مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير
مقدمة:
بدت عملية إعصار اليمن حدثا مربكا وغير مألوفا للإسرائيلي الذي لم ينتهي بعد من تثبيت اقدامه على ارض الامارات للاستفادة من كل عناصر التطبيع، وقد اعتبرت إسرائيل هذا الهجوم اليمني على مواقع إماراتية حساسة وحيوية تهديدا حقيقيا لمصالحها ومشاريعها، بل وأبعد من ذلك لوجودها أيضا نظرا لإدراكها بالرصد والمتابعة لدقة الضربات التي من الممكن ان تصل الى قلب كيانها في أي لحظة من اللحظات. من هنا بدأ الحديث في داخل الكيان عن ضرورة تقييم ما حصل بشكل دقيق وعميق. يعتبر بعض المراقبين أنّ القراءة الإسرائيلية تكمن في النظر الى الهجوم على الامارات من عدة زوايا، أبرزها تحميل إيران مسؤولية الهجوم، باعتبار أن لديها القدرة العملياتية على تنفيذ عملية بهذا الحجم، في سعي للتأثير على مسار مباحثات فيينا، وإظهار أن إيران لم تعد تبالي بالمجتمع الدولي، وأن الولايات المتحدة الأميركية والقوى الدولية فقدت قوة الردع تجاه إيران، ما شجّع الأخيرة على الإيعاز إلى حلفائها في المنطقة بشنّ هجمات عسكرية استهدفت أبرز حليفين للولايات المتحدة الأميركية في الخليج، السعودية والإمارات. ولم تكتفِ بذلك، بل شنّت، سابقاً، هجمات مسلحة على مواقع عسكرية أميركية في العراق وسوريا، أبرزها الهجوم بالطائرات المسيّرة على قاعدة التنف العسكرية الأميركية في سوريا، في حزيران/أكتوبر 2021، من دون ردّ أميركي.
تعتقد “إسرائيل” أن الهجوم الأخير على الإمارات، وعدم مبالاة المجتمع الدولي بما حدث، وعدم اكتراث الولايات المتحدة الأميركية، ستعزز من جرأة إيران وحلفائها، ما سيؤدّي إلى شنّ مزيد من العمليات ضد الأهداف الأميركية والسعودية والإماراتية في المنطقة، وسيؤدي إلى ضعف الثقة بين دول الخليج وحلفاء أميركا في المنطقة، وسيضاعف خشيتهم من انهيار جدار الحماية الأميركي لأنظمتهم.
ترى “إسرائيل” أن الاستهداف والتهديد العسكري لدولتي الإمارات والسعودية، وعدم المبالاة الأميركية، ستدفع بها إلى دراسة خيارين متناقضين:
- الأول، العمل على مهادنة إيران والتسليم بنفوذها في المنطقة عموماً، والخليج تحديداً، ما سيؤدي إلى تراجع مسار التطبيع في المنطقة، وربما تجميد ما يسمّى “اتفاقيات أبراهام”، وسيقضم من مكانة “إسرائيل” في المنطقة، لصالح تعزيز أكبر للنفوذ الإيراني.
- الثاني، قيام الإمارات باتخاذ مستوى أعلى من التعاون والشراكة مع “إسرائيل”، وخصوصاً في المجال العسكري والدفاعات الجوية، ومنظومة مواجهة الطائرات المسيّرة، وتتّخذ السعودية خطوات متقدمة تمهيداً لانضمامها إلى “اتفاقيات أبراهام”، على اعتبار أن العدو المشترك لـ”إسرائيل” والسعودية والإمارات هو إيران وحلفاؤها في المنطقة، وأن رؤيتهم تجاه الموقف الأميركي من إيران أيضاً متشابهة.
تسعى “إسرائيل” للدفع باتجاه الخيار الثاني، وتعزيز الثقة وتعميق التعاون والتنسيق والشراكة مع الإمارات والسعودية، في المجالات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية، ومن أجل الحد من النفوذ الإيراني، ولإبقائه مستنزفاً في صراعات متعددة في المنطقة، واستخدام فزاعة التهديد الإيراني والعدو المشترك لتحييد الدول الخليجية عن القضية الفلسطينية، وإقناع الدولتين بأن التحالف مع “إسرائيل” هو الضمان لمواجهة إيران وحلفائها بعد التراجع الأميركي، وبالتالي حماية نظامَيهِما من السقوط.
