كتاب الموقع
الحكومة في COMA
الدكتورة نازك بدير | اكاديمية واستاذة جامعية
أمام ما يشهده العالم من سباق تطوير الأسلحة {فرط- صوتية} ودورها في تغيير موازين القوى، واختبار الصّين صاروخا نوويًا يفوق سرعة الصّوت (في آب الماضي) ما شكّل مفاجأة للاستخبارات الأميركيّة، وفي ظلّ الإعلان عن استئناف ملفّ المفاوضات النّوويّة بين إيران والولايات المتّحدّة، هل يبقى قادة لبنان مجرّد روبوتات يتمّ التّحكّم بهم من الخارج، وعلى النّحو نفسه، يمضي أنصارهم روبوتات لهم؟
افتتحت الصّين مؤخّرًا أوّل متحفٍ للرّوبوتات الآليّة في العالم، منها ما يُحاكي ترامب وشخصيّات أخرى. بينما نجد في لبنان {روبوتات مفخّخة}. على هذه الأرض التي تضمّ مَن يدّعون الأخوّة، والعيش المشترك، ويتنازعون من أجل مكاسب فارغة، ويستهينون بالأرواح، والقيم، والأخلاق، تتحوّل الشّوارع إلى أماكن قابلة للانفجار في أيّ لحظة. تعيش على صفيح ساخن، وكأنّك لم تخرج قَطّ من العام 1975.
تلوّثت أيدي زعماء الحرب بالدّماء، ولمّا تغتسل بعد. نقلوا هذه {الجينة} إلى أتباعهم من بعدهم. وعوضًا عن الاشتغال على اكتشاف الطّاقات الشّبابيّة، وإبعادها من الانزلاق إلى الحروب، والحدّ من الهجرة، ومحاولة إيجاد فرص عمل عبر بناء معامل لإنتاج الطّاقة تجنّب المواطنين الغرق في العتمة، يبدو أنّ المسار يتّجه بشكلٍ حثيث نحو التّصويب على الخلافات، وإذكاء الأحقاد، واللغة الطّائفيّة، للعودة إلى زمن الفتن، في وقت يحتاج لبنان إلى خطّة طوارئ، وليس من الحكومة سوى اسمها (إنقاذ) الذي جرى في 14 تشرين كاد أن يجرّ البلد إلى حرب أهليّة جديدة، والحكومة في COMA بدلاً من أن تستنفر أجهزة الدّولة الأمنيّة قبل التّاريخ الموعود، وخلاله، ومن بعده، وتضرب بيد من حديد مَنْ يُشعل السِّلْم الأهلي، وتكون العين السّاهرة في الجوّ، قبل الأرض درْءاً لأيّ مجزرة قد تقع… كانت أشبه بــ(شاهد ما شافش حاجة!)
جبل القشّ لا يحتاج صهريجاً ليشتعل، يكفيه عود كبريت واحد. وهذا العود جاهز للقدح، ليس في الطّيونة- عين الرّمانة فحسب، إنّما في كلّ زاوية، ومفترق، وعند كلّ تقاطع، ما لم يتمّ التّجرّد الكلّي، الصّافي، الحقيقي من حقدٍ دفينٍ في النّفوس، أخفقت {سنوات السِّلْم} في غسْله.