قال مصدر مقرب من رؤساء الحكومات السابقين لصحيفة “الشرق الأوسط” إنّ ما أبدوه من ملاحظات تتعلق بدور الجيش لا يعني بأنهم تخلوا عن دعمهم للمؤسسة العسكرية، وتواصلهم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي سارع إلى تعزيز وجوده في طرابلس، واعتبر أنّ اختيار المجموعات المندسة لعاصمة الشمال للعب بأمنها واستقرارها، جاء عن سابق تصوّر وتصميم لأنّهم أرادوا توجيه رسالة للرئيس المكلف سعد الحريري بأن بيئته تنتفض ضده، وهي التي تسقطه، بخلاف اختيارها لبيروت التي تتداخل فيها القوى السياسية وليست صافية طائفياً كطرابلس التي تُعتبر البوابة للعبور إلى الكثافة التي تتمتع بها الطائفة السنية.
وأضاف المصدر: “فالشمال يحتضن أكثر من 48% من الطائفة السنية في لبنان، وهذا ما يفسر توجه المندسين إلى طرابلس لإسقاط الخطوط الدفاعية التي تقف في وجه المحاولات الرامية إلى استباحتها من جهة، ولتوجيه رسالة إلى الحريري ورؤساء الحكومة السابقين ومن معهم بأن مشكلتهم مع بيئتهم السياسية والطائفية قبل أن تكون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
وعليه، فإنّ الحريري – كما يقول المصدر – لن يسكت بعد الآن وهو يستعد لإعلان موقف في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يضع فيه النقاط على الحروف، آخذاً في الاعتبار ما ستؤول إليه المبادرة الفرنسية، مع أن الأولوية كانت وما زالت لتشكيل الحكومة باعتبارها الممر الإلزامي لإنقاذ لبنان.