هلال عون | كاتب وباحث سوري
منذ يومين ، و علاماتُ الهمِّ والغمِّ واضحةٌ عليها ..
ولإخراج أم صطوف من حالتها قررتُ أن أحكي لها نكتة ، فهي تضحك عند سماع أي نكتة حتى يكاد يغشى عليها ..
وقلت لها :
” محشش اشتكى للدكتور أنه كل يوم يرى، وهو نائم أطفالا بعمر شهرين يلعبون كرة القدم .
فقال له الدكتور : جرب اليوم ما تنام ..
فأجابه المحشش : مستحيل اليوم المباراة النهائية” .
وعندما لم تضحك أم صطوف قلت في نفسي: لا شك أن هناك مشكلة عظيمة وامراً خطيرا حصل لها ، فسألتها عن سبب همها وغمها ، فتنهَّدتْ تنهيدةً و زفرتْ زفرةً ، اهتزّت بسببها جدران المنزل ، وطار غسيل جارتها من على شرفة منزلها في البناية المقابلة ، وقالت لي :
هل علمْتَ أن “السورية للتجارة” ، ستبيع كميات كبيرة من الموز المُصادَر بسعر عشرة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد ؟!
قلت لها : نعم سمعتُ ، ولكن ما علاقة ذلك بالهمِّ الذي تعيشينه والغمِّ الذي يسيطر عليكِ ؟!
قالت : ليس هذا هو سبب همّي وغمّي ..
قلت لها : وما السبب إذاً ؟
قالت : الحكومة ليست مهمومة ولا مغمومة ، وهي تعلم أن الموظف الشريف لا يستطيع شراء الموز بهذا السعر !! .
وعندما لاحظت استغرابي وجحوظَ عينيّ ، قالت : عدم إصابة الحكومة بالهمِّ والغمِّ على حال الموظف ليس هو سبب همِّي وغمِّي أيضا ..!
وهنا تنفستُ الصعداء ، وحمدتُ الله على عدم ضياع عقلها ، وقلت لها : ما هو سبب همّك وغمّك ، أخبريني ؟!
قالت : أرغب بأن أصبح رئيسة وزراء ، ولكن لا أحد يهتم لرغبتي !!
وهنا هَمْهَمْتُ وحَمْحَمْتُ، وضربتُ كفاً بكفٍّ أسفاً على عقلها ، ونهضتُ أريد المغادرة فأمسكتْ بيدي، وقالت بلغة الأمر : إجلسْ ، فجلستُ ، وتابعتْ تقول : عدم تعييني رئيسة للحكومة ليس هو سبب همّي وغمّي !!
قلت لها : بحياة غلاوة ” أبو صطوف خبريني شو سبب همك وغمّك ” ؟!
قالت : سبب همِّي وغمِّي هو عدم معاقبة الوزراء الذين يَسْخَرُونَ من مشاعر الموظفين الشرفاء ، ومن مشاعر بقية الفقراء .. ثم سألتني : بذمَّتكَ ألا يسخر من مشاعرنا ومن عقولنا مَنْ يضع هذه التسعيرة ، ويعرضها للبيع ضمن مؤسسة من صلب عملها كسر الأسعار ؟!!
قلتُ لها : لا تحلفيني بذمتي ، ولا تحرجيني .. أنا ما بسترجي أحكي عالحكومة ..
ثم حكيتُ لها النكتة التالية :
كنت في الصف السابع “مبسوط ” بحفظ عبارات باللغة الانكليزية ..
فقلت لجدتي :
( I love you …. Do you love me ?)
” فقالت لي : بيتكم مَيدلُف يا عيني ؟؟
الحق على أمك .. لأ ، وأبوه بيسميها الحكومة » !!
فضحكتْ أم صطوف حتى كاد يغشى عليها ، وقام أبو صطوف يرقص لزوال همّها وغمّها .