الشيخ قاسم: الشهيد سليماني كان موجودًا في غرفة عمليات الإدارة لمعركة صد عدوان تموز
قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم: “إن الشهيد قاسم سليماني كان في غرفة عمليات الإدارة لمعركة صد العدوان “الاسرائيلي” على لبنان في تموز 2006.
وفي حوار مع وكالة أنباء “فارس”، لفت نائب الأمين العام لحزب الله إلى إنجازات الشهيد سليماني لدول المنطقة وشعوبها، وأضاف: “إنجازات الشهيد سليماني كثيرة، وفي الواقع هو عندما تسلم قيادة قوة القدس سنة 1998، كانت المنطقة في وضع مضطرب، وأيضًا حصلت تطورات واسعة ومنتشرة منذ تسلمه لهذه المهمة، يكفي أن نذكر أن أول نتيجة بارزة كانت النصر والتحرير الذي حصل في لبنان سنة 2000، يعني بعد سنتين من تسلمه مهامه حيث خرجت القوات “الإسرائيلية” ذليلة من جنوب لبنان، وبعدها الانتصارات التي حصلت في غزة ثلاث مرات”.
وتابع الشيخ قاسم: “وما حصل في اليمن من تحول غير عادي في قوة أنصار الله، وكذلك العمل الدؤوب الذي كان في سوريا حيث تم إلصاق سوريا بحالتها السياسية المؤيدة لمحور المقاومة من سنة 2011، وكان التقدير أن تفشل وتنتهي سوريا خلال ثلاثة أشهر، ولكن ما قام به الشهيد قاسم سليماني هو تأكيد الصمود والمواجهة الباهرة في سوريا، وكذلك دعم العراق وتأسيس الحشد الشعبي، وما حصل من طرد “داعش” على مستوى العراق وسوريا، ولا ننسى الدعم الكبير لحزب الله في لبنان، حيث استطاع هذا الحزب أن ينتصر في سنة 2006 على العدوان “الإسرائيلي”، وكان الشهيد قاسم في غرفة عمليات الإدارة لهذه المعركة، كل هذه الإنجازات وغيرها هي من نتائج هذا الجهد والجهاد الذي قدمه الشهيد قاسم سليماني”.
وردا على سؤال عما يُذكّره اسم الشهيد الحاج قاسم سليماني، بيّن الشيخ قاسم أنّ “الشهيد الحاج قاسم سليماني اسمٌ لمع في آفاق المنطقة والعالم، هو يذكرني بتلك الأسماء العظيمة التي كانت إلى جانب رسول الله(ص)، وإلى جانب الإمام الحسين(ع)، حيث قدموا أروع الملاحم البطولية في لحظات الشدة والصعوبة والمواجهة والقتال”.
وأضاف سماحته: “الشهيد قاسم سليماني نموذجٌ يكاد يكون فريدًا من نوعه بأدائه في هذه المنطقة والعالم وبشمولية اهتماماته، والموقع الذي كان يشغله، والعلاقة الخاصة والمتينة مع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله ورعاه)، وأسأل الله تعالى أن يكون من رباهم وسهر عليهم هم الذين سيتابعون هذه المسيرة”.
وتعلیقًا على تأثير استشهاد الحاج قاسم في جبهة المقاومة، شدد نائب الأمين العام لحزب الله على أن دماء الشهادة لا يمكن أن تسقط، ولا يمكن أن تنسى، ولا يمكن أن تمحى، وأكبر دليل على ذلك دماء شهادة الإمام الحسين(ع)، التي أعطتنا الحياة والقوة والأمل، ونحن الآن نحيا في هذه الانتصارات وهذه القوة وهذا التوفيق الإلهي لإيران الإسلام وفي كل المنطقة من بركات شهادة الإمام الحسين(ع)، مؤكّدًا أنّ شهادة الحاج قاسم هي على هذا الدرب، وشهادته أعطت زخمًا لكل المجاهدين ولكل القادة ولكل العاملين في حقل الإسلام المحمدي الأصيل، ليواصلوا هذا العمل.
وأضاف سماحته: “أستطيع التأكيد أنّ شهادة الحاج قاسم سليماني ستعطي المزيد لهذا المحور الذي تبين له بشكل واضح الآثار التي تركها الشهيد والأهمية التي كان يقوم بها، وهذا ما سبَّب استهداف أميركا الظالم له. شهادة الحاج قاسم ستثبت نفسها في السنوات القادمة، والآن مع مرور سنتين رأينا كيف أن المحور يتألق على جبهة المقاومة أكثر فأكثر، ما يعني أن الشهادة قدمته إلى الأمام”.
وتحدث نائب الأمين العام لحزب الله عن القضية المحورية التي كانت محط اهتمام شهيد المقاومة الحاج قاسم سليماني، مؤكدًا أن الواضح من خلال المهمة التي كان يقوم بها الشهيد أنّ البوصلة هي القدس، وهو قائد قوة القدس، وكل الجهود التي بذلت على مستوى المنطقة ومحور المقاومة لا بدَّ أن تتجه إلى موضوع القدس وفلسطين، لأن القدس هي محور النصر ومحور الاستقلال ومحور طرد الأجنبي من بلداننا، والقدس في المقابل مع استمرار احتلالها تشكل العقبة الكأداء لكل واقع المنطقة في حاضرها وفي مستقبلها، والشهيد قاسم شحذ همته لمصلحة توفير كل الإمكانات والمقومات لتصب النتائج في نصرة فلسطين والقدس، وعندما ننصر فلسطين والقدس في الحقيقة ننصر كل شعوب المنطقة التي تتحمل تبعات الاستكبار الأميركي وأداته الصهيونية في هذه المنطقة.
وحول رأيه في هروب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق قال الشيخ قاسم: “بعض الذين حلّلوا شهادة الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني قالوا إن طرد القوات الأميركية من المنطقة كان يحتاج إلى دماء الشهيد قاسم سليماني، لأن كل العمل الذي قام به في السابق كان يحاول أن يقطع به هذه الأيادي التي تأتمر بأميركا كـ”داعش” والتكفيريين بشكل عام، وكذلك “إسرائيل” الأداة الأميركية في منطقتنا، ولكن المباشرة بطرد القوات الأميركية من المنطقة كانت دونها عقبات حقيقية، مع العلم أن قسمًا من هذه القوات اضطرت إلى أن تخرج بحكم إدارة الشهيد قاسم والقرار السياسي والجهادي المأخوذ في تحرير العراق بشكل أساسي، ولكن بعد شهادة الشهيد قاسم سليماني رأينا كيف أن البرلمان العراقي اجتمع واتخذ قرارًا بإنهاء وجود القوات الأميركية في المنطقة.
وأضاف: “لاحظنا أيضًا كيف أن الأميركيين ضجوا من استمرار وجودهم في أفغانستان، وبالتالي لم يعودوا قادرين على أن يفعلوا ما يشاؤون، هذه كلها من تداعيات شهادة الشهيد قاسم سليماني، إضافة إلى مسائل أخرى ومؤثرات أخرى في المنطقة. ولكن خروج القوات الأميركية من المنطقة واحد من آثار شهادة الشهيد قاسم سليماني”.
العهد الإخباري