فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية
لعل الحرب العسكرية التي انتصر فيها حزب الله في العام 2006 على اسرائيل كانت بداية شرارة الحرب الاقتصادية، فالحزب الذي أثبتَ جدارته بإقامةِ المشاريع التي تحملُ رؤيةً واضحةً وشاملة تجمعُ الشق السياسي والخدماتي معاً كان لها وقعٌ على الصعد كافة وفي مختلف الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وهذا ما أزعج واشنطن وحلفاءها والسعودية فاعتبروه يسيطرُ على قرارات الدولة اللبنانية.
خاض حزب الله المعترك السياسي منذ العام ١٩٩٢ وحمل شعارهُ الذي لم يتراجعْ عنه يوماً الوحدة الوطنية والعيش المشترك .
كما عملَ الحزب منذ دخوله المجال السياسي على التركيز على القضايا الإستراتيجية إضافة الى دعوته لإلغاء الطائفية السياسية. وهو لم ينسَ القضية الأساس وهي تحريرُ القدس ومحاربة إسرائيل في حال قررت الاعتداء على لبنان مركزاً على المعادلة الذهبية: جيش شعب مقاومة.
الحزب الذي تعرضَ للكثير من الضغوطات وربما الاعتداء على بيئته تكراراً ومراراً منعَ الحرب الأهلية ووأدها ونبذ الطائفية وما حادثة مجزرة الطيونة إلا دليلٌ صارخٌ و واضحٌ على ذلك، كما تصدى لكل التدخلات الخارجية للحفاظ على سيادة واستقلال لبنان وركز على أهمية خدمة الشعب والشأن العالم.
وكرر تكراراً ومراراً أن سلاحه هو موجهٌ ضد العدو الإسرائيلي رافضاً التوطين ودمج اللاجئين إيمانًا منه بحق العودة لكلا الشعبين الفلسطيني والسوري الى بلديهما.
ثانياً: على المستوى العسكري:
حارب الحزب العدو الإسرائيلي وحرر الأراضي اللبنانية المحتلة في العام ٢٠٠٠ وانتصر في العام ٢٠٠٦ عليه وتمسك بكل الأراضي اللبنانية معتبراً إياها حقا مشروعا.
ثالثاً: على المستوى الإقتصادي:
على الرغم من كل الضغوطات التي يواجهها الحزب هو واجه أيضاً الحصار الأميركي الذي فرضته واشنطن على لبنان مبادراً الى كسر الحصار الذي خنق اللبنانيين جميعاً من خلال كسر الحصار النفطي عبر استقدامه المازوت من إيران وتوفيره للمؤسسات الحيوية كافةً، و توفير الدواء والمواد الغذائية بأسعارٍ مقبولةٍ ووفق بطاقاتٍ صدرت للمحتاجين والفقراء وضمن آليةٍ منظمة، كما وساهم بوضع تشريعات اقتصادية وتجارية وصناعية تنعشُ اقتصادَ لبنان وتواجه الحصار الذي فُرِضَ عليه.
الإعلان بشكل مستمر عن ضرورة محاكمة ومقاضاة كل الفاسدين في الدولة اللبنانية والذين أوصلوا البلد اما وصلَ اليه. ودعم القطاع الزراعي من خلال تقديم مبادرات وحلول من مؤسساتٍ تابعةٍ له، كما وقام بحفظ ودائع وأموال الناس من خلال نظامٍ مصرفي خاصٍ به.
رابعاً: على المستوى الإجتماعي:
لم يتهاون الحزب يوماً بتفعيل برامج الدعم للفقراء والمحتاجين ورعايتهم، كما عزز ثقافة التعاون والتكافل الإجتماعي وزاد من توزيع الحصص الغذائية وهو واكب مرضى الكورونا في بيوتهم وسعى الى تطوير المستشفيات وتجهيزها من أجل مواجهة جائحة كورونا.
بعد هذا العرض البسيط عن كيفية تعامل حزب الله مع الداخل اللبناني تصرُ الإدارة الأميركية من خلال السفيرة الأميركية دوروثي شيا وأدواتها على افتعال المزيدِ من الأزمات والفوضى في لبنان، وتشير معلوماتٌ خاصةٌ سياسية الى أن أميركا تدير غرفةً مشتركةً مع السعودية لزيادة الضغوطات على لبنان وستزداد هذه النشاطات وستدفعُ الأموال الطائلةُ مع اقتراب موعدِ الانتخابات النيابية في آذار المقبل، ويضيفُ المصدر أن السفيرة الأميركية شيا تلتقي بشكلٍ مستمر ومسؤولين أميركيين آخرين خلال زياراتهم الى بيروت بمسؤولين وموظفين في الدولة اللبنانية وبجماعات ومنظماتٍ غير حكومية متجاوزين حدود تمثيلهم الدبيلوماسي، ويتابعُ المصدر أن زيارات السفراء أو القائمين بالأعمال في لبنان دون التنسيق مع وزارة الخارجية اللبنانية يُعد مخالفة للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقانون الدولي، فمتى ستلتزمُ الإدارة الأميركية بالقوانين الدولية؟
ماذا عن الضغوطات التي تمارسُ على لبنان واللبنانيين واشتدادها مع قُربِ موعدِ الانتخابات؟
كيف سيتعامل الحزب مع كل ما يجري؟
هل سيضعُ الحزب أو وضع خططاً جديدةً سيفصحُ عنها يتحدثُ فيها بشكلٍ مسهبٍ عن إدارته للتدخلات والضغوطات والتحضيرات للانتخابات …