أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة خاصة مع الخنادق أن حزب الله في الانتخابات القادمة لن يتأثر، وتطرق الى التحالف مع حركة امل والتيار الوطني الحر وتشكيل الحكومة وتفاصيل حادثة خلدة و4 آب، وملفات أخرى لبنانية، إضافة الى القضايا الإقليمية، مؤكدًا ان محور المقاومة قوي ومتجانس ويحقق الإنجازات.
السلام عليكم…
مفكرٌ، مثقفٌ، دبلوماسيٌ، عالمُ دينٍ، مجاهد ورجل سياسةٍ من الطراز الرفيع، يقود مع ثلة من الرجال القادة محورًا اقليميًا هزم جيوشًا ودولًا كبرى وأحزابًا وجماعات هو نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.
سماحة الشيخ شكرًا لك على هذا اللقاء…
بدايةً نبارك لكم ذكرى انتصار تموز، هذا الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة، بطبيعة الحال هذا الانتصار أوجد معادلة ردع جديدة وأصبح العدو الإسرائيلي مردوعًا، لكن ما الذي تغير بعد 15 عامًا؟ اليوم ملاحظ أن الإسرائيلي لا يزال يرتكب الخروقات للأجواء اللبنانية والسيادة اللبنانية ويهدد، بالأمس أفيف كوخافي رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي قال ان مسألة الحرب الثالثة -كما يسمونها- على لبنان، هي مسألة وقت، فإذًا ما الذي تغيّر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
حرب تموز، حرب ابتدأها الإسرائيلي حتى ولو كانت الذريعة هي أسر الأسيرين الإسرائيليين في سنة 2006، وكان يهدف من خلال هذه الحرب ان يسحق المقاومة في لبنان، واستعمل العبارة بطرق مختلفة، وجاءت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها، بعد تسعة أيام من الحرب، لتقول بأن الألآم التي ترونها هي آلام مخاض شرق أوسط جديد، أي ان مدخل الحرب ضد لبنان هو لصناعة محور جديد للشرق الأوسط الجديد بإدارة أمريكية-إسرائيلية يُلغي حضور المقاومة وتأثيرها وينعكس بالتالي على الداخل الفلسطيني ويطوّع الموضوع الفلسطيني لمصلحة السلطة الإسرائيلية، الذي حصل هو أن الإسرائيلي انهزم في عدوان تموز في الوعد الصادق، وهذه الهزيمة أعلنها بشكل واضح وحتى التحقيقات التي جرت فينوغراد كان التعبير الصريح بأن “الجيش الإسرائيلي انهزم أمام مقاومة حزب الله” والتي لم يعطوها التقدير الكافي.
ما الذي تحقق في مواجهة عدوان تموز؟ يمكن أن نقول تحقق: أولا، استمرارية المقاومة الإسلامية لحزب الله قوية ونشطة وحاضرة. ثانيًا، تم تفشيل المشروع في سحق المقاومة وإلغائها، ثالثًا، تم إيجاد معادلة ردع لإسرائيل كي لا تتجرأ أن تدخل إلى حرب ضد حزب الله إلا وتحسب حسابات كثيرة، لأن النتائج ستكون وخيمة عليها.
إذًا هذه كلها إنجازات حصلت، لكن هل نتوقع أن هذه الإنجازات كافية لتلغي الخطر الإسرائيلي؟ لا طبعًا لأن أصل وجود إسرائيل هو وجود عدواني، وعندما تهدد القيادات الإسرائيلية بين حينٍ وآخر بحرب وبعدوان لأن وجود “إسرائيل” قائم على العدوان وعلى الحروب، لذا بعد 15 عامًا أقول ما أنجزته المقاومة: أولًا، الردع الذي استمر 15 عامًا وقد يستمر لفترة أطول. ثانيًا، إعطاء الالهام الكافي للمقاومة الفلسطينية حيث استطاعت ان تخوض 4 حروب “وتقف على رجليها” وآخرها حرب سيف القدس التي كانت انجاز عظيم لمصلحة المقاومة الفلسطينية، يجب أن نحسب حساب طالما ان “إسرائيل” موجودة يعني العدوان محتمل. لكن نقول بشكل مباشر، في هذا المرحلة لا يبدو انه يوجد عدوان إسرائيلي بتحليل سياسي، فلو افترضنا أنه قرروا حربًا في يوم من الأيام فإن جهوزية مقاومة حزب الله جهوزية عالية جدًا جدًا جدًا، ولا يمكن أن تقارن بما كان عليه الأمر سنة 2006 من حيث السلاح والدقة والخطط العسكرية والتدريب والتجهيز والإمكانات، كل هذه العناوين التي تُهيأ عادةً للحرب هي اكبر بكثير مما كان عليه الوضع في عدوان تموز و”إسرائيل” تعلم ذلك، لذلك اذا ارتكبت أي حماقة في أي وقت من الأوقات تحت عنوان حرب ثالثة او تحت أي عنوان من العناوين، حزب الله جاهز للمقاومة والدفاع بكل قوته ولن يتيح لـ “إسرائيل” تحقيق انجاز ان شاء الله.
أشرتم إلى سيف القدس وهذا الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، يعتقد البعض أن سيف القدس أبعد عن لبنان شبح الحرب لسنوات، هل هذا صحيح؟
ما حصل في فلسطين نستطيع أن نقول انه محطة ثانية وانعطافة ثانية في موقعية محور المقاومة في المنطقة.
