عمر معربوني | رئيس تحرير موقع المراقب
تعقيباً على ما ورد في صحيفتي الديار اللبنانية والأنباء الكويتية علم موقع المراقب بعض تفاصيل ما قاله رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في لقاءاته الأخيرة مع مشايخ الطائفة الدرزية وضباط جيش التحرير الشعبي وكوادر الحزب :
اولاً : وفي المعلومات المتوافرة ان تيمور جنبلاط زار سورية برفقة مسؤول اشتراكي مقبول من القيادة السورية منذ اشهر لإعادة وصل ما انقطع مع القيادة السورية غير ان الشروط آنذاك كانت ثقيلة على الزعامة الجنبلاطية التي تراعي دائما المحيط العربي السني تحديدا.
ثانياً : بعد ظهور بوادر انفراج بين الرياض ودمشق ترجم بالزيارات المتبادلة امنيا وسياسيا يبدو ان جنبلاط الاب بدى اكثر ارتياحا من ذي قبل وبدأ يستميله الهوى الدمشقي فاطلق سلسلة مواقف واشارات ايجابية في اكثر من محطة مستذكرا الرئيس الراحل حافظ الاسد في دار الطائفة الدرزية في بيروت اثناء انعقاد المجلس المذهبي وفي جولته الاخيرة على المراجع الدينية في جرد عاليه لاسيما في دارة المرجع الشيخ مروان فياض حيث ركز على التسوية مع الرئيس حافظ الاسد واكد انه لن يسمح باقفال طريق الشام وان الطريق الى خلدة مؤمنة ومن خلدة الى الجنوب سنعمل مع الاصدقاء وتحديداً حزب الله على تلافي اية اشكالات .
ثالثاً : حديثه الايجابي مع كوادر وضباط الجيش الشعبي عن سورية والجيش العربي السوري سيما وان احد القادة الكبار لجيش التحرير الشعبي خلال النقاش مع جنبلاط كان يتحدث بحماسة عن سورية ودورها في حرب الجبل التي حققت لطائفة الموحدين انتصارهم على الهجمة القواتية وهؤلاء لم يكن صوتهم مسموعا خلال ما سمي بثورة الارز وانغماس جنبلاط في حملة العداء لسورية ما بعد ال ٢٠٠٥ وحتى اليوم ليبرز التيار المعادي لسوريا بالمطلق في صفوف الحزب الاشتراكي والذي استحوذ على الحزب ثقافة وتوجها وخلق مناخات سلبية في صفوف الشباب الدرزي لا ينسجم مع جذور الطائفة الدرزية وطبيعة البيت الجنبلاطي اللصيق بالعروبة وفلسطين ، وهو ما جعل وليد جنبلاط يخاطب هذا القائد بالقول : نعم كان للجيش العربي السوري الدور الأهم في حماية الجبل وطالما نتذكر لا بد من ذكر قائد مدفعية الجيش العربي السوري العميد ممدوح الكيلاني وغيره من الضباط الذين كانوا في الميدان الى جانب جيش التحرير الشعبي ، ولا بد ايضاً من التذكير ان انتصارنا في الجبل لم يكن ممكناً حينها لولا وجود عمق يمتد من دمشق الى موسكو ولولا الدعم العسكري اللامحدود من الجيش العربي السوري في التدريب والمعدات والذخائر وغيرها .
والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه : هل بدأ وليد جنبلاط الاعداد النفسي والمعنوي لجمهوره بالانتقال من ضفة الى ضفة بعدما انتظر طويلا على احدى الضفتين ؟ .
كل المؤشرات تشير ان تموضعا جنبلاطيا مستجدا وبشكل تدرجي بدأ يطفو عل سطح المشهد السياسي المحلي باتساق ظاهر مع حركة الاقليم التي يتقن جنبلاط باستشعاراته المتميزة رصدها عن بعد والتعايش معها كواقع لا مفر منه سيما وان هاجسه الدائم هذه الايام البحث عن سبل انتقال سلس وآمن لزعامته الى نجله تيمور.
راهنا وفي ظل المتغيرات والتحولات الكبيرة على مستوى المنطقة سواء انتصار سورية ميدانيا وعودة الرئيس بشار الاسد الى سدة الرئاسة باستفتاء شعبي عارم صدم اميركا وحلفائها الغربيين ومعهم الصهاينة والرجعيين العرب اضافة لدخول الصراع العربي الصهيوني بعد الاحداث الاخيرة ورسم معادلات قوة جديدة على ارض فلسطين رغم قتامة المشهد العربي ناهيك عن التفاوض الاميركي الايراني الذي يحمل في طياته اعترافا اميركيا بالحضور الايراني الوازن في الاقليم ،كل هذه الاعتبارات بالتوازي مع التمدد الروسي في المنطقة قرأها وليد جنبلاط وسبر اغوارها وما ستعكسه عميقا في واقع الحال اللبناني .
فهل بدأت مع الزعيم الجنبلاطي مرحلة (دمشق قصدنا وانت السبيل) ؟ .
الايام القادمة كفيلة بالاجابة.