محمود شرقاوي ناشط إعلامي – العلاقات الإعلامية
إنه أيار.
أيار المجد والإنتصارات.
ومع اقتراب “عيد المقاومة والتحرير” كان لا بد للعلاقات الإعلامية التحرك نحو هذه المناسبة بقوة لما فيها من رمزية وتحمله من معاني.
طرحت الافكار على طاولة العلاقات الاعلاميه بحضور بعض الشخصيات من “اللقاء الوطني الاعلامي” وكان احدها إقامة حفل بحجم المناسبة في معلم “مليتا” لما يمثل من رمزية جهادية .
ولم يتردد الحاج (محمد عفيف مسؤول العلاقات الاعلامية ) ابداً بل قبل الطرح، وهمس في أذن الحاضرين
اعطوني يوماً لاحضر ما هو أجمل وأقوى .
أردتم مليتا ولازيدنكم .
توقف الجميع عند هذه الجملة، ولم يخطر ببال احد ما هذه الاضافة التي من الممكن ان يقدمها وتكون الاجمل في هذه المناسبة .
تمتم ببعض الكلمات، وقال عليّ بدراسة الموضوع واذا تم الامر سأعطيكم يوماً مميزاً في تاريخ الاعلام اللبناني ولبنان .
تسّمر الحضور واردف الحاج قائلاً :
معسكر للمقاومة ومناورة حية ندعو فيها كل وسائل الاعلام في لبنان وتكون امامكم وامام كاميراتكم وهواتفكم واعينكم المجرده بشكل مباشر . .
انتهى الاجتماع بأربع كلمات
“بدي شاور سماحة السيد (حفظه الله ) .”
لم يستغرق الامر طويلا حتى جاءت الموافقة الكريمة مع الضوابط الطبيعية التي تظهر القوة وتخفي المفاجآت .
انطلقت مع الحاج نحو الجنوب ، حيث كان الاستقبال حاراً في منزل احد الاخوة في بلدة عرمتى بين رفاق السلاح والطلقات الاولى للمقاومة في الجنوب ،بين مجاهد على الثغور ومجاهد في موقع العلاقات الاعلامية.
لم يحتج الحاج للكثير من قوة الحجة والاقناع فقد كانوا جاهزين للمهمة على اكمل وجه ،حاضرين ذهنيا وعمليا لشتى الاقتراحات بأعلى درجات التعاون باكثر مما أراد الحاج وتمنى لهذه الذكرى المجيدة.
توجهنا الى معسكر “كسارة العروش” القريب او “معسكر بقية الله” كما اطلق عليه الاخوة بعد التحرير .
للوهلة الاولى لم يجد الحاج المكان مناسبا لما تم التوافق عليه مع الاخوة المعنيين، ولكن للمجاهدين كلام آخر .
تبسم احد الاخوة المجاهدين وقال : هذا المكان لن تتمكن من التعرف عليه في المره المقبله عندما تأتي لالقاء نظرة اخرى قبل وضع اللمسات الاخيرة استعدادا لليوم الموعود.
وبعد الاتفاق على كل التفاصيل العسكرية واللوجستية وواجبات اللياقة امام الضيوف دقت ساعة العمل.
في صباح اليوم التالي وباكرا جداً اعطي الاذن بالبدء لتوزيع المهام ، ومع كتابة نص الدعوة وتوزيعها الى وسائل الاعلام لم يعد ممكنا النظر الى الوراء ابدا.
وفي مساء نفس اليوم كان اللقاء بالاخوة في “اللقاء الوطني الاعلامي” وببضع كلمات مختصره من الحاج
” المعسكر باكمله تحت تصرف الاعلاميين”.
و”سوف ترون بأم العين ما لم يره اي اعلامي قبل الان من جهوزية المقاومة في حدث غير مسبوق”.
استمرينا بالتحضير لعدة ايام كخلية نحل ،فاقت الطلبات الرقم المتوقع.
لكن لم نقف امام احد في شرف الحضور فقد سجلت بعض الوكالات الاجنبيه اسماءها وكذلك بعض الوسائل الاعلاميه التي تعتبر نفسها في خندق معادي للمقاومة.
ومع ذلك اعطى الحاج توجيهاته بقبول الجميع دون استثناء فبعد ان كنا قد وضعنا سقف التوقعات عندعدد٣٠٠ حتى تجاوز السقف المتوقع الى ٥٠٠صحفي من لبنان وسائر أنحاء العالم وبدا ان الرقم مرشح للمزيد.
وفي خضم كل هذا كان يوم ٢٠ ايار موعداً للحسم النهائي ووضع اللمسات الاخيرة مع الاخوة في المعسكر .
انطلقت مع الحاج جنوباً وبمجرد وصولنا الى المعسكر وجدنا واقعاً جديداً لا يشبه ابداً ما رأيناه قبل اسبوع .
الباحه بكل تفاصيلها جاهزة للعسكر .
منصة الشرف ومنصة الكاميرات والمراسلين .
وما هي الا دقائق حتى اطل المقاومون بأبهى حلة وبجهوزية عالية وهيبة مكتملة ولم ينقص من المشهد سوى تواجد الضيوف .
كانت ضحكة الحاج محمد بعد البروفا تشبه علامة النصر .
وبدأت علامات السهر والارق تزول وتتلاشى عن محياه وقد رافقته لاكثر من اسبوع بفعل القلق والسهر والعمل لانجاح هذه المناسبة.
في صباح اليوم التالي اي ٢١ ايار لم نكن قد نمنا لشدة شوقنا لهذا النهار، ومع ان الحاج قد أعطاني موعداً عند الساعه السابعة والنصف الا ان هاتفي قد رن عند الساعه السادسه والنصف، ويقول لي انا جاهز في الانتظار .
عند وصولنا الى نقطه الانطلاق على طريق المطار لم نهدأ، كان الحاج في المقدمة مرحباً بالضيوف ويدعوهم الى الالتحاق بالباصات المخصصة للانطلاق مع بقيه الاخوة المعنيين.
وتنسيق كامل مع الاخوة في وحدة الحماية .
اكتملت اعداد الاعلاميين بالاضافه الى الزملاء الذين قرروا الالتحاق بالموكب بسياراتهم الخاصه، وأتممنا كامل تجهيزاتنا وانطلقنا في الموعد المحدد والجميع في هيبة وشوق .
كانت الطريق ميسرة وغير شاقة وإن شابها قلق الانتظارنحو الهدف في تجربة لا سابق لها في حياتنا الاعلامية .
عند وصولنا، وعلى تخوم تلال عرمتى ومن امام “معسكر بقية الله” وقف مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف امام اكبر حشد اعلامي في تاريخ لبنان ليقول لهم كلمات مختصرة:
“دوسوا على هذه الارض باحترام، فإن كل حبة تراب منها قد امتزجت بدم شهيد”.
تفضلوا المعسكر لكم .
وابتدأت الحكاية التي صارت حديث العالم.