزوم. البلد من دون رئيس للجمهورية، والدولة كلها في حالة تصريف أعمال. وكل القضية أن الأنانيات هي التي تتحكّم بالخيارات السياسية. تتناتش البلد المصالح الضيقة والحسابات الشخصية والأوهام بإعادة صياغة بلد على قياس هذه الفئة أو تلك، وتتسلل مجدداً أحلام الفيدرالية والكانتونات التي تفصل بين اللبنانيين بحواجز تذكّر بزمن مؤلم”.
وتوجه دياب الى المكرم بالقول: “إن التكريم، هو تكريم للقيم، وانتصار للمفاهيم التي نؤمن بها. أيها الصديق.. ان تكريمك اليوم، فهو تحفيز على الجهد، وتمديد عقد، وتجديد شباب العزيمة، من أجل أن تساهم في حماية أجيال لبنان”.
رعد: وقفنا معاً وسنستمر لحماية ثقافتنا وقيمنا والحفاظ على هويتنا
أما رعد فقال: “وسط التداعيات التي ظهرت إبّان الأزمة الخانقة التي شهدها لبنان وأدّت إلى تصدّع أو انهيار العديد من البنى والقواعد الناظمة لحياة المواطنين ولم تسلم من ذلك البنى الثقافيّة والأخلاقيّة فضلاً عن البنى السياسيّة الوفاقيّة والبنى المصرفيّة والتربويّة والقضائيّة وغيرها.. طفت على السطح موجة الترويج للشذوذ الجنسي أو ما أسموه تجميلاً وتمويهاً بـ”المثليّة”، وانبرت بعض الألسنة والأقلام ووسائل الإعلام والتواصل لتسويق هذه البضاعة السلوكيّة التي يفوح منها نتن النفايات الناجمة عن التطبيقات الاجتماعيّة الفاشلة في الغرب والتي أودت بالأسرة وبدورها في تعزيز التماسك الأهلي وتحصين النسل البشري.. ولم يكن خافياً أنّ مروّجي هذه البضاعة يهدفون إلى الأطاحة بقيم مجتمعنا وبمفاهيمه الإيمانيّة والثقافيّة، وبما جرى التوافق الوطني عليه وأقرّه الدستور الذي ضمن للبنانيين احترام نظام الأحوال الشخصيّة والمصالح الدينيّة”.
أضاف “طبيعي أنّ يتطلّب التصدّي لهذه الموجة الهائجة، وقفات ومبادرات وخطّة عمل وبرامج من أجل إسقاط أهداف الحملة الترويجيّة على أن ينطلق ذلك كله من وعيٍ عميق للمخاطر الجسيمة والمتعددة الأبعاد على مجتمعنا اللبناني، بهدف إضعاف مناعته وقدرته على الصمود بوجه الضغوط المتلاحقة عليه من قبل العدو الصهيوني وداعميه الدوليين والمروّجين للتطبيع معه. إنّ الشذوذ الجنسي بحسب علم النفس الاجتماعي ليس جموحاً محموداً في ممارسة الفرد لحريّته الشخصيّة، كما يدّعي المروّجون المخادعون، بل هو تفلّت غير مسؤول ناجم عن خلل مرضي يُصيب أنانيّة الفرد بالانتفاخ على حساب ضمور إرادته ووعيه المتلازمين لتحمّل المسؤوليّة وتحقيق الانتاجيّة المطلوبة في الحياة. وإنّ أخطر مستويات الشذوذ، هو ما يُنظر إليه على أنّه حالةٌ سويّةٌ يُنَظَّر لها ويُدعى إلى التكيّف معها.. وتوضع التشريعات من أجل حمايتها وعدم التعرُّض للمبتلين بها أو المروجين لها”.