تعتقد “إسرائيل” أن تهديد الطائرات المسيّرة يمثّل تحدّياً لأنظمة الدفاع الجويّ للسعودية والإمارات، لكونها تحلّق على ارتفاعات منخفضة، ويصعب التعامل معها عسكرياً، لأن الأنظمة الدفاعية للدولتين مصمّمة لاعتراض الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية، وتسوّق “إسرائيل” نفسها على أساس أن لديها أنظمة دفاعية قادرة على مواجهة تحدّي الطائرات المسيّرة. كما يعتبر الكيان أن أحد أهم العوامل التي أسهمت في تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، هو العامل الأمني، بهدف سعي الإمارات للحصول على الميزات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية، خصوصاً في مجالَي الدفاع والاستخبارات.
قد يمثل الهجوم على الامارات بروفا لما هو أخطر بالنسبة لإسرائيل، أي قد يكون تحضيرا لاستهداف إسرائيل ومصالحها في أي وقت ومكان وزمان، يبدو أن قوى محور المقاومة باتت تمتلك القدرة على ادارته وتحريكه وفقا للظروف التي تراها مناسبة في حال اندلعت حرب إقليمية. من هنا، تعتقد إسرائيل أن الطائرات المسيّرة أقلعت مسافة لا تقل عن 1500 كلم، وأظهرت قدرة عملياتية كبيرة، وهي مسافة أقل من المسافة بين اليمن وفلسطين المحتلة، ما يمثّل تهديداً على المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية.
اعتبرت “إسرائيل” الهجوم اليمنيّ على مواقع إماراتية فرصة وتهديداً في آن واحد؛ فهو من جهة قد يعزّز العلاقات مع الإمارات والسعودية، ما سينعكس على الاقتصاد الإسرائيلي، ويُكسبها شرعية أكبر في المنطقة، وسيشجّع دولاً أخرى على الانضمام إلى مسار التطبيع، ومن جهة أخرى يرسل إنذاراً لها قد يمثّل خطراً على مواقعها الحيوية، فيما لو اندلعت حرب متعددة الجبهات، ستتمكن فيها الطائرات المسيّرة من استهدافها، كما تخشى “إسرائيل” من انعكاس فتور الموقف الأميركي على تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.
من هذا المنطلق ستعمل إسرائيل على تحويل ما باتت تراه تهديدا حقيقيا على وجودها الى فرصة.
- محاولة إسرائيل تحويل التهديد الى فرصة: تزويد الإمارات بمساعدة استخبارية وأمنية
أرسل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت رسالة إلى ولي عهد الإمارات يبدي فيها استعداده لتقديم مساعدة استخبارية وأمنية “للدفاع عن الإمارات”، وفق صحيفة معاريف.. صحيفة “معاريف” المطبوعة تتحدث عن تقديمات أمنية واستخبارية قدمها الاحتلال الإسرائيلي إلى الإمارات عقب عملية “إعصار اليمن” التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في أبو ظبي رداً على تصعيد الأخيرة في الآونة الأخيرة. بعد يومٍ على هجوم اليمنيين على أبو ظبي، أرسل رئيس الحكومة نفتالي بينيت رسالة إلى ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، كتب فيها: “باسم حكومة إسرائيل أبعث بالتعازي بعد الهجوم الذي وقع في أبو ظبي وحصد أرواح ثلاثة أشخاص وأصاب ستة آخرين”. وأضاف: “إسرائيل” ملتزمة بالعمل معكم في الكفاح المستمر ضد جهات متطرفة في الشرق الأوسط، ونحن سنواصل الاتحاد معكم من أجل العمل معاً ضد أعدائنا المشتركين. وتابع بينيت: “نحن مستعدون لأن نقدّم لكم مساعدة استخبارية وأمنية من أجل الدفاع عن مواطني الإمارات من هجماتٍ مشابهة. وجّهت الجهات الأمنية الإسرائيلية بتزويد نظيراتها في الإمارات بكل مساعدة تُطلب، إذا كنتم مهتمين بذلك”. أمّا وزير الخارجية يائير لابيد فقد أصدر تصريحاً بالعربية كتب فيه: “إسرائيل” تقف إلى جانب الإمارات. نحن ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات واتخاذ إجراءات فورية كيلا يُسمح لإيران وعملائها بالحصول على وسائل من أجل تقويض الأمن الإقليمي واستهداف الأبرياء”.
