محمد شريف نصور | باحث في الشؤون الصهيونية
هل بدأ العد العكسي للإعلان رسميا” من قبل حكومة الكيان الصهيوني ( اسرائيل ) أنه على العالم اليوم أن لا يقلق على نشاط حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس التي توقفت بسبب جنوح ناقلة الشحن العملاقة ( إيفر غيفن ) التي جنحت خلال عبورها قناة السويس وأدت الى توقف عبور السفن والشاحنات من المدخلين الشمالي والجنوبي لقناة السويس ،لأن البديل والممر المائي جاهز وهو..
( ميناء إيلات )شمال خليج العقبة المفتوح على البحر الأحمر .ثم خط وممر ( إيلات حيفا.. و.. إيلات أسديروت ) .والذي يعرف ب مشروع ( قناة بن غوريون )
وهنا ثمة أسئلة عديدة لابد من طرحها أمام حالة لم تحدث بفعل عوامل طبيعية من إرتفاع منسوب المياه في المد أو الجزر أو عوامل الرياح وسوء الأحوال الجوية ..
لكنها حدثت بفعل ( خطأبشري .)
يحاول البعض تبرير ماحدث أيضا بالخطأ الفني أو التقني في السفينة …
ولكن .لماذا بهذا التوقيت
وهل هذا الخطأمستهدف أم أنه كان بتخطيط أو بدون تخطيط ؟؟
لكن الدلائل والإثباتات تشير إلى أن ( جهة مستفيدة ) مماحدث وهذه الجهة هي مايسمى ب
( دولة إسرائيل )
لأنه بسبب قناة السويس
قامت ( اسرائيل ) بالعدوان الثلاثي عام 1956الى جانبها بريطانيا وفرنسا ثم عدوان 1967 أيضا بدعم غربي مطلق ..
والهدف كان لتحقيق.
أولا”: الحلم الصهيوني بإغلاق قناة السويس
ثانيا” إحتلال سيناء والقيام بتنفيذ مشروع وممر مائي يربط خليج العقبة بميناء حيفا .
كانت الإنطلاقة الأولى لهذا المشروع الذي تم وضع دراسة له في عهد أول رئيس حكومة للكيان الصهيوني ( اسرائيل ) عام / 1948/.وبدأ العمل به أوائل عام / 1955 /وذلك لضمان السيطرة على الممرات المائية والصحراوية الطبيعية التي ترتبط مع دول الخليج العربي المفتوح بإتجاه دول الشرق الأقصى .وعملت على الإستفادة من وجود السكك الحديدية التي تشكل عاملا” مساهما” وقويا” في عمليات النقل وشحن البضائع برا” ..
أما الإنطلاقة الثانية
لمشروع بن غوريون قناة ( إيلات حيفا وإيلات
اسديروت) ..
كان عام 1912 عام ( الإستثمار ) الفعلي لهذا المشروع التي وضعت حكومة العدو الإسرائيلي
كل إمكانياتها للإستفادة من الأحداث والمتغيرات التي ضربت المنطقة العربية تحت اسم ( الربيع العربي) والتي كان لإسرائيل دورا كبيرا”في تغذية هذه المؤامرة الكونية و الأحداث في تقديم كل الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية وفي مصر وبخاصة منطقة ( سيناء )المطلة على
/ خليج العقبة من جهة الشرق / وفي جنوبها الشرقي جزيرتي تيران وصنافير /
حيث أصدر وزير النقل الاسرائيلي ( يسرائيل كاتس ) عام 1912 أوامره الى ( هيئة الموانئ الاسرائيلية ) بإنجاز دراسة متكاملة لإستثمار ميناء إيلات شمال خليج العقبة باتجاهين .
الربط الأول . من وإلى ميناء إيلات لدول الخليج وصولاإلى ميناء دبي .
الربط الثاني .من وإلى ميناء إيلات حيفا على البحر الأبيض المتوسط ثم بإتجاه دول أوروبا .
