حسين درويش – الديار
تشهد الساحة اللبنانية تحركاً لافتاً يجري منذ اكثر من اسبوعين، لقيادات حزب البعث العربي الاشتراكي، بهدف توحيد صفوفه، بعد سلسلة إتصالات جرت بين الأطراف المتنازعة، وهذه اللقاءات جرت برعاية سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي، وأسفرت عن عقد مؤتمر قطري جامع لكل الاطراف البعثية في الجمهورية العربية السورية، وتحت الرعاية السورية، من أجل توحيد الصفوف. وتم تحديد الموعد لمؤتمر حزبي جامع، يومي السبت والأحد في الثالث عشر والرابع عشر من تشرين الثاني الجاري ، ومن المقرر ان توجه الدعوات الى ١٥٠ او٢٠٠ قيادي وقيادية لانتخاب قيادة جديدة تتألف من ١١ الى ١٣ عضوا يمثلون اعضاء القيادة القطرية في لبنان، تتمكن من جمع كوادر الحزب، برعاية سورية.
وبناء على هذه الدعوات، تعمل القيادات الحزبية على مختلف تناقضاتها في لبنان لحضور المؤتمر، ويشير قيادي في حزب البعث بإن لا مكان للمتخلف عن تلبية الدعوة ، واشار الى ان الهدف من المؤتمر هو توحيد صفوف الحزب بزخم جديد وانطلاقة جديدة من خلال انتخاب قيادة جديدة موحدة تنهي جميع الخلافات الحزبية السابقة الناتجة عن تنازع السلطة الحزبية، وبعدما وصلت الخلافات احيانا الى حدود القطيعةاحياناً، وعليه يستعد من يستحق في صفوف الحزب ممن ستوجه اليهم هذه الدعوات، من كوادر وقيادات الحزب ، للتحضر من أجل حضور المؤتمرالذي سيجمع ما فرّقته سنوات النزاع، ليلتف حولها البعثيون.
ويرى القيادي ان المؤتمر سيكون بداية لانطلاقة جديدة واعدة بعد سنوات التخاصم والتعثر والتناكف والانقسام، انعكست سلباً على أداء الحزب الى درجة غيبت حضوره عن القيام بواجبه الحزبي والاجتماعي، وعن المشهد السياسي اللبناني المشبع بالتناقضات السياسية.
ويقول القيادي : يمكننا التوقف امام المسعى الحثيث الذي قام ويقوم به سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي تمكن من تخطي كل الصعوبات والعراقيل التي تمنع جمع صفوف الحزب في بوتقة واحدة، وأعادته الى ممارسة دوره بشكل طبيعي، اي ما قبل العام ٢٠١١ حيث كان يقوم به بنشاطات ومشاركات سياسية على الساحة اللبنانية قبل الهجمة الشرسة التي استهدفت سوريا.
واكد القيادي ان السفير استطاع من خلال تحركاته وتبنيه ورعايته سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التي أجريت من أجل تشكيل هيئة جامعة موحدة من أجل الوصول إلى انتخاب قيادة جديدة شابة تنتخب وفق الأصول والقواعد الديموقراطية الحزبية من أجل ضخ دم حزبي جديد يُنهض صفوف الحزب مما هو فيه على أن تكون أولوياته إعادة الحزب لدوره التنظيمي والسياسي الفاعل على الساحة اللبنانية.
ومن اجل انجاح المؤتمر،يضيف، تنشط المؤسسات الحزبية المكونة من الفروع والشعب والفرق واتحادات طلبة وعمال وفلاحين، لنفض غبار السنين للخروج من حالة الترهل والانقسام الداخلي الذي اصاب الحزب ، على أن يكون وفق أولوياته دمج وتوحيد الفروع التي وصل عددها في بعض المناطق والمحافظات البقاعية الى خمسة فروع في البقاع الشمالي والغربي والاوسط، على أن تستعيد هذه الفروع دورها الحزبي الى جانب القيادة الجديدة، بهدف إعادة تشكيل مؤسسات الحزب، واعادة الدور للشُعب والفرق الحزبية التي تشتتت نتيجة الخلافات الماضية.
ويرى القيادي ان القيادة الجديدة الشابة النخبة، وفق الأصول والقواعد الحزبية، ستكون امام تحديات كبيرى منها ايلاء الدور الحزبي والثقافي الاهتمام الكافي، على أن يكون وفق أجنتدتها المستقبلية مواجهة خطر الانصياع والتطبيع والتخاذل العربي تحت عناوين مختلفة مع الكيان الصهيوني، وما خلفه هذا التطبيع من حالة تشرزم في صفوف الأمة.