المحطة الأولى والمنعطف الأول في عدوان تموز، وهذه المحطة الثانية في مواجهات سيف القدس، لماذا؟ لأن الردع الذي أوجدته المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني في مواجهة “إسرائيل” والربط الذي حصل بين القدس وغزة، وكل الأراضي الفلسطينية بحيث شعرنا ورأينا بأن جميع الفلسطينيين في كل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات، قلب واحد في مواجهة المشروع الإسرائيلي. هذا أمر يشكل منعطف حقيقي، بعد ان سعت “إسرائيل” كثيرًا إلى تفكيك الساحة الفلسطينية والتجزأة بينها واعتبار الـ 48 وحدها والقدس وحدها والضفة وحدها، الآن رأينا منعطف جديد وهذا أيضًا درس لـ “إسرائيل” أنه اذا كانت المقاومة الفلسطينية المحاصرة في غزة وفلسطين استطاعت أن تحقق هذا الإنجاز العظيم في سيف القدس فكيف بحزب الله الذي لديه إمكانات أوسع وله طريق مفتوح، وبالتالي خاض تجربته في عدوان تموز وكانت نموذج كبير وله الآن قدرات متناهية في القوة. انا اعتقد أن سيف القدس أعطت لمحور المقاومة مجالًا للمزيد من القوة وأخّرت أشياء كثيرة كان يمكن ان تحصل، يكفي أننا رأينا بشكل مباشر التدريبات الني كانت مقررة أجّلت لمدة سنة، وكانت مخصصة اسرائيليًا ضد محور المقاومة، وهذا يعني الأثر الكبير لعملية سيف القدس.
في عملية سيف القدس كان هناك غرفة عمليات مشتركة، أشرتم في أكثر من لقاء الى التعاون الاستخباراتي والتعاون الأمني مع المقاومة الفلسطينية التي حققت هذا الإنجاز، إذًا الحديث دائمًا في قاعدة جمهور محور المقاومة أن هذا المحور كيف يقود الجبهة. يُقال ان هناك جبهات مفتوحة ستكون في أي عدوان إسرائيلي جديد أو ربما أمريكي على إحدى دول المنطقة ستكون هناك جبهات مفتوحة بين الجولان وغزة ولبنان وغيرها، هل يمكن القول بعد سيف القدس وبعد هذه التجربة كغرفة عمليات مشتركة بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية، اننا فعلًا أمام جبهات مفتوحة، ام هل سنسمح لـ “إسرائيل” أن تستفرد ببعض قوى المقاومة في المنطقة، كما كانت تفعل سابقًا، ام ان هناك قرار اتخذ على مستوى المحور بمواجهة أي عدوان إسرائيلي بشكل جماعي؟
يجب أن نميز بين امرين، بين المواجهة المفتوحة مع “إسرائيل” من قبل كل محور المقاومة كما هي “إسرائيل” في مواجهة مفتوحة معنا، وبين القيام بأعمال عسكرية او بحروب أحيانًا تكون موضعية وأحيانًا تكون واسعة، يجب أن نميز بين الأمرين، ولا نستطيع ان نقول انه بعد سيف القدس لن يحصل أي شيء الا بمواجهة مفتوحة لأن المواجهة فرع المقاومة والرد. فلنفترض ان “إسرائيل” قامت بأعمال جزئية محدودة تحتاج إلى ردود جزئية ومحدودة، لا يعني كل عمل إسرائيلي أن يستدرج عمل واسع من محور المقاومة.
الأمور بحسبها نستطيع ان نقول ان محور المقاومة جاهز لعمل واسع على مستوى كل المحور للدفاع وللمقاومة، لكن متى وكيف وفي أي ظروف وأي شروط؟ هذه أمور متروكة للوقائع. إذًا، لا نستطيع الآن ان نقول لن يحصل أي مواجهة جزئية في أي مكان، لا المواجهات الجزئية موجودة، ولكن المواجهات الشاملة قابلة للتطبيق بحسب طبيعة العدوان الإسرائيلي.
الكثير يسأل عن قيادات محور المقاومة، كيف ينسّق مع بعضه البعض، هل يوجد غرفة عمليات سياسية دائمًا تنسّق، هل هناك انسجام وتناسق في المواقف؟ نتحدث عن الدول الست في محور المقاومة العراق، إيران، اليمن، لبنان، سوريا وفلسطين، هل هذه الدول على تنسيق تام في كافة القضايا في المنطقة؟ كيف تتعاملون في إدارة شؤون المحور؟
كل بلد من بلدان المحور له قيادته الخاصة التي تقرر سياسته وتقرر التفاصيل التنفيذية وتدير شؤونها، وتدرب وتهيئ وتعمل. يأتي التنسيق بين القيادات من الصف الأول والثاني بحسب الموضوعات، مثلًا عندما يكون هناك مشروع له علاقة بالتدريب أو التجهيز العسكري، هناك تواصل يحصل بين بلدين من المحور، عدة بلدان من المحور، حسب من سيدرب ومن سيتدرب، من سيُعطي ومن سيُعطى، هذه الأمور تحصل ميدانيًا بحسب الحاجة لكن لا نستطيع الحديث عن غرفة عمليات بمعنى ان يجتمع القادة الستة في مكان واحد ويأخذون القرار، لا حاجة لأن قواعد الاتفاق السياسي وقيادة هذا المحور والذي تمثله الجمهورية الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخامنئي (دام حفظه)، لديها أسقف وقواعد كل قيادات المحور ملتزمة ومؤمنة بها، لذلك تلاحظ أن كل قيادة داخل قيادات المحور وكل جهة تتصرف بطريقة منسجمة تمامًا مع قناعة باقي قيادات المحور لأن القواعد السياسية والمنهجية واحدة والأعداء والأصدقاء معروفين، التعاون قائم وتبادل النصائح والخبرات موجود، ليس هناك حاجة أن يُعقد اجتماع للقيادات الست في ست دول حتى يأخذوا القرارات، ولا حاجة لهذا الشكل، فالشكل القائم هو شكل تعاون هذه القيادات بأشكال مختلفة يحصل فيها تنسيق يمكن أن يكون تنسيق بالموضوعات أو يهم بلدين من المحور او يهم المجموعة، حسب طبيعة المطلوب لكن ليس هناك هيكلية اسمها هيكلية محور وموزعة الصلاحيات والمسؤوليات. كل بلد له قيادته المستقلة القائمة بذاتها التي تمتلك مقومات وقدرات ويحصل تعاون بين قيادات المحور والتوجيه الواحد موجود لأن السياسات واحدة ولدينا المصدر المركزي ألا وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها تمتلك قدرات تمويلية وإمكانات عسكري وفي آنٍ معًا القيادة الحكيمة الموجودة التي تحدد الخطوط العامة والصحيحة التي تبنينها بشكل طبيعي.
أشرتم إلى الدور الأساسي للجمهورية الإسلامية في قيادة محور المقاومة، اليوم هناك مراسم القسم أداها الرئيس المنتخب السيد إبراهيم رئيسي. يعتقد البعض ان مع مجيء رئيسي محور المقاومة سيكون أكثر قوةً وأكثر مناعةً واندفاعًا في مواجهة أمريكا وإسرائيل، هل توافقني هذا الرأي؟
محور المقاومة كان دائمًا يستفيد من رؤساء الجمهوريات في إيران والتوجيهات الأساسية منطلقة من رؤية الامام القائد الخامنئي الذي يرعى هذا المحور ولذلك دائمًا إذا كان هناك أي اشكال او أي ثغرة او ما شابه، القائد من خلال اجهزته وطريقة متابعته كان يجد التوجيهات والحلول المناسبة التي تحصل في المحور. الآن مع مجيء السيد رئيسي الى رئاسة الجمهورية وهو المعروف برؤيته للمقاومة وقربه من الامام القائد الخامنئي (حفظه الله)، ووجود برنامج لديه له علاقة بدور إيران في المنطقة، انا اعتقد ان الأمور ستتحسن أكثر لماذا، لأن عمل محور المقاومة هو عمل مستمر كل ما جاء دم جديد وضخ إمكانات جديدة وجاءت شخصيات جديدة، كل ما نما هذا المحور أكثر وتطورت الأمور أكثر، لأن كل شخص سيعطي من خصوصياته ويضيف الى ما وصلنا اليه.
من هنا أريد القول، نعم ان شاء الله مساهمات رئيس الجمهورية الجديد السيد رئيسي ستكون مهمة جدًا بسبب قناعاته وشخصيته وما وصل اليه محور المقاومة الى الآن وتوجيهات الامام القائد الخامنئي.
هناك دول ستة أشرنا اليها هي جزء أو ركن محور المقاومة، هل هناك قوى أخرى أو دول أخرى قد تنضم إلى المحور قريبًا أو على المستوى البعيد؟
لا اعتقد أن دولًا أخرى في المدى المنظر ستنضم الى هذه الدول الست، لأن هذه الدول إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين واليمن يجمعها قضايا متشابهة، هي جميعها في المحيط الفلسطيني وتواجه المشروع الإسرائيلي بشكل مباشر، جميعها تعاني من السطوة الأمريكية والعقوبات والعدوان الأمريكي عليها، هذا التشابه ليس موجود في دول أخرى وأيضًا ليس هناك قناعات عند قيادات دول أخرى بهذه المنهجية لمحور المقاومة. من هنا أنا استبعد أن تنضم دول الى المحور بعنوان المحور، لكن يجب ان لا ننسى أن هذا المحور له شبكة علاقات مع دول يتقاطع معها بأمور كثيرة، مثلًا علاقته مع روسيا او قضايا فنزويلا وهكذا، أي هناك مجموعة دول في العالم تتقاطع مع هذا المحور بمجموعة من القضايا، لكن لا نستطيع ان نقول انها جزء لا يتجزأ لوجود اختلاف بالاهتمامات.
خلال الأشهر الماضية بدأ حوار أمريكي-إيراني غير مباشر من خلال الدول 4+1 حول الاتفاق النووي، وأيضًا حوار إيراني-سعودي ثلاث اجتماعات في بغداد برعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأيضا اجتماعات سورية-سعودية لمناقشة وضع العلاقة بين البلدين، كمحور مقاومة وحزب الله تحديدًا هل أنتم مطلعون على هذه الحوارات؟ هل كما يُقال ان حزب الله ورقة مطروحة للمساومة في المفاوضات سواءً مع الأمريكي أو مع السعودي؟
المفاوضات النووية الإيرانية-الأمريكية من أول لحظة بدأت الى حين انتهت سنة 2015 باتفاق نووي، لم يُناقش فيها أي موضوع غير الموضوع النووي، وهذه كانت توجيهات الامام الخامنئي (حفظه الله)، والآن عند نقاش العودة الى الاتفاق النووي من قبل أمريكا يرفض الإيرانيون أي نقاش آخر خارج هذه الدائرة، والمعروف أن الأمريكيين يريدون إضافة مسألتين الى هذا النقاش، المسألة الأولى الصواريخ الإيرانية والمسألة الثانية، دور ايران في المنطقة أي دورها في محور المقاومة. إيران لها موقف حاسم، لا نقاش لا بالصواريخ ولا بدور إيران في المنطقة وبالتالي النقاش النووي يجب أن يكون كما بدء بأن تُرفع كل العقوبات من دون استثناء ومن دون أي شرط، حتى علمنا بأن الأمريكيين رفضوا رفع حرس الثورة الإسلامية عن العقوبات الا اذا وافق الإيرانيون مبدأ نقاش تأثير ايران في المنطقة، حتى المبدأ لم يوافق الإيرانيون على نقاشه بمجرد فكرة المبدأ على قاعدة ان أي شيء غير نووي غير مطروح، لذلك حزب الله ليس على جدول اعمال النقاش الإيراني-الأمريكي أو الإيراني- السعودي. في البداية لا بد ان تعود العلاقات بين إيران والسعودية وفهمنا من اللقاءين الذين حصلا أن الاهتمام السعودي كان منصب أكثر على موضوع اليمن ومع ذلك كان الإيراني واضحًا جدًا، انه لا يُناقش نيابةً عن أحد في المنطقة، حتى إذا السعودي يريد مناقشة الموضوع اليمني يناقشه مع اليمنيين، يمكن للإيراني أن يدخل كوسيط او يساعد، لكنه لا يناقش عن أحد. بمعنى آخر حزب الله ليس مطروحًا لا في المناقشات الإيرانية-الامريكية ولا الإيرانية-السعودية ولا الإيرانية-السورية، هذا غير مطروح. من أراد ان يطلب شيء من حزب الله ويناقش حزب الله عليه أن يتصل به.
