من شخصية أميركية، من أصل لبناني، في الحزب الجمهوري الى الرفاق «انتظروا ضربة دونالد ترامب، الضربة الأخيرة، التي تزعزع، بل تزلزل، أركان السلطة في لبنان»!
السبب وراء هذا «العقاب الالهي» أن لبنان الذي يتواجد «حزب الله»، كقوة ضاربة، على أرضه، حال دون تنفيذ الحلقة الأخيرة من «صفقة القرن»، الحلقة التي كان يفترض أن تبقي الرئيس الأميركي لأربع سنوات أخرى، وربما لأربعين سنة أخرى، في البيت الأبيض…
الرجل الذي حطمت صناديق الاقتراع، فضلاً عن دور القضاء، حتى هيكله العظمي، لم يعد يشبه الشمبانزي فحسب، بل انه تحول، فعلاً، الى شمبانزي، ليثأر ممن يعتقد أنه وراء سقوطه، بعدما راهن على أن يكون «القيصر الأميركي»، ويعيد تشكيل الكرة الأرضية.
كل الاحتمالات واردة. لا مجال لأن يضرب في الصين، ولا في ايران، ولا حتى في سوريا التي وضعها جاريد كوشنر أكثر من مرة أمامه في المكتب البيضاوي. الضربة الذهبية، والموجعة، في لبنان. اللائحة لا تضم فقط رؤساً مضادة لـ«الفايروس الأميركي»، لكأنها الضربة العمياء التي تبغي اطاحة كل شيء.
حتى ليتردد أن بهاء الحريري كان يراهن، للوصول على حصان أبيض الى السراي، بعد ابعاد شقيقه الى منزله الباريسي الفاخر، على فوز دونالد ترامب.
بهاء وعد (لا فارق هنا بين الوعد والوعيد) بأن يطرح برنامجه للانقاذ قبل نهاية السنة. ها نحن في الثلث الأخير من الشهر الأخير. لا اشارة الى أن الرجل سيفي بوعده وبوعيده الا اذا كان يريد ارتداء ملابس بابا نويل، الغائب الأكبر هذا العام، ليكون البرنامج الذي يهبط بالمدخنة هدية الى اللبنانيين في رأس السنة.
الابن البكر للرئيس رفيق الحريري قال، وعلينا أن نصدق، أنه لا يتطلع الى رئاسة الحكومة. لماذا، اذاً، هذا الدخول تسللاً من الأبواب الخلفية، لا من محطة تلفزيونية كبرى تفعل فعلها في الرأي العام، وتثبت أن الرجل أتى بأيد مفتوحة، لا بأيد مقفلة تؤكد ما يقوله عنه الذين يعرفونه عن كثب؟
عدم صدقية الرجل تجلت في اتهامه العشوائي لـ«حزب الله» بالمسؤولية عن انفجار المرفأ. بهاء الحريري لم يتنبه الى صمت الـ«اف. بي. آي» بعدما أنتهت مهمة خبرائه في بيروت. أكثر من جهة كانت تأمل في اصدار تقرير يلمّح الى دور «حزب الله» في التفجير لتغطية التداعيات السياسية لقرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري.
ألا يثير الصمت المطبق لمكتب التحقيق الفديرالي الأسئلة، بل والشبهات، حول رحلة الأمونيوم من لحظة تحميلها على متن الباخرة «روسوس» في ميناء باتومي في جورجيا الى لحظة الكارثة في ميناء بيروت؟
ثمة من يعتقد أن خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني قد يؤدي الى سحب التكليف من الرئيس سعد الحريري الذي احتار بين العين على الاليزيه والعين على البيت الأبيض، ليبقى يدور في حلقة مفرغة، ولتبقى البلاد تدور في الحلقة الجهنمية، دون أن يعني ذلك تبرئة الرؤوس الأخرى، والأيدي الأخرى، على امتداد تلك المنظومة السياسية الرثة.
بطبيعة الحال، لا يمكن أن نتوقع تبدلاً صاعقاً في السياسة الأميركية حيال لبنان. لكننا لا نتوقع، أيضاً، أن يكون هناك مكان للاعتباطية، أو للثأرية، أو حتى للعائلية (ايفانكا وزوجها)، في صياغة السياسات. دونالد ترامب، كشخصية فرويدية، لم يكن يرى عظمة أميركا، الا من خلال عظمة… دونالد ترامب!
حتى اشعار آخر، لا بديل عن سعد الحريري، على الأقل لقطع الطريق على بهاء الحريري الذي بدأ يستقطب «الحالات الراديكالية»، و«الحالات الزبائنية» في تيار المستقبل.
هكذا خلق الله هذا الطراز من القادة (الورثة) وكسر القالب. العقوبات متوقعة. ما مفاعيل ذلك اذا كان «كاليغولا القرن» يحزم حقائبه ليغادر. العقوبات هي العقوبات الى أن تنتظم العلاقات بين واشنطن وطهران. صلّوا لذلك…
نبيه البرجي- الديار
The post الضربة الأخيرة في لبنان؟ appeared first on LebanonFiles.
الكاتب : Maria Wakim
الموقع :www.lebanonfiles.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-20 07:24:28
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي