حذر أكاديمي روسي من خطط الغرب الحالية لخنق روسيا عبر استراتيجية “أنشوطة الأناكوندا”، مشددا على أن روسيا ليس أمامها لمواجهة ذلك، إلا تعزيز قوتها الضاربة واستعدادها القتالي.
وتطرق فلاديمير فينوكوروف الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية إلى مضاعفات انهيار منظمة حلف وارسو في عام 1991، لافتا إلى توسع الناتو شرقا، وصولا إلى محاول احتواء روسيا حاليا على أساس استراتيجية أنشوطة أفعى “الأناكوندا”.
وقال الأكاديمي الروسي الذي يرأس أيضا رابطة الملحقين العسكريين: “يتعين أن تضاف إلى عواقب حل منظمة حلف وارسو، خطط الغرب بقيادة الولايات المتحدة الحالية لاحتواء روسيا جماعيا في المجال السياسي، ومن خلال استراتيجية التفوق الجيوسياسي (أنشوطة الأناكوندا)، لهالفورد ماكيندر وزبيغنيو بريجنسكي في المجال العسكري”.
ورصد الأكاديمي الروسي المتخصص في الشؤون الدبلواسية أن واشنطن تمكنت من إقامة “حزام” حول روسيا من دول معادية لها بشدة، والتي تعتبر سلطاتها “مطيعة بشكل أساس لإرادة حكام ما وراء البحار”.
ووصف فينوكوروف “أنشوطة الأناكوندا” بأنها خطة مشؤومة تقوم على بناء “حلقة مشددة من القواعد العسكرية الخاصة بها، ومراكز القيادة حول روسيا، ونقل وحدات الدبابات ومجموعات الطيران الضاربة إلى حدودها، التي تشكل تهديدا محتملا للأمن العسكري الروسي”.
وأوضح أن الغرب يسعى الآن جماعيا بنشاط إلى استراتيجية تهدف إلى احتواء روسيا من خلال إجراءات للتضخيم المصطنع لتهديد مزعوم صادر منها على دول أوروبا، والتي حسب رأيهم، يجب احتواؤها وعزلها سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
ويرى الخبير أن روسيا في مثل هذه الظروف ليس لديها خيار سوى تعزيز وتحديث إمكاناتها الدفاعية، وزيادة الاستعداد القتالي للقوات الروسية، وتعزيز التعاون العسكري والسياسي داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتوسيع دائرة الحلفاء المحتملين.
يجدر الذكر أن “الأكوندا” ثعبان ضحم غير سام يقضي على ضحاياه عن طريق الالتفاف عليها وعصرها.
يشار إلى أن استراتيجية “أنشوطة الأناكوندا” كانت صيغت لأول مرة خلال الحرب الأهلية الأمريكية من قبل الجنرال وينفيلد سكوت، قائد الجيش الشمالي. كان جوهر الاستراتيجية يتمثل في حصار أراضي العدو من البحر وعلى طول السواحل، وقطع إمكانية الوصول إلى الموانئ ما يترتب عليه إرهاق الاستراتيجي للعدو.
ووصلت استراتيجية “أنشوطة الأناكوندا”، بعد ذلك إلى المستوى الجيوسياسي، وبمساعدتها كانت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى إلى إضعاف القوى الأوروبية الآسيوية، بما في ذلك روسيا، عن طريق انتزاع المناطق الساحلية من سيطرة هذه الدول ومنع الاندماج داخل القارة.
طور أحد أبرز الجيوسياسيين الغربيين، وهو البريطاني هالفورد ماكيند، هذه الاستراتيجية أولا من الناحية العملية، عندما قام، بصفته المندوب السامي البريطاني لجنوب روسيا خلال التدخل بين عامي 1918-1920، بتنفيذ خطة “المحيط الأبيض ضد المركز الأحمر” ثم جسدها في أعماله النظرية.
تم تطوير استراتيجية “أنشوطة الأناكوندا” بشكل أكبر لاحقا في كتابات السياسي الأمريكي الشهير زبيغنيو بريجنسكي.
المصدر: نوفوستي