وتوجه رعد الى المرتضى بالقول: “لقد نهضت مبادراً ومتصدّياً لحملة الترويج للشذوذ الجنسي ولمخاطره على الوطن والدولة والمجتمع.. وواكبك مؤيدون من رجال فكرٍ وثقافةٍ وسياسيةٍ من كل الطوائف والمذاهب فضلاً عن مجاميع علميّة وروحيّة متنوّعة وقوى سياسيّة واجتماعيّة.. ولقد كنتَ معهم وفيهم جريئاً وجسوراً، تُقدِمُ في معركة الواجب هذه، واثقاً، انطلاقاً من قناعتك ومن موقعك الإنساني والوزاري المسؤول عن حماية الثقافة الوطنيّة ومضامين ونصوص المواد الدستوريّة ذات الصلة التي ارتضاها اللبنانيون ناظماً لحياتهم السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والوطنيّة”، مضيفا “إننا إذ نشكرك على ما أدّيت في هذا الاتجاه، نؤكد أنك لن تواصل هذه المهمة بمفردك.. وقفنا معاً وسنستمر بالتوسّع في مختلف ميادين الفكر والثقافة والتشريع والإعلام وسيتعاون معنا الشرفاء. وبحسن القصد يسهلُ الوصول ونكسب الرهان. لقد مضينا هكذا في المقاومة ضدّ الاحتلال دفاعاً عن سيادتنا وهكذا نمضي لحماية ثقافتنا وقيمنا والحفاظ على هويتنا”.
أبو كسم: لن نسمح أن تضرب القيم لان بضربها ضرب للعائلة وضرب للوطن
بدوره، قال أبو كسم: “تشرفنا بتكريم المرتضى وهو هامة من الهامات الوطنية الكبرى التي تزينت بالخيال الوطنية والفضائل الإنسانية آمن بأن الإنسان هو صورة الله فهو رجل الحوار والساعي دوما الى التلاقي مع الآخر واحترام عاداته وتقاليده ورأى في اختلافه عنه تنوع وغنى. قاضٍ حكم بصولجان العدل شعاره رأس الحكمة مخافة الله وعلى هذا الأساس بنى مداميك علاقاته مع الآخرين. أنيق في مظهره لبق في كلامه خلوق في طروحاته الوطنية والاخلاقية فاستحق اليوم هذا التكريم”.
أضاف “نواجه اليوم تحديات كبيرة على المستوى الوطني واللبناني بالاضافة الى أزمة الثقة بين المسؤولين عن مقدرات هذا الوطن والتي تمنع حتى اليوم انتخاب رئيس للجمهورية بالإضافة إلى هذا الهم والخطر الكبير نواجه أزمة أخلاقية تتجلى في محاولة لتبديل المفاهيم التي تحكم حياة الشخص البشري لتهبط فيه من مقام الرفعة الى مستوى يفقد معه صورته البهية وليتحدى ارادة الله الخالق الذي يجري هو تحد لارادة الله الخالق الذي أراد من الانسان الذي خلقه ذكر وأنثى ان يتزاوج وينمو ويشاركه في عملية الخلق ويكثر الخلق انها عملية تحد لارادة الخالق الذي أراد أن يكون معه الانسان شريكا في الخلق والابداع وسلطه على كل المخلوقات على هذه الأرض واعطاه الحربة والعقل ليبني لا ليهدم. نحن اليوم في مواجهة كسر القيم الاخلاقية والدينية التي تزين الانسان والمجتمع فلن نقبل ان تمس هذه القيم لان في كسرها تكسر العائلة التي هي الحصن الأمين المتبقي لضمان بقاء هذا الوطن لبنان”.
وختم أبو كسم “شعبنا يهاجر والخطر الأكبر ان هناك من يهاجر الينا يجب أن نواجهه لكن لم يبق الا العيلة. العيلة الصغيرة التي هي عائلة كل واحد منا والعائلة الكبيرة هي العيلة اللبنانية هذا الخطر يجب أن نقف بوجهه ولن نسمح ان تضرب القيم لان في ضربها ضرب للعائلة وضرب للوطن”.
الوزير المكرم المرتضى
وختاما، قال المرتضى: “يحسُنُ بي استغلالُ المنبر لإعادة تصويب عنوان الاحتفال كما أحبُّ له أن يكون: “الإحتفالُ بانتصار القيم”. فالحملةُ التي خيضَت على مدى الشهرين الماضيَين لم تكن في عمقِها ضدَّ وزير الثقافة شخصيًّا، وإن بدا ذلك كذلك، بل كانت في حقيقتها ضدَّ القيم التي تُشكّلُ في الكيانِ الروحيّ اللبناني والإنسانيِّ بعامةٍ، جوهرةَ محارِه، وخُلاصةَ عطرِه، وكنهَ معناه. ولقد كان من حُسْن نصيبي أن أقف في مقدمة المنافحين عن هذا المعنى الأخلاقي للوجود الإنساني، كما اكتنزه تراثُ البشرية على مرِّ العصور، وكما فرضتْه التعاليمُ الإيمانية لدى شعوبِ الأرضِ أجمعين، لا لشيءٍ إلا لاعتقادي بأنَّ الصراع الثقافيّ العالميَّ الذي باتَ يكشفُ عن أدواته القاتلة، يرمي إلى طمسِ الهُويَّات المعرفية الخاصة بكلِّ أمّةٍ تحت السماء، وإزالةِ التنوع الذي هو نعمةُ الكون، من أجل فرضِ أحاديةٍ فكريةٍ مقولَبةٍ وممنهَجة، مع ما تستتبعُه من سبلِ عيشٍ استهلاكي، خالٍ من المبادئ، يحطِّمُ الروحَ ويقودُ الغدَ إلى التدمير الذاتي، حتى تسودَ العالمَ كلَّه أمةُ واحدةٌ، تستولي على الحياةِ وتستعبدُ من تبقّى من بشر. كلُّ ذلك يأتونَه تحت ستار الحريّة وحقوق الإنسان، “فآهٍ أيتُها الحريّةُ كم من الجرائم تُرتَكَبُ باسمِك”.