قيل بأن السعودي طرح أن يوقف الحرب على اليمن أو أن الجيش واللجان الشعبية يوقفوا الهجوم على مأرب لتحريرها، مقابل تسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية، صحيح؟
هذه خيالات ليس لها أي واقع، لم يطرح أي أحد في أي نقاش أن يكون هناك تسهيل للحكومة اللبنانية مقابل تنازلات في اليمن، او مقابل تسهيلات في اليمن، هذا غير صحيح على الاطلاق. لم يكن لبنان جزءًا من نقاش بين إيران والسعودية او بين الوفد السعودي والوفد اليمني، هذا لم يحصل. الموضوع اللبناني أصبح معروفًا بأنه داخلي له تأثير بشبكة القوى السياسية الموجودة في لبنان وخاصة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبشكل عام السعودية منكفأة عن الموضوع اللبناني لأنها تشعر بأنها غير قادرة على أي تأثير ولا أحد يسمع لها.
لكن قيل ان عدم تشكيل الحكومة مع الرئيس المكلف سعد الحريري كانت بسبب خلافه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يعني السعودية تتدخل في الشأن اللبناني وأعاقت تشكيل الحكومة؟
السعودية أبدت وجهة نظرها بأنها لن تتعامل مع الرئيس الحريري ولا تريده، يبقى أن الرئيس الحريري هو الذي يقرر أن يتجاوز هذه المسألة أو لا يتجاوزها، هذا يعنيه. نعم السعودية ليست مسهلة للحكومة اللبنانية، هذا أمر واضح لكن هل لها قدرة أن تصنع شيئًا للحكومة اللبنانية؟ أنا لا اعتقد.
قرار تشكيل الحكومة مع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، هل هو قرار داخلي أم أنه قرار خارجي؟
في قناعتي أن التأثير الأكبر الذي يصل إلى نسبة 95%، قرار تشكيل الحكومة مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي هو قرار داخلي بحت بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والاختلافات الموجودة اختلافات على المناصب الوزارية وكيفية توزيعها على الطوائف، هذه النقطة المركزية الموجودة. العالم كله اليوم لا يؤثر بشكل مباشر على هذا التشكيل الآن، وانما مطلوب داخليًا أن يكون هناك تنازلات متبادلة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية لإخراج الحكومة إلى النور. المسألة داخلية.
الرئيس ميقاتي قال انه ملتزم بسقف نادي رؤساء الحكومات السابقين وأنه ملتزم بنفس السقف الذي رسمه الرئيس الحريري مع الرئيس عون، واضح أنه لا يوجد تنازل من الطرفين حتى الساعة، لماذا لا يلعب حزب الله في تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف؟
نحن سعينا في السابق كثيرًا وأبدينا وجهة نظرنا ووصلت الأمور الى محل توجد فيه قناعات عند الرئيسين فيها تفاوت، لا نستطيع ان نغير شيئًا في هذا التفاوت إلا أن يقتنع كلاهما بالتنازلات التي يمكن أن يقدمها، أين يمكن لحزب الله أن يفعل شيئًا؟ دائمًا ما أسمع انا عبارة “ليش حزب الله ما بيضغط؟”، ماذا يعني أن يضغط حزب الله؟ أكثر من أنه يعمل على الاقناع ويقول هذه هي المصلحة ويعطي صوته في المكان المناسب، ماذا يستطيع بعد أن يفعل حزب الله؟
علاقته قوية مع رئيس الجمهورية ويستطيع أن يمون عليه في تغيير وجهة نظره؟
من قال اننا نمون على أحد من أجل تغيير وجهة نظره، نحن بالنهاية سواء مع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو أي جهة لنا علاقات معها قوية أو ضعيفة، نستطيع ان نبدي وجهة نظرنا، نستطيع أن نرغّب أن نقول بأن صوتنا سيكون في هذا المحل مرجّح ومؤثر، هذا ما نستطيع أن نفعله، لكن أنا لا أعتقد اننا نستطيع أن نُغيّر رأيًا أصرّ عليه رئيس الجمهورية أو أصرّ عليه رئيس الحكومة.
برأيكم، هل هناك حكومة قريبًا خاصةً أن السقف الزمني الذي تحدث عنه الرئيس المكلّف هو شهر؟
طالما أنه لا زلنا في البداية، وأعطى رئيس الحكومة مهلة لنفسه من أجل أن يتفاوض مع رئيس الجمهورية ليصل إلى نتيجة، يجب أن نبقي الأمل موجودًا حتى مع وجود بعض العُقد الصعبة وسننتظر وإياكم ما الذي سيحصل. لا أرغب ان أستبق الأحداث، إذ ربما استطعنا أن نصل إلى حكومة.
يعني لا يوجد دور أمريكي أو دور فرنسي يعرقل أو يريد أن تتشكل الحكومة؟
العرقلة الأمريكية حصلت في البداية، عندما ضربوا النظام اللبناني كله وعندما فرضوا عقوبات وعندما طلبوا من الرئيس الحريري أن يستقيل وقتها، وعندما عملوا لدعم 17 تشرين الأول بإحداث الفوضى، كل هذا فعله الأمريكيون لكن الآن موضوع تشكيل الحكومة، أرى أن الأمريكيين ليسوا مبالين إذا تشكلت أو لم تتشكل، لأنها ستتشكل على هيكل يحتاج إلى الكثير من الترميم، ولا يوجد شيء يستطيعون فعله أكثر مما فعلوا.