- الاستعدادات الأمنية المختلفة في إسرائيل لمواجهة التهديدات:
أنجزت المؤسسة الأمنية والعسكرية أنجزت تجربة ناجحة بمنظومة السلاح “حِتْس” والصاروخ الاعتراضي “حِتْس-3″، المخصص لاعتراض صواريخ بالستية خارج الغلاف الجوي. كما شاركت في التجربة، الوكالة الأميركية، مع صلية صواريخ بالستية أُطلقت نحو “الأراضي الإسرائيلية” بالتوازي. مسؤولون في المؤسسة الأمنية والعسكرية قالوا إن “التجربة أظهرت القفزة التكنولوجية في كافة مجالات المنظومة في العام الأخير. التجربة حاكت التعامل مع كل التهديدات المتنوعة من الصواريخ البعيدة المدى، من صواريخ عادية إلى تلك التي تحمل مواداً غير تقليدية”. إنها المرة الأولى التي يجري فيها في إطار التجربة إطلاق صاروخين اعتراضيين مختلفين من منظومة “حِتْس”، فيما صاروخ مهمة مختلفة. موشِه فتال، رئيس مديرية “حوما” في وزارة الأمن، قال في إطلاعٍ لمراسلين عسكريين: “منذ سلسلة التجارب في ألاسكا مع”حِتْس-3″، وسّعنا قدرات المنظومة وقمنا بتحسينات مهمة. إنها تجربة غير مسبوقة أطلقنا فيها صاروخين اعتراضيين من منظومة “حِتْس” من أجل التعامل مع صلية صواريخ. التجربة نُفّذت بنجاح، ويوجد هنا تقدّم تكنولوجي كبير تشترك فيها الصناعات الأمنية في إسرائيل”. ويعتقد بوعاز ليفي، قائمقام مدير عام “الصناعات الجوية”، أن “الحديث عن اختراقٍ مهم سيوفّر تفوقاً لإسرائيل، أيضاً ضد تهديداتٍ مستقبلية لا تزال غير موجودة على الساحة”.
- التطبيع مع دول الخليج فرصة لسماسرة شركات الدفاع الإسرائيلية:
طلبت الإمارات العربية المتحدة بهدوء وبشكل غير رسمي من إسرائيل الحصول على أنظمة دفاع صاروخي للمساعدة في حمايتها من الهجمات الصاروخية الحوثية، حسبما ذكرت مصادر إسرائيلية لموقع Breaking Defense. وتأتي المحادثات، التي وصفتها المصادر بأنها أولية، في وقت تعهدت الإمارات “بالتعامل مع أي تهديدات” في أعقاب مقتل ثلاثة مدنيين في هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ. وقالت الإمارات إنها اعترضت صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون فوق أبو ظبي. (قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها استخدمت صواريخ باتريوت الاعتراضية “بالتزامن مع جهود” القوات الإماراتية “للاشتباك” مع صاروخين والدفاع عن حوالي 2000 جندي أمريكي متمركزين في قاعدة الظفرة الجوية). وقالت مصادر إسرائيلية إن فكرة استخدام أنظمة الدفاع الإسرائيلية ظهرت في المناقشات غير الرسمية الأخيرة بين مسؤولي البلدين في الإمارات، عندما حقق المسؤولون الإماراتيون فيما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتزويد هذه الأنظمة. ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على “أي عملاء محتملين” لأنظمة الدفاع الإسرائيلية. ولم يرد ممثلو وزارتي الدفاع والخارجية الإماراتيين على طلب للتعليق على هذا التقرير.
ظهر حديث في السابق عن اهتمام المملكة العربية السعودية بأنظمة دفاع إسرائيلية الصنع. في أيلول سبتمبر 2021، قالت مصادر إسرائيلية إن السعوديين كانوا يطمحون للحصول على أنظمة القبة الحديدية التي تنتجها رافائيل، والتي تعتبر أفضل ضد الصواريخ قصيرة المدى، أو Barak ER ، التي تنتجها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية ، والمصممة لاعتراض صواريخ كروز.
قبل أسابيع، وقعت الإمارات صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار مع كوريا الجنوبية للحصول على نظام أسلحة صواريخ أرض – جو متوسط المدى Cheongung II ، ولكن من غير المتوقع أن يتم تسليم النظام قبل عام 2024. من هذا المنطلق، يمكن أن يكون النظام الإسرائيلي بمثابة الحل المؤقت لمشكلة ملحة وفقا للمصادر الاسرائيلية.
صرح مصدر إسرائيلي لـ Breaking Defense أن ثلاثة أنظمة تشغيلية، أو مزيج من الثلاثة، يمكن أن تكون حلول جزئية حتى يتم تشغيل النظام الكوري الجنوبي: Barak 8 أو Barak ER ، أو Rafael Spyder. وبحسب ما ورد تم استخدام صاروخ Barak-8 ، الذي يستخدم حاليًا في العمليات في إسرائيل والهند، لإسقاط صاروخ باليستي إسكندر روسي الصنع أطلقته أرمينيا في نوفمبر 2020 خلال نزاع حول ناغورنو كاراباخ.
إن Spyder، وهو نظام مثبت على شاحنة، هو نظام دفاع “سريع الاستجابة” تقول رافيل إنه يتمتع “بقدرة متعددة على الاشتباك مع الأهداف للتعامل مع هجمات التشبع”. وستأتي أي عملية شراء محتملة في أعقاب منح الحكومة الإماراتية عقدًا بقيمة 53 مليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر إلى شركة تابعة لشركة الدفاع الإسرائيلية Elbit لتدابير الحماية من الحرب الإلكترونية لنقل ناقلة الطائرات من طراز Airbus A330.
مع اجتماع كبار المسؤولين العسكريين من دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط في معرض دبي للطيران في الأسابيع المقبلة سيعرض بعض سماسرة شركات الدفاع الإسرائيلية الكبرى بضاعتهم، لتكون فرصة لعقد الصفقات مع مختلف دول الخليج المطبعة وتلك التي لا تزال تكابر على الاعتراف علنا به. في أعقاب توقيع اتفاقيات أبراهام 2020، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بدا هذا المسار انفتاحا مربحا بالنسبة للشركات الإسرائيلية في سوق السلاح الخليجي. الشيء الوحيد الذي عطّل هذا المسار هو أن الاتفاقات لا تزال في فترة الاختبار، ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية حذرة بشأن بيع السلع العسكرية لمن كانوا يعدّون او يعتبرون خصومها السابقين – بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
صرّح مصدر دفاعي لموقع Breaking Defense: بأنّ “الأطباق الخاصة التي يتم إعدادها في المطبخ الإسرائيلي تثير شهية كبيرة في بعض دول الخليج، لكن المسافة التي يجب على النادل أن يقطعها واللوحات التي في يديه لا تزال مغلقة جزئيًا”. نظرًا لأن الولايات المتحدة “تعيد وضع” أنظمة الدفاع الرئيسية وهي بصدد التقليل من عدد القوات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإنها قطعا ستخلق مساحة فارغة في مجال التسلح يمكن للإسرائيلي استغلاله ويمكن أن يكون سوقًا كبيرة محتملة للشركات الإسرائيلية، وفقًا لمصادر إسرائيلية. لكن يبدو أنّ الإسرائيلي لا يزال يواجه عقبات محلية حيث تحث الشركات وزارة الدفاع الإسرائيلية على الإسراع بوتيرة الموافقة. وقالت المصادر، التي تحدثت إلى موقع Breaking Defense إن التباطؤ لم يكن نتيجة محاولة استرضاء واشنطن، على الرغم من الشائعات التي تشير إلى عكس ذلك. نوقشت هذه القضية في الأسابيع الأخيرة الماضية في وزارة الدفاع والإدارة العليا لشركات صناعة الدفاع. أجرى مسؤولو الصناعة بالفعل اتصالات في الإمارات والبحرين وحتى المملكة العربية السعودية. لم تكن المملكة العربية السعودية طرفًا في اتفاقيات إبراهيم، لكنها أشارت أيضًا إلى أنها تقترب أكثر من العمل مع الإسرائيليين في مجال الدفاع. وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على جزء صغير فقط من الصفقات المحتملة التي أطلقتها شركات الدفاع الإسرائيلية في دول الخليج والتي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لقد باعت الشركات الإسرائيلية أنظمة دفاعية لدول مثل الإمارات والبحرين حتى قبل اتفاقيات أبراهام، لكن تلك كانت في الأساس في فئتي الأمن الداخلي والإنترنت. مباشرة بعد توقيع الاتفاقات، طلبت الإمارات والبحرين شراء المزيد من أنظمة الدفاع.
