الحزب : فاوِضوني فأنا الأقوى .
ملاحظة : قام مكتب التحرير ببعض التعديل حيث ازلنا المزدوجين لكلمة الحزب ووضعنا كلمة ” اسرائيل ” بين مزدوجين ، ففي النص الأصلي وضع الكاتب كلمة الحزب بين مزدوجين و كتب كلمة ” اسرائيل ” بدون مزدوجين .
طوني عيسى | كاتب لبناني
يبدو الحزب وكأنّه حجز مقعداً ثابتاً إلى الطاولة، وبدأ ينادي الآخرين:
«أنا القوي… فاوِضوني على الصفقة». وطبعاً هو لا يخاطب الشركاء أو الخصوم في الداخل، بل القوى التي هي «أكبر منهم».
لم تنجح العقوبات الأميركية في إضعاف الحزب.
والحصار المالي والاقتصادي أوقع القطاعات كلها في مأزق وأحدث خناقاً لدى الشرائح كافة، فيما بقي الحزب يحصل على المال من إيران وموارد مختلفة.
وعملياً، هو وحده القادر اليوم على الصمود، ولفترات طويلة، وسط انهيار البلد.
حزب الله هو اليوم في ذروة إمساكه بأوراق القوة: من السلاح وقرار الحرب والسلم، إلى النفوذ داخل المؤسسات والمرافق والقطاعات، إلى التحكُّم بمسار المفاوضات مع ” إسرائيل ” والعلاقات مع سوريا وسوى ذلك.
وهذا المسار يتيح لـ الحزب أن يتحكّم بالاستحقاقات الآتية، أي إعادة تركيب السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وليس الحزب مضطراً إلى التفريط بأي من هذه الأوراق، مهما اشتدّت الضغوط عليه، لأنّ خطوط الدعم التي يتلقّاها من طهران تبقى متماسكة.
وهو سيستخدم هذه الأوراق للمفاوضة الآتية في المؤتمر التأسيسي الذي يريد منه صياغةً سياسة جديدة للنظام.
حزب الله هو الطرف الداخلي الوحيد الذي يضع اليوم شروطه على الطاولة في لبنان، ولا أحد ينتزعها منه.
وفي ظلّ المعطيات القائمة، ستطمح القوى الإقليمية والدولية إلى مفاوضته. وهذا ما فعله الفرنسيون عندما أفسح الرئيس إيمانويل ماكرون مكاناً للحزب في مبادرته، في قصر الصنوبر.
وإذا لم يطرأ في النهج الأميركي أي تغيير، فستكون إيران قادرة على المفاوضة بقوة، مباشرةً ومن خلال حلفائها في الشرق الأوسط.
وسيكون حزب الله قادراً على طرح الشروط ومفاوضة القوى الإقليمية والدولية من موقع القوة، فيما طموح أي قوة محلية أخرى أن تحافظ على رأسها، أو زعاماتها ومصالحها، لا أكثر.
الجمهورية