يُقال ان هذه الحكومة اذا شُكلت ستكون حكومة انتخابات لن تقوم بأشياء مهمة لإنقاذ الوضع الحالي، وبنفس الوقت أُشيع بأن الأمريكي وبعض حلفائه من الدول سيدعمون منظمات ما يُعرف بالمجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية في الانتخابات القادمة، وذلك لهزيمة حزب الله وحلفائه، يقال عن مليار دولار ربما أكثر من ذلك، كما أنهم طلبوا من بعض حلفائهم تغيير ثوبهم وتغيير أسماء النواب وتكون الوجوه جديدة، هذه المحاولة هدفها إحراج الحزب والحلفاء، حتى يقولون انه “نحن غيرنا الوجوه، أصبح لدينا وجوه جديدة، الفاسدون ذهبوا الى بيوتهم، أما حزب الله وحلفاؤه ما تزال الوجوه كما هي”، هل لدى حزب الله وحلفاؤه خطة لمواجهة هذه المؤامرة الأمريكية؟
أن تسمى الحكومة حكومة انتخابات أو لا تسمى حكومة انتخابات، هذا لا يغير من الواقع شيئًا. أي حكومة ستأتي هي أفضل من عدم وجود حكومة، هذا كمبدأ، وهذه الحكومة التي ستأتي، ستقوم ببعض الخطوات الإصلاحية وستدير الانتخابات، لماذا نحصرها فقط بالانتخابات، يمكن أن تقوم ببعض الأمور الإصلاحية ولو كانت بسيطة، لكن أفضل من عدمه. نحن لا نعمل على أساس أننا سنختار حكومة انتخابات، نحن نعمل على أساس أننا سنختار حكومة للبلد، بما أن الاستحقاق الانتخابي قادم، تقوم به وتقوم بما تستطيع به على المستوى الإصلاحي.
أما موضوع مواجهة حزب الله للدعم الأمريكي لتغيير المعادلات، الكل يعلم بأن حزب الله في الانتخابات القادمة لن يتأثر من ناحية عدد من سيختارهم وعدد الذين سينجحون. يعني صورة حزب الله كحزب الله في الانتخابات وصورة حزب الله مع حركة أمل في الانتخابات ستبقى تقريبًا واحدة، ومن الصعب لأحد أن يحرك أو يغير في هذه الصورة، لأن التأييد الشعبي الموجود لحزب الله وحركة أمل تأييد كاسح وواسع جدًا، وهذا لم يتغير بل تصلّب وتحسّن أكثر. يوجد لنا حلفاء يقولون انه من الممكن أن يقل عدد نوابهم، وخير ان شاء الله حتى لو قل عدد نواب حلفاءنا، بالنهاية، كل جهة ستعمل لتحصل على عدد من النواب. سنتعامل مع الواقع القائم، هنا نحن لا نتكلم عن الربح او الهزيمة، لأن الانتخابات بالنهاية هي تمثيل شعبي، وعلى الناس أن يختاروا. هناك أناس يتأثرون بالأموال التي تدفع أمريكيًا، أو بالجماعات التي تعمل لسياسات خارجية، هم يتحملون مسؤوليتهم بهذا الموضوع. من هنا أنا أريد أن أقول، هم سيعملون على تغييرات لإيجاد تغيير في سياسة البلد، ونحن سنعمل على أن نثبت موقعنا، لكن عملنا ليس قائم على أشخاص وعلى جهات، عملنا قائم على التمثيل الشعبي الحقيقي وعلى ان يختار الناس من يمثلهم، والنتيجة سنتعامل معها.
هل أنتم مضطرون لتغيير الأسماء سواء حزب الله أو حركة أمل كنواب أو مرشحين للانتخابات القادمة فيما لو أحزاب 14 آذار تغيّرت أسمائهم؟
نحن ليس لنا علاقة بما تقوم به 14 آذار البائدة وغيرهم، نحن نتصرف على أساس من نراه مناسبًا للترشّح سواء كان نائبًا قديمًا أو شخصًا جديدًا، نقوم بهذا الاجراء الذي لا علاقة له بما يفعله الآخرون أو المجتمع المدني أو الوجوه التي تتغير.
المسألة ليست مسألة وجوه، المسألة مسألة سياسات. نحن مستقرين بسياستنا وآرائنا وقناعاتنا ومن ينطبق عليه أنه يطبق هذه السياسات سيبقى.
أشرتم إلى الحلفاء، كيف تصف العلاقة مع التيار الوطني الحر؟ ذكرتم في اللقاء الأخير مع قناة المنار أن العلاقة قوية ومتينة ومتماسكة، لكن نسمع في الطرف الآخر نواب في التيار يتحدثون عن إشكالية في التفاهم بين الطرفين على موضوع وزارة المالية، هم يٌشكلون على الحزب أنه لم يساهم أو يعمل مع التيار في موضوع بناء الدولة ومحاربة الفساد، هل سيستمر هذا التفاهم، هل سينعكس ايجابًا على الانتخابات القادمة كحلفاء؟
التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هو تفاهم بين جهتين، دائمًا عندما يكون هناك تفاهم لا يعني ذلك أن يكون هناك مواقف مطابقة 100%، إنما هناك أشياء متفاهمين عليها وأشياء مختلفين عليها. قوة التفاهم أن تكون القواعد العامة محافظ عليها من الطرفين. التفاهم مؤلف من 10 بنود، إذا قمت بمراجعتها تلاحظ أننا (حزب الله) ملتزمون بها وكذلك التيار الوطني الحر، وهذه لها علاقة بالقواعد العامة والسياسات العامة، في موقفنا من “إسرائيل”، موقفنا من المقاومة، موقفنا من ضرورة إقامة الدولة، مواجهة الفساد ومحاربته، العمل معًا لمنع الفتنة… هذه القواعد كلانا يعمل بها.