تجدر الإشارة الى أنّ سوق الشرق الأوسط هو مستودع ضخم لشركات الدفاع. ذكرت الحكومة الأمريكية أنها وافقت على ما يقرب من ملياري دولار من مبيعات الدفاع للسعودية في عام 2020 وحده. تمت الموافقة على ما يزيد عن مليار دولار لدولة الإمارات العربية المتحدة، بناءً على البيانات الفيدرالية. هذا العام، يوفر معرض دبي للطيران فرصة للشركات الإسرائيلية التي تأمل في المشاركة في العمل الدفاعي، إذا ومتى كان ذلك مسموحًا به، ومنحها الفرصة للترويج للخدمات غير الدفاعية. في غضون ذلك، تخطط شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وهي أكبر مقاول دفاعي إسرائيلي، لعرض قدراتها في القتال البري والجوي. يبدو أنّ الشركة تخطط لتوسيع تعاونها الاستراتيجي في المنطقة من خلال توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع الشركات المحلية وتوسيع الشراكات القائمة الموقعة في العام الماضي، مثل اتفاقية تحويل البضائع مع الاتحاد الهندسي الإماراتي. وقد صرّح رئيس الشركة الاسرائيلية ومديرها التنفيذي بواز ليفي: ” لقد فتحت هذه الاتفاقيات نافذة للتعاون المكثف والمعرفة، من أجل تعزيز الاستثمارات، من أجل تطوير ومواطنة التقنيات المشتركة في المجالات الأمنية والمدنية”. سيعرض “رافائيل،” هذا المقاول الدفاعي الإسرائيلي أنظمته العسكرية بما في ذلك الدفاعات الجوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لكنه سيركز أيضًا على الشراكات الإقليمية الحالية مثل مشروعه المشترك مع شركة التكنولوجيا الإماراتية G42 التي تتعامل في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
صرّح كل من “رافائيل ومديره التنفيذي، يوآف هار-إيفن”، لموقع Breaking Defense، إن شركته تقدر الشراكات الإقليمية عندما تتماشى مع مصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقال: “سنقوم بتسليط الضوء على مجموعة من الأنظمة لمواجهة عدد من التهديدات المتطورة وسوف يتم عرضها في معرض دبي للطيران للمرة الأولى، والذي يقدم أمثلة على هذه الفرص التي تتشكل”. سيعرض المعرض أنظمة Rafael الأكثر تقدمًا والتي تم دمجها من قبل العديد من العملاء والشركاء في جميع أنحاء العالم. نحن متحمسون لما يخبئه المستقبل “. وستكون شركة التكنولوجيا Elbit Systems في المعرض أيضًا، حيث تعرض حلولها للحرب الشبكية متعددة المجالات – وهو هاجس حالي للبنتاغون أيضًا – جنبًا إلى جنب مع العديد من الأنظمة المحمولة جواً. وأشار ران كريل ، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق الدولي لشركة Elbit ، إلى أنه منذ اتفاقيات أبراهام ، أصبحت دول الخليج “أسواقًا جديدة مهمة” لشركته. وقال كريل: “نعتقد أن مجموعتنا الواسعة من الحلول جنبًا إلى جنب مع سجلنا الحافل في بناء الأنشطة الصناعية والتكنولوجية المحلية في مجموعة من البلدان تضعنا جيدًا في تلبية الاحتياجات والفرص في هذه المنطقة. وستكون دول أخرى أصغر في المعرض أيضًا، على أمل انتزاع قطعة من فطيرة السوق الجديدة. لكن في النهاية، سيعتمد مقدار الفطيرة على وزارة الدفاع الإسرائيلية. نعتقد أنه يمكن الموافقة على الفور على بعض أنظمتنا للتصدير إلى هذه البلدان، لكن لن يتم توقيع الصفقات إلا إذا منحتنا وزارة الدفاع الإسرائيلية حرية العرض والتفاوض”.
- المملكة العربية السعودية تدرس شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الصنع: الامر لا يحتاج الى اعلان تطبيع رسمي للعلاقات:
صرّح مصدر إسرائيلي إن “الاهتمام السعودي بالأنظمة الإسرائيلية وصل إلى مرحلة عملية للغاية“. يبدو أنه بات هناك إمكانية للسعودية اليوم لشراء أنظمة دفاع صاروخي إسرائيلية الصنع، في وقت تمت فيه إزالة الأنظمة الأمريكية التي تعتمد عليها المملكة منذ فترة طويلة، حسبما علمت Breaking Defense.
