رضوان الذيب | كاتب واعلامي
هل تريد الرياض إسقاط عهد ميشال عون ودفعه إلى الاستقالة من خلال الضغط في الشارع عبر فلتان مالي وامني واجتماعي وفتح البلد على كل الاحتمالات؟ وهل تطور الموقف السعودي من الضغط على سعد الحريري برفض مشاركة الحزب في الحكومة إلى إسقاط عهد ميشال عون ؟ وهذا ما ظهر من خلال راديكالية الموقف السعودي من لبنان لأول مرة في تاريخ العلاقة بين البلدين حيث كانت الرياض «الآمر الناهي» وتراجع دورها مع تقدم دور الحزب وإيران ، وظهر التراجع السعودي مع انكفاء سوريا حيث عبأت إيران هذا الفراغ كليا.
وحسب مصادر في 8 آذار، فان التوجه السعودي أبلغ إلى مسؤولين لبنانيين عبر دولة كبرى وتبلغه الحريري مع الطلب منه السير في هذا الطرح، والا فإن أبواب الرياض ستبقى مقفلة أمامه ليوم «الدين والآخرة « وهذا َما نقلته مصر والإمارات للحريري مباشرة، وترجمه مؤخرا، عبر إدارة الظهر للحلول ومبادرة جنبلاط الايجابية وتنازلات ميشال عون والرد بهجوم تناول الحزب متجاهلاً ما قدمه له، كما ان الحريري وسع في نشاطاته الخارجية متنقلاً بين بلد واخر «خالطا الحابل بالنابل» دون شرح اسباب ما يقوم به، رغم انه يدرك أن التشكيل في بيروت وليس في العواصم التي يزورها.
وتستغرب المصادر حجم ما وصل اليه الموقف السعودي من راديكالية تجاه لبنان واستثناء السفير السعودي وليد البخاري المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من زياراته البروتوكولية على المرجعيات الدينية، حيث زار بكركي ودار الطائفة الدرزية منذ أسبوعين وحتى الآن لم يطلب موعدا لزيارة المفتي احمد قبلان، وإذا كان تبرير الأمر «بكورونا» فهذا الأمر يجب أن ينطبق على المرجعيات الأخرى، حتى أن البخاري لم يكلف نفسه اجراء اتصال هاتفي، فيما الرئيس نبيه بري وفي أوج الخلاف السوري – الإيراني مع الرياض بقى متمسكا بالدور السعودي وعدم المس به عبر معادلة «السين – السين».
وتضيف المصادر نفسها، ان السفير السعودي عبّر خلال زياراته المرجعيات الدينية عن غضب بلاده من ممارسات المسؤولين اللبنانيين «وعدم الوفاء» لما قدمته بلاده للبنان، وان القرار اللبناني ممسوك من حزب الله وكل المساعدات تصب في خانة تنفيذ سياسة الحزب، وشملت انتقاداته كل المسؤولين وحتى الساعة لم يطلب مواعيد لزيارات بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، فيما كل الخطوط مقطوعة بين البخاري وسعد الحريري، حتى أن السفارة السعودية ابوابها ما زالت موصدة في وجه مسؤولي المستقبل.
وتسأل المصادر، هل تهديد حسان دياب الأخير بالاعتكاف وعدم ممارسة تصريف الأعمال في هذا التوفيت يتلاقى مع الضغوط السياسية بتطيير البلد واغراقه بالفوضي الكاملة وتطيير عون ؟ وهذا السؤال مشروع لان توقيت إعلان دياب ملتبس في ظل تمسكه بالغطاء السني ردا على ممارسات بري وعون ضد حكومته.
وحسب المصادر، فإن الرياض تجاهلت رسائل إيجابية من العهد وباسيل مؤخراً عبر توجيهات لوزارة الخارجية بإدانة القصف الحوثي على الرياض، وهذا الملف شكل بداية التوتر بين عون والرياض بعد أن طلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر السفير السعودي إدانة القصف الحوثي الأول على الرياض ولم يتم التجاوب مع طلبه حيث كان باسيل في الخارجية والحريري رئيسا للحكومة وعندئذ أبلغ لبنان بموقف متصلب من الرياض.
وحسب المصادر، فإن السياسة السعودية يمثلها حاليا بهاء الحريري في تطرفه، والرياض تعطي حاليا دعوات جعجع وجنبلاط والجميل باستقالة عون كل الاهتمام، لكنها تصطدم برفض بكركي، وهناك انتظار لموقف الحريري ، علما ان مثل هذه المطالبات المفصلية عند كل استحقاق رئاسي رافقت كل العهود، وشهدت أعمال عنف أعوام 52 و58 و64 و70 و82 ولم تؤد إلى إسقاط اي رئيس للجمهورية في الشارع، والاساس في كل هذا المشهد، كيف سيتصرف حزب الله الرافض لهذا السيناريو الذي سيحمي عون «برموش عيونه» خصوصا ان السعي السعودي لاسقاط عون هدفه تحويل لبنان إلى ساحة اساسية في المواجهة مع إيران، ومحاولة الرياض كسب أوراق قوة بالتفاهم مع الأميركيين في لبنان للضغط على إيران، وبالتالي عودة لبنان إلى تأدية دور الساحة وتبادل الرسائل مع كل الدعاء أن تبقي الأمور على البارد.
الديار