عندما نأتي على ذكر التفاصيل الداخلية، مثل تعيين شخص في مكان ما، اقتراح قانون له علاقة باختيار المدراء العامين، نحن قناعتنا أن يكون ذلك بناءً على قواعد، أما التيار فقناعته بأن يختار شخص من عامة الناس. هذا اختلاف موجود، لكنه اختلاف تفصيلي. نحن مثلًا اخترنا الرئيس نجيب ميقاتي اعتبرنا أنه يصلح لأن يكون رئيس حكومة وقادر على أن يحرك البلد باتجاه أفضل، هم قناعتهم بأن لا يختاروه او يصوتوا له او يعطوه الثقة. هذه التفاصيل، من الطبيعي عندما نختلف عليها لا تؤثر على بنية الاتفاق، انا سأقول لك، التيار الوطني الحر بالإجمال أقل تنظيمًا من حزب الله، وبالتالي حزب الله لديه قواعد تنظيمية أشد، هم تيار أوسع.
التيار عندما يصطدم بمشاكل وعقبات معينة داخل تركيبة الدولة، ويلاحظون انهم لا يستطيعون تحقيق بعد الأشياء تخرج بعض الآراء التي تحملنا المسؤولية، لكن نحن لسنا المسؤولين عن هذا الموضوع. خلي حدا يقول لي ما هي مسؤوليتنا نحن باستمرار الفساد وعدم محاسبة القضاء للمفسدين؟
نحن لدينا تركيبة سياسية موجودة داخل البلد، ويجب عليك أن تتعامل مع هذه التركيبة السياسية القائمة. إذا هناك شخص اسمه “مفسد”، يجب على القضاء أن يحاكمه ولست أنا من يحاكمه، ليس لي علاقة بمحاكمته، إذا القضاء لا يحاكمه، وإذا كان البلد لا يركب إلا بهؤلاء الممثلين الموجودين، ماذا نفعل؟ عندما نخير بين: إما ان تتفاهم على إقامة حكومة مع فلان وفلان وفلان، وإما أن يبقى البلد بلا حكومة، عندها نحن نرجح أن تكون الحكومة. أحب ان أقول إن التفاهم قائم ومستمر، ونحن متمسكون به وهم أيضًا متمسكين به، ونحن نعلم من التصريحات واللقاءات المختلفة، لأن التفاهم يحاكي السياسات والقواعد العامة، اما الاختلافات التفصيلية فهذه طبيعية، ولكن الناس عادة تكره الاختلاف.
في موضوع الحلفاء، هناك خلافات بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، إذا ما خُيرتم او وضعتم أمام الخيار بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، من تختارون؟
في الأصل نحن لسنا مخيرون، لدينا مساحة واسعة يكون فيها التحالف مع التيار الوطني الحر وحركة امل. لماذا علينا ان نضع أنفسنا في خيار إما التيار وإما الحركة، هذا ليس مطروحًا أصلًا، وليس مطروحًا ان نختار أحد الحليفين. كل حليف من الحليفين يوجد فوائد ضخمة من التحالف معه، نحن نتمسك به، أما قرار الحليف أو موقفه يصبح نقاشًا آخر.
في موضوع محاربة الفساد، اليوم هناك أزمة اقتصادية، معيشية وأزمة مازوت وبنزين وأدوية وغيرها، هناك مافيات يُقال انها موجودة في كافة المناطق اللبنانية، لماذا لم نشاهد حركة ما، أن يضرب حزب الله بيد من حديد إلى جانب الجيش والقوى الأمنية؟
اسمح لي بأن أقول لك “عم تبلش تغلط متل ما عم يغلطوا الآخرين”.
هل حزب الله هو الدولة؟ أم أن هناك حكومة وجيش وقوى أمن داخلي؟ عادة إذا كان هناك من يهرب على من تقع مسؤولية القاء القبض عليه؟ الجمارك، الجيش، قوى الأمن الداخلي. من يأخذ القرار في كيفية توزيع البنزين والمازوت؟ هناك وزارة الطاقة وأطقم أخرى موجودة، الحزب ليس له علاقة بضبط هذه الأمور، لأنه ليس الأمن ولا الدولة ولا المسؤول عن هذا الموضوع.
حزب الله لديه معلومات أمنية، هل ينسق مع الجيش والقوى الأمنية؟
نحن ما لدينا من معلومات، نعطيها لأصحاب العلاقة، لكن من قال لك ان المعلومات التي نعطيها للأجهزة تعمل بها؟ في بعض الأوقات الأجهزة تكون متورطة. يقولون دائمًا هناك تهريبات، لماذا لا تعتقلونهم؟
حزب الله ليس له علاقة، حتى داخل مناطقه عندما يحصل تهريب، فساد، إلخ…، لكنه يساعد القوى الأمنية إلى أقسى حد بدليل أن الكثير من المداهمات التي تحصل في مناطقنا والتي لنا تأثير فيها تكون بناءً على طلبنا ومعلوماتنا، لكن إذا لم تأتي أجهزة الدولة كي تقوم بهذا الإجراء، نحن لا يمكننا القيام به لأننا لسنا الدولة.
من الخطأ ان تسمي الناس حزب الله كمسؤول عن الأمن او الفساد او التهريب او ما شابه لأن هذه مسؤولية الدولة، أن أقدر أن الناس تعتبر حزب الله قوة مهابة الجانب، صحيح نحن مهابن الجانب بجزء معين عم نستخدمه، مهابين الجانب ضد “إسرائيل” نعم “منكسرلها راسها لإسرائيل إذا بتقرب”، لكن أن نحل محل الدولة بالاعتقالات والسجن ومحاكمة الفاسدين، نحن لسنا مسؤولين عن هذه الأشياء، ولا يرضى أحد أن نقوم بهذا.
التعاون قائم وهناك تفاصيل واسعة لكن المسؤولية ليست علينا، المسؤولية على الدولة.
