السيد: الساعات الآتية ستثبت أن العدو أخطأ بالتقدير في عدوانه على غزة
تناول الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، المستجدات المهمة التي تجري الآن في فلسطين المحتلة، مجددًا تعازي حزب الله في لبنان لقيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالشهداء الذين قضوا في العدوان المستمر على قطاع غزة منذ الأمس، معتبرًا أنّ ما حصل هو عدوان واضح ومكشوف وابتدائي وجريمة مباشرة وموصوفة، وعلى كل شريف في هذا العالم أن يدينها، وكل ساكت عن هذه الجريمة مُدان.
وفي كلمته خلال إحياء الليلة التاسعة في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد سماحته على أنّه من حق الشعب الفلسطيني والمقاومة وحركة الجهاد الإسلامي أن تردّ على هذا الاعتداء بالزمان والمكان المناسبين وبالأسلوب الذي يرونه مناسبًا، معتبرًا أن السكوت على هذه الجريمة سيفتح الباب أمام الاغتيالات للقادة.
ورأى أن هذا الاغتيال هو الأول منذ فترة طويلة وقد يفتح الباب على اغتيالات أخرى، مضيفًا “نحن في حزب الله نتابع لحظة بلحظة وعلى تواصل مع أخواننا في حركة الجهاد الإسلامي وإخواننا في حركة حماس وباقي الفصائل ونعتقد أن يد المقاومة ستكون هي العليا”.
وفضّل السيد نصر الله أن لا يردّ على تهديد وزير المالية الصهيوني بمسح الضاحية الجنوبية مكتفيًا بعبارة “الأيام بيناتنا”.
وأضاف “أقول للعدو الإسرائيلي الأيام بيننا وأنتم تعلمون أن المقاومة أشد عدة وأقوى من أي زمن، وفي موضوع غزة الأيام ستثبت أنكم أخطأتم التقدير أياً تكن النتيجة بعد ساعات أو أيام”.
كما لفت في موضوع غزة إلى أنّ الساعات القليلة الآتية ستثبت أن العدو الصهيوني أخطأ بالتقدير، وأن ما حصل يثبت الردع الفلسطيني أمام الإسرائيلي.
وأضاف سماحته “أخطأ العدو بأن قام بالاغتيال ويخطىء عندما يتوجه بالخطاب إلى لبنان عندما يظن أنه يستطيع ترهيبنا”، وأردف قائلًا “أنا أقول له لا تخطىء التقدير كما يحصل معك في غزة.. لا تخطىء التقدير مع لبنان فكل ما تقوله أو تفعله لا يمكن أن يؤثر لا في معنوياتنا ولا في قوتنا”.
أميركا تريد إقناعنا بأن “إسرائيل” هي دولة سلام
سماحته أكد أنه عندما نستخدم كل الإمكانيات المتاحة وبصدق وبإخلاص في المعركة الإعلامية والسياسية، عندها ينصرنا الله كما نصرنا في المعارك العسكرية، مشيرًا إلى أن “العدو يعمل على بث اليأس في المواجهة الإعلامية والثقافية عند الشعوب والناس وبث الإحباط واليأس وعدم الثقة بانتمائهم الفكري والعقائدي وعدم الثقة بقدراتهم”.
وأشار سماحته إلى إحصائية تقول أنّه في خلال الـ 300 سنة الماضية أكثر دولة شنّت حروبًا على دول أخرى ودول بعيدة عنها آلاف الكيلومترات هي أميركا، لافتًأ إلى أن أميركا التي تقدم نفسها على أنها تدافع عن حقوق الإنسان، هي أكثر دولة تنتهك حقوق الإنسان داخل أميركا وخارجها، وتمارس أبشع الممارسات في انتهاك حقوق الانسان، وهي تريد أن تقنعنا أن “إسرائيل” هي دولة سلام، وهي التي قامت على المجازر والفظائع ولا زالت تفعل ذلك في فلسطين ولبنان.
الأمين العام لحزب الله، أكد أنّ المقاومة في لبنان وفلسطين أثبتت أن جيش الاحتلال يُقهر ويُهزم ويُذل وتُكسر هيبته، مشددًا على ضرورة “أن نعمل على إظهار نقاط قوتنا وكشف نقاط ضغف العدو والاستفادة منها في المواجهة”.
ولفت سماحته إلى أنّ من نقاط القوة لدينا التي تزعج البعض إيماننا بعودة السيد المسيح وبظهور الإمام المهدي وبالخلاص الآتي حتمًا، مضيفًا “ما أزعجهم بـ”سلام يا مهدي” إضافة إلى ثقافة الأجيال الجديدة أن مجتمعاتنا لا تيأس وأن الإمام المهدي هو عنوان الأمل والخلاص”.
السيد نصر الله أشار إلى أنّ من أساليب العدو نشر الشبهات، وهكذا فعل خلال الحصار على لبنان بنشره شبهة أنّ سبب الأزمات سلاح المقاومة، فالعدو يعمل على بث الشبهات والشائعات للنيل من الرأي العام والتأثير في سير المعارك.
وتابع قائلاً “في كل المعارك كانت الجبهة الداخلية للعدو آمنة، ولكن المقاومة نقلت المعركة إلى جبهته الداخلية”.
وإذ لفت إلى أن التجربة أثبتت أن أميركا تُهزم سياسياً وميدانياً كما جرى في العراق وأفغانستان وإيران واليمن والصومال وفنزويلا وكوبا، تساءل “ما هو الوضع الاقتصادي في الدول التي طبعت مع “إسرائيل”، وماذا قدمت التسوية إلى مصر والأردن والسلطة الفلسطينية اقتصادياً؟”.
كما أعلن السيد نصر الله أنه في العاشر من محرم ستقام مسيرة واحدة في الضاحية وبيروت، أما في القرى والبلدات فالأفضل أن يُقام في كل بلدة وقرية مسيرات ومواكب، حيث يمكن أن تشكل أوسع مشاركة في المناطق.