مبارك بيضون | رئيس تحرير مركز بيروت للأخبار
لم يكن الوضع اللبناني بحاجة إلا إلى التقاط الاشارات الايجابية القادمة من خلف الحدود ليسير على سكة التشكيل، العوامل الداخلية تفاعلت مع هذه الإشارات لتولد حكومة لتدير الأزمات ريثما تحل الانتخابات القادمة، علها تكسر حالة المداورة والمراوحة في مقاعد البرلمان، ليبدأ الحل.
واخيرا خرجت حكومة الرئيس ميقاتي الى العلن بعد مخاض لأشهر سابقة دون إحتساب ما تركت من آثار سلبية على الواقع العام وخاصة على الطبقة الاجتماعية التي عانت ما عانته ، وما زالت تعانيه من عذابات أقلها الحصول على المواد الأولية ومشتقاتها . بالاضافة الى طوابير الذل على محطات المحروقات التي ما زالت تمتد دون أن تقطع أو تؤثر بأحاسيس كل من يعنيه الأمر .
إن حكومة الرئيس ميقاتي ما هي الا حكومة الأمر الواقع نتيجة تبدلات إقليمية ودولية واكبت فترة تأليف الحكومة أثناء الفراغ الذي ساد آنذاك مع العلم بأن عدم الثقة ما بين الطبقة السياسية والمنظومة الآنيّة كانت السبب الأساس في عدم الوصول إلى حكومة انقاذية تحتاج إليها البلاد . ناهيك عن أن التجاذبات الخارجية التي كانت تواكب كل تلك الفترة وتعمل على تذليلها ضمن معايير يمتلكها السياسيين الدوليين كُلٍ بحجم التأثير تجاه أفرقاء الداخل ومنها المبادرة الفرنسية التي كانت تسعى لإنقاذ ما تبقّى، وخاصة الحيلولة دون الوصول الى الارتطام و السقوط النهائي، مع العلم ان بعض موازين القوى كانت تؤثر بشكل مباشر على تلك المبادرة لأسباب لها علاقة بالانقسامات الداخلية المتفرّعة.
النفوذ الأمريكي المؤثر على شريحة داخلية والتي تعتبر أن أي خطة لا تتماشى مع ما تريده الدبلوماسية الامريكية لن تمر بأي سلاسة لولا بعض المعايير التي طغت و أجبرت المجتمع الدولي للتعاطي مع ما يحصل والذي حتّم عليها الدخول بشبه تسوية بانت خلال ما وصلت اليه الامور ، اضافة الى ذلك التناغم الايراني الفرنسي ولاسيما الاتصال بينهما حول انغام التسوية بين إيران والدول المعنيّة بالاتفاق النووي ومباحثاته الجارية في فيينا، مع العلم ان للخارج سبب رئيسي فيما آلت إليه الأوضاع الداخلية المأزومة مما جعل من بعض القوى أن تفتش عن حلول بعد مؤثرات وتداعيات ما حصل من سوء الأحوال وانعكاسها سلبا في الوقت الذي كان من المطلوب أن تكون تلك النتائج تصيب بيئة حاضنة لمكون اساسي في الداخل اللبناني إلى أن انقلب السحر على الساحر وبات الجميع على مقربة من جهنم تنتظر المزيد فما كان من أصحاب الشأن الا الذهاب الى حكومة شبه انقاذية لأن المطلوب عدم السقوط الكامل لأن الفوضى المتنقلة داخليا سوف تشعل حينها كل الطرقات المؤدية الى الحل و تصطدم بحائط مسدود ويترك البلد يتخبط دون مخلص لأن الجميع غير مكترث للوضع الداخلي اللبناني وليس هو الأولوية.