– الكلمة المفصلية لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر أمس تناولت الملفات الساخنة ، حيث أجاب السيد عن الكثير من الهواجس والأسئلة، مانحاً بعض الأمل بإحداث اختراق في الملف الحكوميّ المغلق، تاركاً بعض الضوء في ظلام الليل السياسي والاقتصادي المخيّم على لبنان واللبنانيين، مبشّراً رغم الصعوبات بإمكانية السيطرة على المرحلة الصعبة، داعياً القيادات لمغادرة الفئويات الضيقة والحسابات الصغيرة والحقد والكيد، والتطلّع لأحوال الناس ومعاناتها، والتعامل أخلاقياً مع هذه الأوجاع التي توحّد اللبنانيين.
– هؤلاء الذين بكتوون بنار الغلاء مع تجاوز الدولار عتبة الـ 17000 ليرة بعدما تمّ رفع الدعم عن السلع الغذائيّة وصار تمويل استيرادها يتمّ من السوق السوداء، وبينما لجأت المصارف لشراء الدولارات من السوق السوداء أيضاً لتأمين ما يلزم لسداد الـ 400 دولار التي تضمّنها تعميم مصرف لبنان بالنسبة لحقوق السحب الممنوحة للمودعين مع نهاية شهر حزيران بعد أيام قليلة.
– صحيفة البناء تناولت مقدمتها خطاب السيد نصر الله ، ونقلت عن مصادر في فريق المقاومة أنها أشارت لـ”البناء” إلى أن “خطاب السيد نصرالله حمل العديد من الرسائل إلى مختلف الأطراف لكن جوهر الخطاب نقطتان الأولى هي التحذير من تداعيات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على الوضع الأمني والسلم والاستقرار الداخلي في ظل محاولات خارجية للعبث بالأمن الداخلي، لا سيما أن السيّد بدأ خطابه بالأمن بالإشارة الى محاولة أميركية لزرع الشقاق والتحريض بين الجيش والمقاومة. وأنهى الخطاب بتحذير السياسيّين واللبنانيين عموماً من جر البلد الى مستنقع الحرب والفتنة الداخلية”. أما النقطة الثانية بحسب المصادر فهي “شرح موقف الحزب من كلام باسيل وتهدئة الشارع المسيحي – الشيعي الذي يتفاعل مع أي خلاف بين الطرفين. وكذلك الأمر أعاد التمسك بمبادرة الرئيس بري وسدّ أية ثغرة يمكن أن ينفذ منها المصطادون بالمياه العكرة بين حركة أمل وحزب الله”، ولفتت المصادر الى أن السيد نصرالله كان واضحاً بالتحذير من جر البلد الى التقسيم نتيجة تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية، حيث ستتزداد الأحداث والتوترات الأمنية ما سيدفع المجتمعات اللبنانية الى إقامة شبه استقلال ذاتي على المستوى الغذائي والخدمي والمالي”.
ورغم تأكيده على صعوبة المرحلة التي نمرّ بها والتي سيطول أمدها طويلاً، إلا أن السيد بحسب المصادر ترك باب أمل تمثّل بحل أزمة المحروقات التي تنعكس على كافة مجالات الحياة الاقتصادية والمعيشية اليومية للمواطن، وذلك من خلال إعلان السيد نصرالله بأن استيراد المحروقات ينتظر اشارة نهائية للتنفيذ.
ورأت المصادر أن الحصار الخارجي الاقتصادي على لبنان مستمرّ ويزداد خنقاً من الأميركيين وحلفائهم في المنطقة. وفي هذا الصدد تشير معلومات “البناء” الى أن هناك “ضغوطاً أميركية خليجية على الحكومة العراقية لعرقلة استيراد النفط الى لبنان مرجّحة أن يكون تأخير إنجاز الأمر سياسياً وليس تقنياً”.
واشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر رداً على كلام السيد نصرالله بالقول لـ “البناء” إلى أنّ الخطاب اتسم بالإيجابية ووضع الامور في نصابها ونحن دائما ننظر الى الأمور مع حلفائنا الى النصف الملآن من الكأس ومنفتحون على النقاش والحوار مع الحزب في كافة الصعد لا سيما الحكومة”. ولفتت المصادر ان “خطاب السيد نصرالله أعاد التأكيد على روحيّة التفاهم والتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله واسقطت أحلام البعض بأن هناك خلافاً بين الطرفين أو سقوط التفاهم”. وأكدت المصادر أن “باسيل مستعدّ للانفتاح على كافة الاقتراحات والأفكار وملاقاة ما طرحه السيد نصرالله حتى تأليف الحكومة وإنقاذ البلد من الانهيارات مع التشديد على ضرورة وضع خريطة إصلاحيّة واضحة على رأسها التدقيق الجنائي”.