أضاف “على أن بعضًا ممن خاضوا الحملةَ ضد القيم، كانوا يردّدون أنَّ المبادئَ التي ندافعُ عنها ليست سوى رواسبَ سلبيةٍ متراكمةٍ في النفسِ اللبنانية المتأثّرةِ بمفاهيمَ قديمةٍ لم تعد توائم العصر. ولقد فاتهم أن دستورَنا أكّدَ على أنَّ الدولةَ تؤدّي فروض لله تعالى، ولا تسمحُ بأيِّ تعليم ينافي الآدابَ أو يتعرّضُ لكرامة الأديان. ولظنِّهم أنَّ علمَ الدستور وعلمَ العربية انتهيا إليهم وتوقَّفا عندهم، راحوا يهرِفون بما لا يعرفون، ويقولون:”لبنان ليس دولةً دينية. ثمَّ إنَّ بعضًا آخر، لا سيّما في القطاع الإعلامي “المتمرمر” من ذودي عن العيش الواحد ومنافحتي عن القيم الجامعة، وصفني بالمرشد الأخلاقي، وفي حِسْبانه أنه بذلك يغيظُني”.
وأكد المرتضى “على مدى سنتين من عمر هذه الحكومة، كانت وزارة الثقافة، على الرغم من ضيق ميزانيتِها، موجودةً وُسْعَ الأرض اللبنانية في الحضور الفاعل على مستوى المشروع الثقافي ذي الجَناحَين: ضمانِ حريةِ الإبداع وحِفظِ التراث بعناصره المادية والمعنوية كافةً، كما على مستوى الندوات الثقافية، والأعمال الموسيقية، والمعارض والفنون على تنوُّعِها وإحياء الأعياد الوطنية الجامعة لا سيّما عيدي البشارة والميلاد. ولقد أردنا بهذا أن نستمرَّ في الشهادة لمعنى الوطن، كفضاءٍ حرٍّ تتفاعلُ فيه الثقافاتُ المتنوعة، من غيرِ أن تُلغي الواحدةُ الأخرى، وكميدانٍ لممارسة الحريّات العامّة وعلى رأسِها حريّة الرأيِّ وحريّة التعبير عنه. فلبنان صيغةٌ متآلفةٌ من موقعٍ جغرافي وثراءٍ اجتماعي، جعلت منه نطاقًا إنسانيًّا لعيش المعيّة والحوار البنّاء. علينا أن نحافظَ عليه، وعلى مظاهر سيادته المتمثّلة بأمورٍ عديدة، منها الخصوصيات الثقافية التي تتألّقُ فيه، والتي تأبى أن تُسلِمَ أمرَها بالكليّة، من دون تفاعلٍ أو تبادل، لسياداتِ ثقافاتٍ أجنبيةٍ لا يَدينُ بها كثيرٌ من أهلِها في مواطنهم هناك. ومنها مبدأ الحوار الذي ينبغي له أن يكون سيد الحياة الوطنية”.
وختم المرتضى كلمته قائلا: “رجائي ان اكون على قدر ثقة نبيه الوطن وسيّد المقاومة وانتصاراتهما في حفظ عيش المعيّة وصون القيم وبثّ الوعي والوفاء للمقاومة ودماء شهدائها الأبرار”.
وفي الختام، منح “اللقاء الوطني” للمرتضى درعا تكريميا وباقة من الورود، كما قدم محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود باقة من الورود. وتسلم المرتضى ايضا لوحات من “المنتدى التشكيلي”.