أزمة البنزين والمازوت حتى الآن لم تحل سمعنا عن بواخر نفط إيرانية او بنزين تريد أن تدخل الى ميناء بيروت، الدولة اللبنانية رفضت وصولها بسبب العقوبات أو خوفًا من العقوبات، هل حزب الله لديه مشروع للمساعدة، خاصة ان السيد نصر الله كان أعلن في احدى خطاباته انه إذا عجزت الدولة وفشلت في تأمين المواد الأولية للناس، سنتصرف نحن كحزب الله، ماذا فعل حزب الله حتى اليوم؟
حتى الآن لم تعجز الدولة بتأمين البنزين والمازوت، لكن الذي يحصل هو أنه هناك عسر وسوق سوداء وتعقيدات موجودة، نحن عندما نحضر البنزين، الدولة لا تقبل ان تدخله بسبب العقوبات الامريكية وهذا يعني أننا إذا أردنا أن ندخله سيكون بطريقة مخالفة لكل القواعد والقوانين، نحن لن نقوم بذلك إذا كانت الدولة لا تزال قادرة على التأمين بنسبة معينة ولو بطريقة ملتوية او اقل من الحاجات المطلوبة. لكن لنفترض أننا وصلنا إلى وقت البلد خالٍ من البنزين والمازوت، عندها يمكن لأحد أن يخالف الأنظمة والقوانين وتدخل البنزين والمازوت. أما في الوضع الراهن، ليس لدينا مصلحة أن نخالف ونفتعل مشكلة كبيرة وتعقيدات مع الدولة.
أحد الحلول هو اتفاقيات الفيول التي طرحت مع العراق، سمعنا ان حزب الله كان لديه دور في هذا الاتفاق وساهم بإقناع رئيس مجلس الوزراء العراقي بتوقيع الاتفاق، هل ساهمتم بهذا المجال؟
كان لنا دور والحمدالله، ولكن نفضل ألا نتحدث عن طبيعة هذا الدور، المهم أن العراق تصرف بنبل وعقد هذا الاتفاق مع لبنان حتى يريحه في هذه الفترة من الزمن.
انفجار 4 آب في الذكرى السنوية اليوم، بعد سنة من هذا الانفجار بلا عدالة، اليوم هناك منظومة إعلامية تصوّب على حزب الله مجددًا على أنه مسؤول بطريقة أو بأخرى عن هذا الانفجار، لماذا برأيك؟
هم لديهم هدف، هو ضرب حزب الله وتشويه سمعته ومواجهته. أي شيء يحصل في البلد، يريدون أن يحملوا مسؤوليته للحزب حتى يكون شكل من الأشكال تشويه السمعة ومحاولة ضربه. منذ اللحظة الأولى للانفجار، قالوا إن حزب الله هو من تسبب بالانفجار. جاءت المخابرات والاختصاصيين من كل العالم، وأثبتوا للجميع أن حزب الله لا علاقة له ولا أن هناك تفجير أو ما شابه. الآن هم يذهبون إلى نغمة جديدة مفادها “من الذي أحضر النيترات؟”، أنتم تعلمون جيدًا من الذي أحضر النيترات. “أين ذهب الكمية التي لم تنفجر؟”، أنتم أيضًا تعلمون، والقاضي من المفترض أنه يعلم بذلك ومن المفروض أن يُعلن أيضًا.
لكن عدم الإعلان هو محاولة لاستغلال أي فرصة ممكنة لتحميل حزب الله المسؤولية. لأكون واضحًا أكثر، لن يستطيعوا إثبات أي شيء على حزب الله، لأن الحزب ليس له علاقة وهذا أصبح معروفًا، وهذا اتهام سياسي موجود.
معروف ما الذي حصل، والمطلوب من المحقق العدلي أن يقول كيف حصل الانفجار؟ حتى يريح العالم وتستطيع أخذ تعويضاتها من شركات التأمين، وأيضًا حتى تتوجه البوصلة بطريقة صحيحة، هذا هو المطلوب في هذه المرحلة.
لكن ليس مجرد اتهام سياسي، هناك تشويه لحزب الله من خلال إلصاق اسمه بتفجير مرفأ بيروت، لماذا لا يتحرك حزب الله إلى حالة دفاعية برفع شكاوى قضائية على هؤلاء الذين يشوهون اسم حزب الله ويتهمونه بدون أي أدلة؟
بعض الحالات، نحن رفعنا شكوى قضائية، اما البعض الآخر فنحن نرى أنها ليس لها معنى أن نشغل أنفسنا بها ونواجه الاتهامات. نحن نرد بشكل واضح، وأنا أقول لك ليرجعوا إلى التقارير التي قالها الامريكان والفرنسيين والألمان والمحققين اللبنانيين، كلها تقول حزب الله لم يكن موجودًا وليس له علاقة. هذا الأمر يكفينا وهذا كله اتهام سياسي.
حادثة خلدة الأليمة، استشهاد الشهيد علي شبلي، ولاحقًا شهداء سقطوا في التشييع، هل تعتقدون أن هناك قوة ما أو طرف ما يقف وراء هذه الجماعة في خلدة؟ هل هناك محاولة لجر حزب الله الى فتنة داخلية؟ ولماذا دائمًا تخشون الفتنة السنية-الشيعية؟
الواضح ان الكمين الذي تقرر لجنازة الشهيد علي هو كمين مدبر، هناك عدد كبير من الأشخاص شاركوا فيه بالإضافة الى مبادرة لإطلاق النار بنية القتل على الرأس والصدر، وبالتالي أصبح واضحًا للجميع أن الجنازة اعتُدي عليها من قبل عصابة بكمين مسلح. اليوم نحن نتابع مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختصة بحكم قدرتنا على التواصل مع الكثير من الأطراف، كي نحدد الجهة وما الذي تريده؟ هل لهؤلاء صلة بمخابرات أجنبية، أو بالتكفيريين أو بجهات تريد تصنع شيئًا في البلد؟ تأكيد أن هذا عمل مخطط وله خلفية، لكن تعودنا كحزب الله ألا نلجأ إلى الاتهامات السياسية وإلى التحليلات، نحن أبناء المعلومات، نريد المعلومات الدقيقة ونتابع لكن بالتأكيد هذا مخطط لجرنا إلى رد الفعل ويصبح هناك فتنة سنية-شيعية، هذا دائما حذيرين منه، ونعلم أنه يجب علينا أن ننتبه إليه تمامًا.