أكدت المصادر هنا تقريرًا لوكالة أسوشييتد برس مفاده أن بطاريات THAAD وPatriot الأمريكية قد أزيلت بهدوء من قاعدة الأمير سلطان الجوية، الواقعة خارج الرياض. تم نقل هذه الأصول إلى المملكة بعد الضربات التي وجهت في عام 2019 لمنشآت إنتاج النفط السعودية. على الرغم من أن انسحاب أصول الدفاع الجوي من المنطقة كان متوقعًا لعدة أشهر، إلا أنه لم يتضح بالضبط متى ستتجه الأصول الأمريكية إلى مكان آخر. وتقول مصادر إسرائيلية إن السعودية تدرس الآن بجدية بدائلها. من بينها: الصين وروسيا وإسرائيل، في خطوة كانت تبدو مستحيلة قبل سنوات قليلة.
وفقا للتقديرات الإسرائيلية، يدرس السعوديون إما القبة الحديدية، التي تنتجها شركة رافائيل، والتي تعتبر أفضل ضد الصواريخ قصيرة المدى ، أو Barak ER ، التي تنتجها IAI ، والتي تم تصميمها لاعتراض صواريخ كروز. وقالت مصادر دفاعية إسرائيلية لموقع Breaking Defense إن مثل هذه الصفقة ستكون واقعية طالما أن الدولتين تحصلان على موافقة واشنطن ؛ وأضاف أحد المصادر أن “الاهتمام السعودي بالأنظمة الإسرائيلية وصل إلى مرحلة عملية للغاية“. تقول تلك المصادر نفسها إن السعوديين أجروا محادثات منخفضة المستوى مع إسرائيل لعدة سنوات حول مثل هذه الأنظمة، لكن المحادثات بدأت تستهلك المزيد من الطاقة بمجرد أن أصبح واضحًا أن أمريكا ستزيل أصولها الدفاعية الجوية من المملكة. قال الجنرال جيورا إيلاند ، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لإدارة التخطيط في جيش الدفاع الإسرائيلي ، لموقع Breaking Defense إنه يتوقع “ألا تعترض واشنطن على بيع هذه الأنظمة الإسرائيلية إلى دول الخليج الصديقة”. في حين أن المملكة العربية السعودية لم تكن جزءًا من اتفاقيات إبراهيم، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، يبدو أنه حتى بدون علاقات رسمية فقد تبادلا المعلومات الأمنية منذ بضع سنوات.إذا اشترى السعوديون الأنظمة الإسرائيلية، فيمكن أن يفتح ذلك الخيار بشكل كامل للدول المشمولة في اتفاقيات إبراهيم. في مقابلة مع Defense News في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، قال موشيه باتيل، رئيس منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، عن هذا الاحتمال: “نظرًا لأن لدينا نفس الأعداء، فربما تكون لدينا بعض المصالح المشتركة. أعتقد أن هناك إمكانية لتوسيع شراكتنا الدفاعية في المستقبل مع دول مثل الإمارات والبحرين. أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث بالطبع في المستقبل. سيكون هناك المزيد من الشراكات العسكرية. لكن مرة أخرى، لا شيء يمكن أن يحدث غدًا. إنه شيء يجب معالجته خطوة بخطوة “. ورداً على استفسار، قال متحدث باسم وزارة الخارجية فقط إن “السعودية وإسرائيل شريكان أمنيان مهمان للولايات المتحدة”. وتعليقا على انسحاب أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من السعودية قال مصدر دفاعي إسرائيلي كبير لموقع Breaking Defense ، إنه ليس مجرد هروب آخر لدولة صديقة (يقصد هنا الولايات المتحدة الامريكية)، ولكنه بصق في الوجه.”
تبدو هذه اللغة نوع من الانتقاد الإسرائيلي للسياسة الامريكية في الشرق الأوسط خاصة بعد اعلان انسحابها من أفغانستان وما تبعه من تداعيات على مسار النفوذ والهيمنة الامريكية في الشرق الأوسط والتي تعتبرها إسرائيل ناقوص خطر، قد يفتح المجال امام اعداءها للتحرك وتشديد الضربات لها ولمصالحها وحلفائها العرب خاصة في الخليج، حيث بات الكل يعترف وعلى راسهم الأمريكي بأن اليمنيين اصبحوا بالفعل قوة عسكرية فعالة ورادعة ضد السعودية والامارات والمصالح الامريكية والإسرائيلية التي يبدو انها لم تتمكن بعد من احكام السيطرة على المنطقة وتشبيك نفوذها بالرغم من مسارات التطبيع التي وصلت اليها.