توجّه سماحة الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله إلى اللبنانيين، بكلمة تناول فيها آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، لا سيما في ملف ترسيم حدود لبنان البحرية.
وفي بداية الكلمة بارك السيد نصرالله للبنانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقدّم العزاء بوفاة أمين عام رابطة علماء اليمن.
وتابع سماحة السيد نصرالله: “هذه الأيام فيها مناسبة عملية الوعد الصادق والتي بدأت بعدها مواجهة الحرب العدوانية على لبنان، وانتهت بالانتصار الكبير في 14 آب 2006″، لافتًا إلى “أنّنا نخطط لاحتفال واحد في شهر آب، نجمع فيه ختم الأربعين ربيعًا، وذكرى الانتصار في 14 آب، وذكرى التحرير الثاني”.
السيد نصرالله أشار إلى أنّه “كان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، إلا أنّ صمود المقـاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز وجه ضربة قاسية جدًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد”.
وحول زيارة بايدن الى المنطقة، قال السيد نصرالله: “كثرت التحليلات والتوقعات، وكثيرون تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي أو شرق أوسطي”، مشيرًا إلى أنّ ” أميركا اليوم هي غير أميركا عام 2003 وعام 2006. أميركا الآن في وضع مختلف تمامًا، وأعتقد أن ما جاء بالرئيس الأميركي الى المنطقة هو أمران، الأول من أجل إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، والهدف الثاني من الزيارة الالتزام بأمن “إسرائيل” والتركيز على التطبيع”.
وتعليقًا على تهديد وزير حرب العدو بالسير الى بيروت وصيدا وصور، قال السيد نصرالله: “غانتس يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه، والاسرائيليون يعرفون أن هذا كلام فارغ لا قيمة له على الاطلاق”، مضيفًا، “فغزّة المحاصرة والتي ظروفها صعبة لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها فكيف تهدد بالوصول الى صيدا وبيروت؟”
وأردف سماحته، “من جملة نتائج حرب تموز إيجاد قواعد ردع في مواجهة العدو الاسرائيلي، فعلى مدى 16 عامًا ينعم لبنان بوضع أمني ممتاز أدى الى منع العــدو من الدخول باستراتيجية معركة ضمن الحروب”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ المقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه في النفط والغاز، مشيرًا إلى أنّ “إمكانات المقاومة اليوم، لم يسبق لها مثيل، وروح القتال أعلى من أي زمن مضى”.
وأشار سماحته إلى أنّ: الفرصة الذهبية أمامنا لمدة شهرين، وهي المدة التي تحتاجها شركة الاستخراج لسحب الغاز من حقل كاريش. فاستخراج النفط والغاز من حقل كاريش سيبدأ في أيلول، ولهذا فإن الوقت أمام لبنان ضيق للحصول على فرصته الذهبية، لأنّه إذا ذهبنا الى تحصيل حقوقنا بعد استخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أكبر”.
وردّ السيد نصر الله على القول إن اطلاق المسيرات كان خارج الاتفاق: “أي اتفاق؟ نحن لم نتفق مع أحد، ولم نقل لأحد أننا لن نقدم على خطوة، وننتظر المفاوضات، ومن يعد الأميركيين أن المقـاومة لن تقوم بأي فعل يخدعهم”.
وإلى المسؤولين اللبنانيين قال السيد نصرالله: “سبّونا عندما تجلسون مع الأميركيين (لكن لا تتبرؤوا منا). قولوا لهم هؤلاء لا يسمعون من أحد، ويريدون إدخال المنطقة في حرب.. لدى المفاوض اللبناني ورقة قوة حقيقية وحيدة هي المقاومة وفعل المقاومة”.
وأردف السيد نصر الله: “من جاء بهوكشتاين في الزيارة الأخيرة؟ أمران: الأول، حاجة أميركا للنفط والغاز لأجل أوروبا والثاني، تهديد المقاومة”
وتابع، “الفرصة الذهبية المتاحة هي الآن في هذين الشهرين، ولبنان يستطيع إعاقة بيع النفط والغاز لأوروبا التي تحتاجهما خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مضيفًا، “قلنا نحن خلف الدولة في الترسيم، أي أنها هي التي تفاوض، وليس نحن من نفاوض.. لكن قلنا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي..”.
ولفت السيد نصر الله أنّه “لأول مرة في تاريخ الكيان تُطلَق باتجاهه ثلاث مسيّرات في آن وزمان واحد، وعلى هدف واحد، والرسالة واضحة. ورسالة المسيرات كانت تقول، نحن جديون، ولا نقوم بحرب نفسية، وخياراتنا مفتوحة جوًا، بحرًا، برًا”.
وأكد أنّ “هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعًا، وأن نقتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين، فإذا كان الخيار أن لا يُساعَد لبنان ويُدفع باتجاه الجوع، فالحرب أشرف بكثير.. وإذا بقينا على ما نحن عليه، فلبنان ذاهب الى ما هو أسوأ من الحرب.. فلنكن لمرة واحدة على قلب رجل واحد”.
وتوجه السيد نصرالله للعـدو والصديق بالقول: “نحن هنا لا نمارس حربًا نفسية والسلام.. بل نحن جديون وهذه طريق الإنقاذ الوحيدة للبنان”.
وبيَّن السيد نصرالله أنّ المسألة ليست فقط في الاعتراف بالحدود البحرية، بل أيضاً في منح الإذن اللازم للشركات، لكيما تبادر الى القدوم واستخراج النفط والغاز.. فلبنان يستند الى قوة حقيقية رادعة، ومانعة، ويجب الاستفادة من تهديدها وفعلها.
وقال السيد نصرالله: “من حيث القدرة، على العدو أن يعرف أن قدراتنا متنوعة ومتعددة في الجو والبحر والبر، وهي خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة، واللعب بالوقت غير مفيد”، ختم السيد نصرالله.