أريد هنا أن اذكر خصوصية، أنه عندما اتصلت مخابرات الجيش بمفتي الجمهورية الشيخ دريان وكذلك بقيادات سنية لطلب الإذن بدخول المسجد الذي احتمى به عمر غصن أحد المطلوبين، فكان الجواب أي اجراء قضائي قانوني تريدون أن تعملوا به، نحن لا نغطي أحدًا لأننا ضد الفتنة. هذا موقف مشرف وجيد وأنا أعتبر أننا يجب أن نتابع الموضوع لمعرفة التفصيل، لكن بالتأكيد هناك جهة مخابراتية أجنبية وعصابة تعمل بتوجيهات من أجل الفتنة السنية-الشيعية.
جمهور المقاومة يقول ان موقف حزب الله لا يكفي، ماذا تقول للجمهور؟
أنا أقول لجمهور المقاومة تعودتم علينا أن نتصرف بحكمة وصبر والنتائج دائمًا ما تكون لصالحنا بحمد الله، اريد أن أذكركم أيها الجمهور الطيب العزيز والطاهر، اليوم الذي كانت تُقطع فيه طريق الجنوب كان جمهورنا يقول “بنص ساعة نحن منقدر نحل المشكلة” كنا نقول لهم اصبروا، يريدون أن يأخذونا إلى فتنة وليست مسألة نصف ساعة، إنها مسألة فتنة سنية-شيعية، وتبين بعد هذا الصبر أن الأطراف الأخرى خسرت وانكفأت وافتضحت الحمدالله من دون أن نبتلي بفتنة.
اليوم لو قمنا بردة فعل مباشرة، على من؟ على العائلات؟ على أشخاص لا نعرف من هم؟ على أشخاص لهم علاقة أو ليس لهم علاقة؟
هذه الفتنة الى اين ستوصلنا في نهاية المطاف؟ أولًا سيكون هناك ارتكاب لا ينسجم مع الدين ولا مع الايمان ولا سياستنا، من هنا نقول لجمهور المقاومة تأكدوا أننا نضع هذا الملف ضمن اولوياتنا نتابعه بالتفصيل لنصل النتيجة ان شاء الله. المجرمون سيعاقبون ان شاء الله ونتابع مع الدولة والقضاء حتى يصل هذا الملف الى خواتيم مقبولة وصحيحة ومنسجمة مع إعطاء الحق لأصحابه.
السؤال الأخير:
كيف يرى حزب الله موضوع زوال إسرائيل؟ ما هي رؤية الحزب لزوالها، زوالها من الداخل أم من الخارج، التوقيت والزمن، الكثير يسأل. هناك موقف للإمام الخامنئي قال فيه إن إسرائيل لن تبقى خلال الـ 25 عامًا، البعض يقول انها سنتين 2022-2023؟
في الحقيقة مقاربة زوال إسرائيل، يجب أن نأخذها من جهتين، من جهة نظرية إيمانية ومن جهة عملية.
من الجهة النظرية الإيمانية نحن مقتنعون بأن الله تعالى وضع قواعد في هذه الحياة في هذه الدنيا، من القواعد أن الظالم لا يمكن أن يستمر كثيرًا ولا بد ان يسقط، وأن المؤمن لا بد أن ينجح وأن يفوز “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”، “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” على الحالة الأخرى، وبالأخص موضوع القدس وفلسطين، في سورة الإسراء الآيات الأولى واضحة بأن إسرائيل ستتغلب أول مرة، وثاني مرة يكون زوالها بحمدالله تعالى. من هنا لا يوجد أي دليل نظري على استمرار “إسرائيل” بل على زوال “إسرائيل”.
على المستوى العملي، قارن بين 1948 والآن، إسرائيل تطورت بمحاولة تثبيت وجودها، إلى ان وصلت إلى مكان ابتداءً من الثورة الإسلامية المباركة سنة 1979، بدأت تنكفئ وتتراجع وبدأت تنشأ قوى مثل حزب الله مثل انتعاش القوى الفلسطينية مجددًا وكذلك دول محور المقاومة التي تحقق إنجازات وانتصارات مقابل تراجع “إسرائيل”. بقاء “إسرائيل” لأي سنة من السنوات، لسنة سنتين ثلاثة أو أربعة ليس مرهونًا بالقدرة الذاتية لكيان الاحتلال إنما مرتبط بالدعم الأمريكي والخارجي، أي جهة تكون قائمة على الدعم الخارجي وليس على القدرة الذاتية لا تستقر بينما الفلسطيني هو صاحب الأرض ومحور المقاومة يعمل على استعادة الحق وهؤلاء أقوى.
أنا أعتقد أنه يجب أن يحصل أمر ما في الداخل الإسرائيلي وهناك شيء له علاقة بمستوى الدعم الأمريكي لإسرائيل سيضعف مع الزمن لأن الولايات المتحدة ستواجه صعوبات وتعقيدات. اما التوقيت فبيد الله تعالى، وبالتالي لا يمكننا التحديد، لكن الشعار الذي رُفع هذا العام “القدس أقرب” ولافت أن اختياره تم قبل عملية “سيف القدس” وبالفعل هذه العملية بيّنت ان إسرائيل لا تعلم شيئًا.
السيد حسن نصر الله قال “سنصلي في القدس” وألمح إلى أن هذا الجيل سيشارك في تحرير القدس.
انسجامًا مع كلام القائد الخامنئي (دام ظله) والذي حدد 25 سنة واشترط على ان تستمر القوى بالعمل لمواجهة إسرائيل، هذا يحتاج إلى إعداد وعمل. السيد حسن أكد على ما قاله القائد، فإذا حصل خلال هذه السنوات المقدرة بحسب الوقائع الموجودة “ان شاء الله سنصلي بالقدس”.
هذه الأمور قد تحدث بطريقة مفاجئة جدًا، وأنا أؤمن بهذه القناعة، ولدي هذا الإحساس.
الخنادق – الشيخ نعيم قاسم للخنادق: حزب الله في الانتخابات القادمة لن يتأثر (alkhanadeq.com)