كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
تعيش الطائفة السنية «فوضى سياسية»، في غياب المرجعية الحزبية الاقوى داخلها، مع انحسار دور «تيار المستقبل»، الذي يمر رئيسه سعد الحريري بازمة سياسية واخرى مالية، الا ان الاكثر صعوبة عليه، هو تعامل السعودية معه، منذ استقالته منها في 4 تشرين الثاني 2017، واقفال ابواب المملكة بوجهه وتصفية شركاته ماليا، وعدم اعتماده.فلكل طائفة سياسيا الحزب الاقوى فيها، او الممثل الاكثر شعبية، وحضورا في السياسة، ويتشارك او يتقاسم حزبان او اكثر بعض الطوائف بنسب متعددة، وتتوزع الطوائف على احزاب وقوى سياسية، كمثل «حركة امل» و حزب الله في الطائفة الشيعية، والحزب التقدمي الاشتراكي في الطائفة الدرزية، و «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» في الساحة المسيحية، يضاف اليهما وجود حزب الكتائب و»تيار المردة».
واشار المرجع الى التحول الذي حصل في سوريا تجاه الحريري عندما اصبح الملف اللبناني بإدارة بشار الاسد قبل ان يتولى رئاسة الجمهورية، وانكفاء الفريق السوري الذي كان يدير الملف، مما ادى الى ارباك الحريري ومعه حليفه وليد جنبلاط ،لا سيما عندما انتخب قائد الجيش العماد اميل لحود رئيسا للجمهورية ومعه الرئيس سليم الحص رئيسا للحكومة مع وزراء يختلفون في التفكير والاداء عن الحريري وسياساته وحكوماته. وقامت «الحريرية السياسية» على وجودها في السلطة والمال بحيث امنت المكاسب التي، ومنذ ما بعد اغتيال مؤسسها رفيق الحريري، لم تعد الاقوى لا سنيا ولا لبنانيا بالرغم من الدعم السعودي لها وبشخص وريث الحريرية نجله سعد الذي لم يحافظ عليها، يقول المرجع لانه اعتمد على فريق عمل لمصالحه، والتهى عن العمل السياسي الى قضايا خاصة فبدأ يخسر في السياسة نتيجة التساهل والتنازلات والميوعة في المواقف والقرارات. في وقت كانت اعماله التجارية تتراجع والديون تتراكم عليه فرأى نفسه بعد 15 عاما على وراثته لتيار سياسي وترؤسه لحكومات وكتلة نيابية قد اصبح على رصيف السياسة ينتظر من يمسكه بيده لمساعدته، بعد ان فقد الدعم السعودي وانتقل صديقه الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى مساعدة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحاول ان يفتح امامه باب المملكة ودول الخليج، في اشارة الى ان عودة الحريري الى السياسة ليست اكيدة، اذ نصحه اكثر من مرجع عربي بأن يستريح، وفق ما ينقل المرجع، ويعيد تكوين وضعه المالي وهذا ما سمحت له ابوظبي ان يفعله بعد ان اقفلت اعماله في السعودية. ويسعى اكثر من طرف داخل «الحريرية السياسية» الى ان يكون وريثها، حيث تقدم من يعتبر نفسه بأن الوراثة السياسية من حقه بهاء الحريري، لكنه لم يعتمد لا من عائلة الحريري ولا دار الفتوى الا بعض من دعمهم في الشارع. وفي فترة ما بعد الاعياد سيظهر وضع سعد الحريري وعودته وعمله السياسي او يبقى على الرصيف ينتظر.