وهنا نص المقابلة كاملة:
اسلام تايمز: يلاحظ من خطاب الأمين العام لحزب الل السيد حسن نصر الل. الأخير أنه رفع السقف عالياً في مواجهة القاضي بيطار خاصة أن الحزب حتى الآن غير متهم. ما الذي أراده ويريده حزب الل من إيصاله رسائل لخصومه السياسيين؟
د.صادق النابلسي: حزب الل .. حاول من خلال خطابات أمينه العام تصحيح مسار التحقيق الذي انحرف عن موضوعيته ونزاهته، من خلال تسييس وإدانة جهة وإغفال جهة اخرى، ما وضع التحقيق برمته في دائرة الخطر والقاضي في دائرة الشبهة. اذ لا يمكن لملف بهذه الحساسية أن يُدار بعقلية كيدية استنسابية، وهذا ما حذر منه الامين العام. والأخطر من ذلك أن نتائج التحقيق التي بدأت تترسخ بعض ملامحها أخذت تتجه الى تحميل حزب ۔۔الل المسؤولية، ما سيسبب انقساماً حاداً في البلد وفتنة، من الممكن ان تعيد الحرب الاهلية من جديد. لذلك كان التحذير والنبرة العالية من سماحة السيد، ومع ذلك كانت اللامبالاة في كل الطعون القانونية التي قدمت وبكل الملاحظات لاعتبارات سياسية. وهذا يعني أن لا عدالة من وراء التحقيق بل تزوير وحرف الوقائع والأخطر دفع البلد الى أتون الحريق الطائفي.
اسلام تايمز: هل سيتحمل القاضي بيطار الضغوط لتنحيته ويستمر في مهامه، أم انه سيرضخ للأمر ؟
د.صادق النابلسي: هناك حملة تضامن مع القاضي بيطار داخلية وخارجية، لئلا يتنحى عن مهامه مع إن الارتياب المشروع الذي قُدم ضده يُفترض ان يعزله، ولكن هذا الامر لم يحصل بسبب إصرار احزاب وقوى عليه، وأخرى دولية كالولايات المتحدة الاميركية على تثبيته في منصبه لاستكمال التحقيقات بالطريقة الرديئة التي بدأ منها، ما يعني أن لا القانون ولا السياسة سيسمحان بعزله وهذا سيؤدي الى مزيد من الاستقطاب والسجال الداخلي.
اسلام تايمز: هل نستطيع القول إن حزب الل دخل في مرحلة جديدة يتعين عليه المواجهة والاقتصاص من القتلة؟
د.صادق النابلسي: حزب الل حريص على السلم الاهلي وعلى سلامة الوطن وعدم الانجرار الى الحرب الاهلية، ولكن في المقابل هو يرفض منطق التزوير ويدعو مؤسسات الدولة لتحمل المسؤوليات كاملة. أما بخصوص ما حصل من جريمة بحق المتظاهرين فإن حزب الل سيتابع الاجراءات السياسية والمرجعية والقضائية وبناء عليه سيتخذ الموقف المناسب.
اسلام تايمز: الدور الأمريكي والمتمثل بتحركات السفيرة الأمريكية هل سيتغير وفق المعطيات الحالية، خصوصاً بعد حالة الانضباط من قيادة وجمهور المقاومة حيث كان من المخطط له توسع العمليات الانتقامية ضد القوات اللبنانية وتصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة؟
د.صادق النابلسي: اميركا عبر سفيرتها هي المسؤولة عن تعميق الخلافات السياسية وحماية القاضي بيطار كشف مستوى تدخلها، وكذلك التحريض على حزب الله وتحميله مسؤولية الوضع الاقتصادي والامني يظهر أن أميركا تهدف الى خراب البلد وجره الى الحرب الطائفية. هنا تقع المسؤولية على الجميع دون استثناء، وعلينا مقاومة مشروع الفتنة وعدم الانجرار الى الفخ الاميركي والتحريض الذي تقوم به السفيرة وفضح ألاعيبها المسيئة لسيادة الوطن ولمؤسساته القضائية والامنية.
اسلام تايمز: موقف التيار الوطني الحر كان خجولاً من الأحداث هل هناك فتور في العلاقات بين الحزب وحلفائه؟
د.صادق النابلسي: لا شك ان قضية ملف تفجير مرفأ بيروت ثم المجزرة التي ارتكبتها القوات اللبنانية في منطقة الشياح- الطيونة تهدف الى تصديع العلاقات بين الحزب والتيار الوطني الحر. اميركا وقوى أخرى حاولت مراراً وبشتى الطرق، على تعميق الخلافات وابراز التباينات الى العلن ودفع الجمهورين الى التشكيك بالتحالف، ولكن في كل مرة كانت القيادتان تُفشلان هذا المخطط ورغم قساوة الاحداث الا ان العلاقة يجب ان تبقى وتستمر حماية للبنان وهرباً من الوقوع في انقسامات جديدة لن يكون الطرفان الا الخاسرين منها.