ولتحقيق هاتين الخطوتين عملت إسرائيل على تجاوز أهم عقبة في البحر الأحمر
الذي تمثل بوجود جزيرتي
( تيران وصنافير )
عندما تنازلت مصر عن حقوقها التاريخية في الجزيرتين للملكة السعودية مقابل وعودا” بحفنة من المال السياسي وبدورها قامت المملكة السعودية وكعادتها وبحكم علاقاتها التاريخية مع الكيان الصهيوني ( اسرائيل ) قامت بوضع الجزيرتين
( تيران وصنافير ) بخدمة الأهداف والمشاريع التي تريد إسرائيل تنفيذها والاستفادة منها في هاتين الجزيرتين .
هذا التعاون الذي عزز ( مشروع نيوم ) على البحر الأحمر بين
( إسرائيل والسعودية )
وقد أعلن بنيامين نتنياهو في أكثر من خطاب له في الأمم المتحدة أمام إجتماع الجمعية العامه في عامي 1918 و 1919 وخلال الحملات والمؤتمرات .أعلن نتنياهو عن خارطتة الصهيونية التي تتضمن جزيرتي تيران وصنافير إمتدادا الى كامل الشرق بإتجاه مياه الخليج العربي بما فيها طبعا سيناء وخليج العقبة . لقد عملت
( مجموعةشركات هاريس)
الجنوب إفريقية الى الإستثمار في المضائق والممرات المائية في جزيرة تيران .كما تقدمت شركات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب للإستثمار في العقارات التي ستتم على جانب ( القناة المائية ) على خليج العقبة وميناء إيلات حيث سيتم إقامة مدن وعقارات سكنية ضخمة مع مشاريع سياحية واسعة .
كلها طبعا ستتم بقروض مالية ضخمة ستحصل عليها ( إسرائيل ) بقيمة 14 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية بفائدة لاتتجاوز 1 ./. لمدة 30 / عاما .
كما أن شركات الصين العملاقة في مجال السكك الحديدية ستقوم بتهيئة البنية التحتية للنقل السككي الذي يربط المدن مع المناطق الصحراوية في شبه الجزيرة العربية .
وتعمل مايسمى ( هيئة الموانئ الإسرائيلية ) على الإعلان عن كلفة وثمن عقود نقل السفن وشحن البضائع بنسبة تكاليف أقل من نسبة تكاليف مرور الشاحنات والسفن في قناة السويس.عند مرورها بالقناة البديلة التي تتوافر فيها شروط الأمن والأمان والسلامة الملاحية ومراقبة الأقمار الصناعية لحركة الملاحة لضمان عدم وقوع أية حادثة قد تتعرض لها سفن الشحن ونقل البضائع خلال عبورها خليج العقبة وصولا الى ميناء إيلات ..
ومهما كانت النتائج التي ستسفر عنها عملية إنقاذ السفينة ( إيفر غيفن )
أو التحقيقات عن سبب جنوح السفينة وهل هو خطأ بشري أم تقني ..
لكن الحقيقة لن تقال ولن يتم التصريح عنها ومن هو خلف هذا الخطأ.
الذي أراد إيصال رسالة للعالم ولشركات النقل الكبرى مماحدث مع السفينة إيفر غيفن .
وصلت وهي
أولا : أن قناة السويس ليست هي الممر المائي الوحيد الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر
ثانيا :وأن قناة السويس
ليست مجهزة لوجستيا بكل مايتناسب من معدات حديثة تضمن الأمن والسلامة الملاحية
ثالثا: غير مراقبة بالأقمار الصناعية التي توجه وتحذر من أي خطأ أو كارثة ملاحية .
رابعا: عدم وجود مدن وضواحي سكنية ومنشآت سياحية على طرفي قناة السويس .
خامسا:تكاليف مرور الشحن والنقل مرتفعة
سادسا : عمق القناة وعرضها لايتناسب مع ناقلات الشحن العملاقة .
من هنا لابد من التوجه العالمي للبديل ، والبديل
هو ( شمال خليج العقبة ميناء إيلات )
هل وصلت الرسالة ؟؟؟؟