الدولار في قبضة أمريكا .
د. حسّان الزين | طبيب وكاتب
إن صعود الدولار هو عملية ابتزاز للمجتمع اللبناني وابادة جماعية له من خلال تجويعه وتعطيشه واذلاله .
الدولار سياسي بامتياز تضع اجندته اليومية مراكز القرار السياسي والإستخبارات الامريكية وليس هذا كلام اعتباطي بل قائم على وثائق ادارتها المخابرات الامريكية في كل الدول التي ارادت السيطرة عليها واخضاعها ابتداء من امريكا اللاتينية مرورا بالاتحاد السوفياتي وصولا الى اليابان .
في المعلومات ان ادارة مصرف لبنان ترتبط بعلاقة مباشرة مع البنك الفيدرالي الامريكي وتحت اشرافه تقنيا وسياسيا وهذا معروف للجميع .
فمن يحدد صعود الدولار وهبوطه هو البنك الفيدرالي المركزي يوميا وخاصة ليلاً هكذا تتم ادارة العملات في العالم .
المصارف في لبنان شريك اساسي لانها تحول الاسترتيجية اليومية الى عرض وطلب ونتائج عملية وهكذا يبدو القرار سياسياً بامتياز وهو دولي اكثر منه محلي .
هذه الحوادث والمقدمات هي ما قبل وصول وفد حزب الله الى موسكو .
هذا الصعود هو اوراق نقدية ومعيشية بمفعول رجعي سياسي وشروط سياسية ؟
السياسيون في لبنان هم شركاء من جهتين جهة تقنية مصرفية لانهم لديهم اسهم في البنوك والإدارات ، وشركاء في عدم ابداء الحقيقة وسردها بالمواجهة المباشرة ضد الولايات الامريكية التي تحمي الديمقراطية بين مزدوجين وخاصة ادارة جو بايدن الطوافة الى الدبلوماسية القاتلة .
وهنا يبرز سؤال : ما هي الشروط الامريكية ؟ هي استعمار لبنان اقتصاديا وسياسيا ولكن بقوانين جديدة وبطرابيش جدد وما اكثرهم ، والحفاظ على الكيان العبري من حتمية الزوال ، وترسيم النفط على خارطة الشركات الكبرى .
هذه اهم الاهداف العبرية باللغة الامريكية وعلى طاولة موسكو ، ولعل استقبال حزب الله في موسكو سيكشف الكثير من الاوراق السياسية ولكن ليستكمل الضغط على لبنان لا بد من مشهدية نقدية واجتماعية تسبق اللقاء .
دعونا نسميها التفاوض تحت النار هكذا نفهم وهكذا نحلل لعله يقارب الحقيقة وقد يكون التحليل ينقصه التمحيص والتحديث ، فاسرائيل في حالة خطر وجودي وبالتالي السيطرة على الجليل دواء ناجع لكل الالام الوطنية قد يكون خيارا يثير الكثير من التساؤلات وخاصة الروسية ولعلها ستكون من اوراق البحث في عدم الاشتباك الاقليمي وقد يكون بطلب اسرائيلي .
فالثورة والشعب والزعماء عليهم توجيه السهام الى امريكا وادواتها لتحفيف النتائج المرجوة الا وهي تحرير لبنان من الاستعمار الامريكي .
فهل يستجيب اللبنانيون الى لغة العقل بتحديد الاهداف الحقيقة ؟