خاص (إسلام تايمز) – اعتبر الشيخ الدكتور صادق النابلسي في مقابلة خاصة لوكالة اسلام تايمز الايرانية ان يوم القدس هو من افكار الامام الخميني قدس سره الابداعية ، وهو محاولة منه لإعادة هذه القضية الخطيرة على مستوى الامة والعالم.
واكد ان كل عميات التشويش والتشويه والتضليل لا يمكن لها ان تغير من وجهة سفينة الحق. هذه السفينة التي صعد اليها الاحرار تتحرك بسرعه نحو فلسطين.
وهنا نص المقابلة…
1.هل تحول يوم القدس العالمي الى ذكرى احتفالية فقط ؟
وهل لا زالت قضية فلسطين قضية العرب المركزية في ظل ما نشهده من موجات تطبيع لأنظمة عربية حتى أصبحت الانظمة الغير مطبعة محدودة جداً؟
يوم القدس من أفكار الإمام الخميني الإبداعية. أرشدنا فيه إلى هذه القضية الخطيرة والهامة على مستوى الأمة. وهو محاولة منه لإعادة تصحيح فهم المسلمين مما يجري في فلسطين والمنطقة. كما أنّ الإمام يوجه نظرنا من خلال إحياء هذا اليوم إلى السنن التي إذا ما أدركها الإنسان وعمل من خلالها فإنّ ما ينتظره ليس سوى النصر والفوز والتغيير. إنّ تأكيد الإمام على إحياء هذا اليوم لا يدخل البتة في دائرة الفلوكلور والمهرجانات الاحتفالية بل في إطار المواجهة مع الظالمين والمستكبرين. وهكذا بتنا نعرف كل عام من خلال هذا اليوم مقياس التطور الذي يرتبط بهذه القضية ، وأن إزالة إسرائيل واستعادة الفلسطينيين لأرضهم ليست قفزة في عالم الخيال وإنما هي فعل المؤمنين المتراكم وإرادتهم الحرة الفاعلة في تحقيق الأهداف. ولكي نستبين مدى تطور هذا اليوم وأثره في حياة الامة يمكن رصد حركة التعاطف العربية والإسلامية وحتى الدولية مع القضية الفلسطينية وهذا الشيء ما كان بالإمكان تحقيقه لولا هذا اليوم الذي يذكر بفلسطين كقضية مركزية للمسلمين والأحرار في العالم، وعلى نحو جدي. صحيح أنّ حركة التطبيع بلغت أوجهها خلال السنوات الماضية إلا أنّ يوم القدس أخذ بالتمدد أكثر حتى داخل الدول التي لا تعتني بقضية فلسطين. فهذا اليوم من فوائده وبركاته أنه يصحح حالة عدم الاكتراث التي طبعت موقف بعض الأنظمة العربية تجاه الفلسطينيين ويملأ الفراغ السياسي والحضاري باسترجاع أهمية موقع القدس الديني والتاريخي عند أهل الحق.
٢. الكل يتساءل في ظل الاحداث الداخلية والانهيارات التي يتعرض لها الكيان الصهيوني هل هي بداية نهاية هذا الكيان الغاصب ؟
لا شك أن هناك زلازل تتشكل تحت كيان العدو ومن محيطه الذي يزداد تحفزاً للحظة الصدم الكبرى. ما يحصل من تداعيات داخل الكيان إضافة إلى التحولات الإقليمية والدولية وضعف أمريكا واهتمامها بالأزمة الأوكرانية على حساب قضايا أخرى سيأخذ المنطقة إلى سياقات تاريخية مختلفة. ولا شك أن وجود محور المقاومة أضاف على المشاكل التي يعاني منها الكيان أصلاً، هاجساً يقض مضاجعه. ولذا ليس عبثاً ان تخرج مواقف من قيادات عليا داخل الكيان تتحدث عن قرب زوال إسرائيل. فإذاً، نحن أمام تحول استراتيجي والوقت كفيل لوحده أن يعلن صدق هذا المسار الجديد الذي سيحول إسرائيل الدولة أثراً بعد عين.
٣.ماهو دور القائد الشهيد قاسم سليماني في هذه المرحلة التي وصلت اليها المقاومة الفلسطينية والتي اصبحت على مستوى عال من الناحية التقنية والعسكرية والاستخباراتية؟
-للشهيد سليماني الدور الأكبر في توجيه الجهود نحو فلسطين ومن ثم توحيد الجهود. هذا التشبيك بين الجبهات والتعاون بين كل قوى المقاومة في المنطقة جعل كيان العدو امام مأزق وجودي لأول مرة في تاريخه.
الشهيد سليماني له الفضل الكبير في دعم ومساندة حركات المقاومة الفلسطينية وايصالها الى هذا المستوى المتقدم من العمليات المعقدة أمنياً وعسكرياً.
٤.ماهي رسالتك الى بعض الاصوات التي تحاول ان تحرف البوصلة عن القضية المركزية للأمة وهي فلسطين من خلال بعض القنوات الاعلامية ؟
– كل عميات التشويش والتشويه والتضليل لا يمكن لها ان تغير من وجهة سفينة الحق. هذه السفينة التي صعد اليها الاحرار تتحرك بسرعه نحو فلسطين. وكل من مارس فعلا تطبيعياً او تخريبياً سيجد نفسه مع الايام معزولا. المستقبل هو للشعب الفلسطيني وارادته القوية. ولن يكون لكل التسوويين حضور في ساحات المشهد الفلسطيني والإقليمي.التطبيع لن يمر و اللاءات التي خطها جمال عبد الناصر ستعود، والعمل الذي بناه الشهيد سليماني سيثمر تحريرا كاملا لفلسطين.