الحوار والتفاهمات ما بين الربح والخسارة – عنوان المرحلة المقبلة
حيان نيوف | كاتب وباحث سوري في الشؤون السياسية
الخارجية الإيرانية: المحادثات مع السعودية مستمرة وتتم في أجواء مناسبة ونأمل أن تصل لتفاهم بين البلدين
بغض النظر عن كل الصراخ ، فما يجري في المنطقة خلف الكواليس وأمامها ، يؤكد أن لغة الحوار والتفاهم هي اللغة السائدة والتي ستستمر ، الملفات تخضع لتراتبية معينة بحسب ترابطها وانعكاساتها الإقليمية والدولية ..
الولايات المتحدة وبعد إعادة صياغة استراتيجيتها وفقا لرؤية الإدارة الجديدة ، واتخاذها خطوات ميدانية واقتصادية ودبلوماسية ، باتت أكثر جاهزية للتفاهم والحوار ، وهي تستكمل ترتيب أوضاع انتشارها ونفوذها ،واوضاع حلفائها وتابعيها ، ومن ذلك الوضع السياسي الداخلي لكيان العدو ، بعد الهزيمة التي تلقاها في الحرب الأخيرة والتي ستطيح على ما يبدو بالرؤوس الحامية بداخله.
مفاوضات فيينا باتت شبه منجزة ، وجدولة الحوار الأمريكي الروسي تمت لينطلق في القمة المرتقبة بعد حوالي أسبوعين بين الزعيمين ..بعد ذلك ستتسارع نتائج التسويات والتفاهمات في اليمن وسورية وغيرهما وصولا إلى ملف سد النهضة الذي أتوقع أن يكون هناك مفاوضات سرية بشأنه ترعاها الولايات المتحدة عبر مبعوثها فيلتمان ..
سورية وبعد أنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي ثبت نصرا سورية كبيرا باتت في موقع القوي ومتسلحة بإجماع داخلي كبير قادر على إتمام الملفات المتبقية والعالقة شرقا وشمالا ، سواء بالسياسة أو بالميدان ، وفق ما تفرضه نتائج التفاوض ، والعودة إلى الدور الإقليمي والنفوذ المؤثر الذي من غير الممكن تجاوزه وبما يليق بتضحياتها ..
وإيران باتت قريبة من إتمام استحقاقها الرئاسي الذي من المفترض أن يأتي برئيس قادر على الحفاظ على الانجازات الكبرى التي حققتها في الميدان والدبلوماسية ، وبما يتوافق مع موقعها الجديد كقوة دولية عظمى مقررة بالسياسة الإقليمية والدولية وبما يليق بهذه المكانة التي سيعترف بها المجتمع الدولي عموما ..
العراق هو الآخر بات على ابواب أنجاز انتخاباته التي ستفرز حكومة جديدة ، وعلى الغالب فإنها ستكون حكومة توافقية داخليا وخارجيا تكون قادرة على مواكبة ما يتفق عليه ويصدر من نتائج التفاوض الإقليمي والدولي وخاصة الانسحاب الأمريكي وضبط الحدود مع سورية تمهيدا للخروج الأمريكي اللاحق للتفاهم شرقا ..
تركيا تبدو متأخرة عن عجلة ما يجري يتسارع كبير ، وحتى الآن لم تصل إلى نتائج مهمة في أي ملف من ملفاتها العالقة ، والمماطلة والتسويف والتأخير ، هي الطابع الذي تتسم به كل ملفاتها ، ليس من جهتها ب، بل من جهة كل الافرقاء ، مع قبرص و اليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، ومع السعودية ومصر والإمارات ، ومع سورية أيضا ، فجميع الملفات عالقة ولا مؤشرات لحلها ، ومن المرجح أنها ستبقى كذلك حتى اقتراب موعد انتخاباتها ، وكل الاحتمالات مفتوحة في الداخل التركي حتى ذلك التاريخ ، وسط جزع وهلع تركي كا واضحا في تصريحات وزير خارجيتها الذي قال اليوم [ إن تركيا مستعدة للحوار مع اليونان من دون أية شروط ] …