اسماعيل النجار | كاتب وباحث لبناني
**على ضِفاف دِجلَة أُريقَ الدَمُ العربي العراقيُ مَرَّتين، بعدَ رحيل الطاغية صَدَّام.
مَرَّةً، كانَ البطل تنظيمُ داعشَ الإرهابي في العراق، مدعوماََ من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإسرائيل.
ومرَّةََ أُخرَىَ، بأيادٍ سوداء تلبسُ لَبوسَ الدولة، لأجل من ادّعى أنه حَجَّ عند الله وليسَ في مَكَّة!
لقد فعلها أخو عماد، ومعه غلمانُ مَن أسَّسُوا داعشَ ورَشُّوا عليه الأَرُز، حين احتلَّ أرض العراق وفَتَك بأهلهِ وشبابه!
وكأنَّ قَدَرَ تلك الأرض الطاهرة أن تبقىَ مُنغَمِسَةََ بالحروب مجبولةٌ بالدماء، وقدرُها الأصعب هوَ تناسُل وُلد ابن العاص وابنَ ذي الجوشَن عليها، حتى يومنا هذا.
مَرَّةََ في زَمَنٍ بعيد، قتلوا أميرالمؤمنين وإمام المتَّقين، عَلي بِنَ أبي طالب قائد الغُر المُحَجَّلين عليه السلام.
ومَرَّةََ أُخرَىَ قتلوا الإمام الحسين الشهيد الذبيح الخارِجِ لطلب الإصلاح في أُمٍَة جَدِّه.
ألله كَم هيَ أوجُه الشبَه كبيرَةََ، بين هَذَين الجيلينِ المتباعدين من حيث الزمان؛ جيلٌ طَعَن الإسلام ونبيَّهُ المصطفى عليه وعلى آلهِ أفضل الصلوات والتسليم،وأبناؤهم قتلوا أحفادالنبي وصاحب الرسالةالجوهرية.
أمَّا سُلالتهم اليوم، فتقتل أبناءَ مُحَمَّدٍ وعلي وفاطمة، في العراق وكل مكانٍ باسم الإسلام!
[ياعراق الخير أيُّ عراقٍ أنت؟كيفَ تَحَمَّلت أحياءََ يحملون هوِيَّتَك الوطنية، يقتلون باسمَكَ وينتهكون الأعراف والحرمات، ويظهرون أنفسهم ضحايا اغتيالٍ كالنِعاج، وضحيَّةَ غدرٍ من ذِئابٍ كاسِرة تسرحُ في عاصمة الرافدين تحتاجُ إلى علاج.
إنهم منتحلو صفة”عراقيون”، صهيوأمريكيو الهوَىَ، أحفادَ الجَهَلَة القَتَلَة المَكَرَة، إنه كاظمي المكر، والمُكرُ الكاظميُّ المُر.
هو يعلَم أننا نُدرِك ما يريد وما يبتغي من مسرحيتِهِ الجديدة الفاشلة هذه؟
لذلك له نقول:
على مَن تقرَأ مزاميرك يا داوود؟
وهل جئت يا مصطفى لتمارس السحر في حضرةِ موسى وعصاه؟
[أم أنَّكَ تحاول أن تُظهِرَ نفسكَ كَبولسَ الرسول،فأخرجوكَ من منزلك المهجور في سَلَّة عن أعالي السور!
يا مصطفى….
العراق فيه من الرجال الأذكياء الأتقياء الأنقياء الشجعان، ما يكفي لحمايته والنهوض به، وتحريره ورفع شأنهُ ومستواه،
ولا يحتاجُ لفبركاتكَ أنتَ وأسيادكَ الأمريكيين، ومنتحلي صفات رجال الدين؟
من أجل تدوير نفسك ونظامك وإنعاشهما سياسياََ من جديد.
أيها الأميركي الهوىَ والهوية،
إهدَأ واعقِل وانتبه، وتذَكَّر أنّ للعراق رباً ورجالَ حشدٍ يحمونه،
ولكل فرعون موسى،ولكل عَمرِو بنِ وِدٍ عَلِي.
إن محاولة تفجير العراق، للتمسك بالسلطة، هي عملٌ غير أخلاقي يا مصطفى وغير محترم.
المحب للعراق يجب أن يكون خادماََ لَه، وليسَ سيداََ متسيِّداََ عليه.
هذا هوَ التواضع وحُب الأوطان، ومن هنا تبدأ حكاية الصدق والحرص على الوطن وأهله وثرواته وسيادته، وليسَ من خلال إعطائِكَ كركوك الى إقليمٍ إنفصالي متعامل مع إسرائيل (كردستان).
أليسَ هذا صحيحاََ أيها الكاظمي؟
أيها الكاظمي أنت لن تستطيع مَحو ذكرنا أتباع الحسين، ولا القضاء عليهم ولا إخراجهم من العراق ولا إحراجهم بين الشعوب، لأن هؤلاء هم الصفوة النقية التقية التي لا تشبهك ولا تنتمي إليك،
مصطفى الكاظمي يخطط لتحالف َمع الأكراد والحلبوسيين وتيار مقتدىَ الصدر، ويحلم بعودةٍ ميمونة إلى رئاسة مجلس الوزراء دورة ثانية بعد إقصاء خصومه وحَل الحشد الشعبي، تمنيات هوَ بعيد عنها كل البُعد وستبقى أضغاثَ أحلامٍ لن تتحقَّق،
[الإنغماس الأميركي المكشوف في دماء العراقيين يؤشر على نيَّة واشنطن تأجيل إنسحابها من العراق التي حُدِدَ تاريخ تنفيذه في ٣١ كانون أول ٢٠٢١ كحدٍ أقصىَ،وتريد معاقبة الشعب العراقي بسبب مطالبته لها بالإنسحاب من أراضيه وترك البلاد،
ما ينتظر العراق اليوم أيام عصيبة وخطيرة للغاية يجب أن تمر بسلام بفضل الوعي والحكمة العراقية المعهودة
.
رَحَم الله الشهداء، وللجرحى الدعاء بالشفاء، حمىَ الله العراق وشعب العراق، ونكتفي بهذا القَدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
