الحريري يُرشِح ولا يترشح؟
خالد عرار | كاتب واعلامي لبناني
ينتظر محازبو تيار المستقبل وأنصاره عودة الرئيس سعد الحريري قريبًا إلى لبنان، لإماطة اللثام عن موقفه الصريح والواضح تجاه العديد من الملفات السياسية وغيرها، لا سيما ملف الإنتخابات النيابية المقبلة، و إخراج هذا الموقف من دائرة التحليلات والفرضيات ورسم خارطة طريق ليس أمام تياره فحسب بل أمام بعض القوى السياسية الحليفة له وبعض الشخصيات ليبنوا على الشيء مقتضاه، خصوصًا لجهة رغبتهم الجامحة للتحالف مع تيار المستقبل الذي ما زال بنظر هؤلاء الأقوى على الساحة السنّيّة، بالرغم من الضجيج الفارغ الذي يحدثه البعض من خلال فتح المكاتب وإطلاق الشعارات الإنتخابية الممجوجة وحجز اللوحات الإعلانية العملاقة.
في هذا السياق، تقول مصادر إعلامية قريبة جدًا من الدائرة الضيقة واللصيقة بالرئيس سعد الحريري أن الأخير وفي فترة قريبة سيخاطب محازبيه وأنصاره عبر إطلالة متلفزة تنقل من مكان اقامته في الخارج تكون مخصصة فقط لكوادر التيار المركزيين ولمسؤولي التنسيقيات في المناطق وذلك في قاعة مقفلة.
تتوقع هذه المصادر أن يعلن فيها الرئيس الحريري عزوفه شخصيًا عن خوض الإنتخابات المقبلة، أما تياره فسيخوضها بقوة وسيشكل لوائح في جميع المناطق اللبنانية حيث يوجد قواعد شعبية له وبتمويل ذاتي من المرشحين، وسيكون في طليعة القوى السنّيّة الرابحة.
أما عزوفه شخصيًا فتشير المصادر يعود لشروط وضعتها أمامه بعض دول الخليج باستثناء السعودية التي يبدو أنها ذاهبة للتعاطي مع كافة القيادات السنية في لبنان باستثناء آل الحريري وبعض الشخصيات التي تقيم علاقات ودية مع حزب الله الذي تحمله الرياض مسؤولية هزائمها الميدانية وانكساراتها السياسية في كل الإقليم.
بالعودة إلى كل الشروط التي وضعتها بعض دول الخليج وفي طليعتها الإمارات العربية التي نقل إليها الحريري إقامة عائلته بشكل دائم والتي يدين لبعض مسؤوليها بمبالغ تقدر بمئات ملايين الدولارات، فهذه الدول قررت أن تساعد الرئيس الحريري على ترميم وضعه المالي المأزوم جداً جداً من خلال تسهيلات ضخمة أمام الشركات التي ينوي تأسيسها هناك.
بموازاة ذلك يبرز موقف رئيس الحكومة الرافض بشكل قطعي لأي فكرة تمدد في المناطق أو أن يكون له مرشحون خارج منطقة طرابلس ومحيطها، بالرغم من أنه قادر على ذلك وهو ممتلئ مالياً ويعتبر في هذه المرحلة والمرحلة التي ستلي الإنتخابات النيابية المقبلة، الشخصية السنّيّة الأبرز على الساحة اللبنانية لتولي رئاسة الحكومة خصوصًا بعدما زاد من عناصر قوته، وفي حينها أي بعد الإنتخابات النيابية المقبلة سنرى ميقاتي آخر خلافًا لما هو عليه اليوم، خصوصاً إذا توافقت ظروفه مع ظروف حليفه التاريخي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يسعى للوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية، حينها يتخلى الرئيس ميقاتي عن سياسة تدوير الزوايا التي يعتمدها حتى بموضوع توقف جلسات الحكومة منذ شهر حتى اليوم، بالرغم من الأزمات الهائلة التي يعيشها البلد.