علي محمد كوثراني | كاتب لبناني
شعب الله المختار، والأرض خُلقت من أجلهم، وكل من عليها هم بالنسبة اليهم خدماً لتلبية رغباتهم في الحياة، لان الآخرين بالنسبة اليهم هم مواطنون طبقة رابعة او خامسة. هكذا كان يرى اليهودي نفسه ، نتيجة العنصرية المقيتة التي يتمتع بها، والتي تتغلغل في كل شراينه، كل ذلك قبل وجود حزب الله.
نعم، فحزب الله هو الذي عمل على كي الوعي الصهيوني، وزرع افكار بعقل كل صهيوني، انهم ليسوا شعب الله المختار، وانهم هم مغتصبون محتلون عنصريون. وأيضاً وصلت بهم الحال إعتبار لبنان المقاوم الذي يمثله حزب الله، هو إنتحار وموت بالنسبة اليهم. إنّ المصداق على ذلك تظاهرة أقامها مستوطنون صهاينة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة بمحاذاة مستعمرة افيفيم، يطالبون فيها الحكومة الصهيونية بتلبية مطالبهم وتحسين ظروفهم، والا ليس لديهم الا خيار واحد، وهو الدخول الى الأراضي اللبنانية للانتحار.
أصبح المستوطن يعلم علم اليقين، أن حزب الله يعني الانتحار والموت، فهذه الأفكار لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة عمل جبار قام به حزب الله منذ النشأة الأولى، حيث بدأ بتوجيه الضربات تلو الضربات الموجعة للصهيونية، فأرغمته للخروج من بيروت والانسحاب والتقهقر الى الشريط الحدود. حينها كان حزب الله ثلة قليلة، ولكنها مؤمنة مخلصة، لديها اليقين بالله عز وجل ان الأرض يرثها عباد الله الصالحين.
وبعدها تعاظمت قوة المقاومة، وتعاظم شعبها، وأصبحت تتحرك كمنظومة كاملة متكاملة تبذل الغالي والنفيس من اجل العزة، ولا تتنازل عن اي حق من حقوقها ولا تهادن ولا تساير على حساب كرامتها. بذلت الدماء على طول الخط الممتد من الجنوب الى البقاع الغربي، فرويت الأرض بأطهر الدماء، إلى أن أزهر نصراً عزيزاً في آيار عام ٢٠٠٠. عندها كُسرت اسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأصبح مذلولاً مقهوراً على ايدي حزب الله. امتد الذل والتقهقر الى هؤلاء المستوطنين الذين رأوا بأنفسهم قتلاهم وخسائرهم.
وعادوا وعدنا في تموز ال ٢٠٠٦، حين أجمع العالم لكسر حزب الله وشعبه، وجمعوا حد العار وحد النار والسكين، وصالوا وجالوا علهم يستعيدون بعضاً من تلك هيبة الصهيوني التي فُقدت في لبنان، ولكن كانت يد الله فوق ايديهم. أعزت ونصرت شعباً لديه الاخلاص التام لتلك القيادة المسددة من عند الله تعالى. كنّا بحر الحرب والسيوف، وبر السلامة واللهوف، والحب الدفين. زرعنا رايات النصر على حدود فلسطين، وعندها باتت القدس اقرب من اي وقت مضى، واصبح زوال اسرائيل قاب قوسين او ادنى.
عندها علم كل المستوطنين الصهاينة الذين لا يملكون الولاء للارض، ان حزب الله يسير والرعب يسير امامه. وحيث يكون حزب الله، يكون الموت المحتوم بالنسبة اليهم، لانه لديه رجال هم مفتاح مدائن النصر في فلسطين، حين تطأها اقدامهم، والنصر مرسوم على جباههم لانه آت آت آت.