محمد صادق الحسيني | كاتب وباحث ايراني
قال الله في كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وَلِيُبْلِيَ المؤمنين منهم بلاءً حسنًا ان الله سميع عليم .
صدق الله العلي العظيم
يا شعب الجزائر الأبي العظيم …. يا شعب الاثني عشر مليون شهيد ……وهذا هو رقم شهداء الجزائر من سنة ١٨٣٠ وحتى سنة الاستقلال ، ١٩٦٢، هؤلاء هم من قتلتهم فرنسا الاستعماريه المجرمه ….ولكن شعب الجزائر البطل قد واصل انتفاضاته وثوراته حتى حقق الاستقلال التام ، سنة ١٩٦٢ .
الا ان جرائم فرنسا لم تتوقف ، ضد هذا الشعب العظيم ، اذ انها واصلت تجاربها النووية ، عنوَةً ، في مناطق عدة من الجزائر ، حيث بلغ عدد تلك التجارب ، التي اجريت فوق الارض وتحت الارض ، سبع عشرة تجربة لا زالت تأثيراتها على الشجر والبشر تفتك بكل شيء في تلك المناطق حتى اليوم .
كما لا زالت القوى الاستعماريه الصهيو اميركيه تواصل محاولاتها اليائسه للنيل من استقلال الحزائر وقرارها الوطني الحر الابي حتى يومنا هذا ، وذلك من خلال الضغط عليها باتجاهات عدة ، اقتصادية وسياسية ، لتحقيق بيع الاقتصاد الوطني الجزائري ( الثروات الطبيعية ) لشركات الدول الاستعماريه ، ولارغام الجزائر على تغيير موقفها المتماهي مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني .
الا ان هذا المشروع الصهيواميركي قد فشل قبل ان يبدأ ، خاصة بعد فشل واشنطن وتل ابيب في تحويل تونس الى قاعدة انطلاق لتنفيذ مشروع تدمير الدوله الجزائريه ، من خلال تأجيج الصراعات الداخلية واستخدام عناصر مرتزقة داعش ، الذين نقلتهم واشنطن من سورية والعراق ، في كل من مالي وبوركينا فاسو وشمال النيجر وتشاد وليبيا ، لتنفيذ هذه المهمه .
ومن المعلوم ان واشنطن وتل ابيب قد نسقت مشروع تدمير الجزائر هذا مع دولة المخزن المغربية واجهزة مخابراتها الامنيه والعسكريه ، وهو ما تجلى في الامر الذي اصدره رئيس وزراء دولة المخزن ، سعد الدين العثماني ، اواسط شهر ايار الماضي ، والقاضي بتخصيص ٢٣ هكتاراً من الاراضي الاميريه ، في منطقة جراده ، لبناء قاعدة عسكرية ستكون نسخةً اخرى عن غرفة عمليات الموك في عمان ، التي كانت تدير عمليات تشغيل مرتزقة داعش واخواتها في سورية ، بمشاركة ضباط اسرائيلين ، وعلى مدى سنوات عديدة .
وفي هذا الصدد اكد مصدر استخباراتي اوروبي ان رئيس اركان جيش الاحتلال الصهيوني ، الجنرال غادي آيزنكوت المغربي الاصل هو من يفترض تسلمه لادارة غرفة العمليات هذه .
الا ان التحرك الجزائري المضاد والاستباقي ، محلياً ودولياً ، وما تشهده الجاره تونس من تطورات ، قد اضطر قوى الارهاب الدوليه ، وتحديداً الموساد الاسرائيلي ، بالتعاون مع مخابرات دولة المخزن في المغرب ، الى اللجوء الى اسلوب جديد في الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الجزائري البطل ،الا وهو اشعال النيران والحرائق في غابات الجزائر ، التي احتضنت ثوار هذا البلد العظيم ، وكان لها دوراً اساسيا في انتصار الجزائر على الاستعمار الفرنسي .
ان سقوط ٢٨ شهيداً من افراد القوات المسلحة الجزائرية ، خلال مكافحة النيران ، في ٩٢ منطقة حرائق ، لهو استمرار في تقديم الشهداء على طريق حماية استقلال الجزائر وحفظ وحدتها وسيادتها على اراضيها .
لن تركع الجزائر ولن تستسلم لهول جرائمكم ….سوف تصمد وتنتصر ….سوف تترسخ وحدة شعبها الداخلية وجالياتها في المهاجر …. فها هم ابناء الجزائر في كافة انحاء دول المهجر يقفون مع دولتهم ، من خلال تقديم المساعدات الممكنه ، تماماً كما هب رجال الطوارئ والدفاع المدني الجزائريين ، المتقاعدين والموجودين خارج الخدمة ، لمساعدة اخوانهم رجال الاطفاء والطوارئ الذين يعملون ليل نهار على اخماد حرائق الاجرام في العديد من الولايات الجزائريه .
ستبقى الجزائر دولةً قويةً موحدةً وحصناً منيعاً يقف في وجه محاولات التمدد العسكري الاميركي الاطلسي في شمال افريقيا …. وسيبقى نسور الجو الجزائريون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على سيادة الجزائر او النيل من وحدة اراضيها ….. كما ستبقى اليد الطولى لابطال القوات البحرية الجزائرية وستبقى المبادرة الاستراتيجية في ايديهم ، حماةً لحمى الجزائر في المتوسط كما في الاطلسي ….
لا تتوهموا انكم اقوياء ولا تتوهموا ان بامكان الجنرال آيزنكوت حمايتكم او النيل من صمود الجزائر . ولا بد لكم ان تعلموا انه ضابط فاشل ، طوال حياته العسكريه ، كما لا بد من تذكيركم بانه كان اول الهاربين من جنوب لبنان ، في شهر ايار ٢٠٠٠ ، عندما كان قائداً للعمليات في قيادة الجبهة الشماليه ، واختتم سلسلة فشله في حربه على لبنان سنة ٢٠٠٦ ، وانتصار المقاومة الاسلامية اللبنانية على جيشه المهزوم وتدمير ما اطلق عليه اسم عقيدة الضاحيه لآيزنكوت ….اي عقيدة التدمير .
ولا بد ان تحيا الجزائر وتسقط مؤامرتكم وترتد حرائقكم الى نحوركم .