وأشارت أوساط مطلعة على الملف الحكومي لـ”البناء” الى أن “لا حكومة في المدى المنظور، رغم الوساطات التي تحصل كون طرفين الخلاف متمسكين بموقفهما، إضافة إلى التعقيدات والضغوط الخارجية”. وكشفت الأوساط الى أن “الحل الحكومي توقف على عقدتي تسمية الوزيرين المسيحيين وثقة التيار الوطني الحرّ بالحكومة”، وشكّكت الأوساط بقدرة وصدقيّة الحريري بالتأليف إذا حلت هذه العقد، وكشفت أن الرئيس المكلّف لم يُجِب على سؤال أحد أطراف التفاوض مفاده إذا حلت عقدتا الوزيرين المسيحيين والثقة هل سيؤلف الحكومة؟ ما دفع بالمصادر لـ”التشكيك في أن الحريري يهدف الى تضييع الوقت واستنزاف العهد لاعتبارات خارجيّة فضلاً عن أنه يتهرّب من الانفجار الاجتماعيّ المقبل المتأتي من رفع الدعم عن أغلب السلع الأساسية والمحروقات والأدوية”.
– صحيفة اللواء كتبت تقول: أهم ما في الصورة ان اللبناني بات لا يصدق الا ما ترى عيناه.. فعيناه ترى اسعاراً تتغير بين الثانية والثانية، وان أصحاب «الحوانيت الصغيرة»، باتوا يتفوقون على أصحاب «المولات» أو «السوبر ماركات» فهم جاهزون لإعادة النظر مع «رنة» أي تطبيق، تجبر إلى جنوح الدولار، بات أشبه «بالثور الهائج»، لا يقف عند حدّ، وكأن الدولار، والمعنيين بتثبيت سعره، أو التلاعب به، أصبح بمثابة «الجلاد» الذي لا يرحم الشعب اللبناني العاجز..
وعيناه لا ترى الا طوابير من السيّارات، تمتد وتمتد على «مدّ عينك والنظر» كما يقال، طمعاً بالحصول على نتف من البنزين، لوفرة بسيطة ما دام سعر الصفيحة سيرتفع إلى ما فوق الـ70 ألف ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها، أي بدءاً من الأسبوع المقبل.
وعينا اللبناني تصدق ما شاهد، «البرادات» في المنازل، مع سائر الأدوات الكهربائية، معرضة للتلف، ودوران «موتورات الكهرباء» آخذ بالتراجع، فمن أين المازوت، وماذا عن اسعاره..
على الجهة السياسية، أهم من كل ما قيل أو يقال.. ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الأميركي انتوني ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان حول لبنان، لجهة احياء الشراكة، بدءاً من لبنان.
وقال: يجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة.
وأكّد لودريان ان باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن عرقلة حول الأزمة في لبنان، معلنا في المؤتمر الصحفي المشترك: نعم، نعلم من هؤلاء..
وفي تطوّر يعكس حجم التقاطع الأميركي- الفرنسي حول لبنان، لجهة مواجهة الفساد والضغط على الطبقة السياسية لتأليف الحكومة، بعيدا عن الضغوط والتأثيرات الإيرانية.
فقد التقى بلينكن الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه حيث تمّ البحث في كيفية التعامل مع النفوذ الروسي في المنطقة، والأزمة المستفحلة في لبنان.
واعتبرت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان إطلالة السيد حسن نصر الله بالامس لم تحمل معها مؤشرات واعدة لاخراج عملية تشكيل الحكومة من دوامة التعطيل المتعمد، بل أعطت انطباعا تشاؤميا باستمرار الدوران فى الحلقة نفسها الى امد غير معروف. ومن وجهة نظر المصادر فإن ما استوجب كلام نصرالله في هذا الظرف بالذات، هو للرد على موقف رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل الذي خاطب فيه الامين العام مباشرة ورمى في ملعبه كرة التشكيل بالكامل، بكل ما تختزنه من مكنونات العرقلة والتعطيل وانعكاساتها السلبية بالداخل والخارج على حد سواء.
وشددت على ان نصرالله الذي استعمل لغة تقاربية بالشكل وليست صدامية، رد كرة النار الى باسيل، باسلوب هادىء يحمل في طياته، رفضا قاطعا لهذا الاسلوب بالتعاطي معه، مبررا بأن اولويات وحسابات الحزب تختلف عن حسابات رئيس التيار الوطني الحر بالنسبة لملف تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن بالمقابل لوحظ ان نصرالله حاول تنفيس الحملة التي استهدفت باسيل بعد تفويضه لنصرالله بتحصيل حقوق المسيحيين في تركيبة الحكومة الجديدة، ولا سيما بالوسط المسيحي، وفاقت نقمتها ما اضر برئيس التيار الوطني خلال انتفاضة ١٧ تشرين الاول عام٢٠١٩، وتمددت لتطال العديد من رجال الدين المسيحيين هذه المرة.. وخلصت المصادر الى القول بأن كلام الأمين العام لحزب الله ابقى علاقات الحزب مع سائر الاطراف الأساسيين المعنيين بعملية التشكيل متوازنة وفي موقع متقارب من بعضهم البعض. كما تضمن كلام نصراللة، حيزا من القلق جراء تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية وبدا متهيبا لما يمكن ان يتسبب فيه من تداعيات خطيرة على الوضع العام بالبلد. والملاحظ ان اطلالة نصرالله كان سبقها بساعات صدور بيان مشترك أميركي فرنسي، يتناول ازمة تشكيل الحكومة وتعقيداتها ويحمّل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية مباشرة عن تعطيل تشكيل الجديدة، وما يعنيه، وما يمكن ان يتسبب به سلبا او ايجابا على لبنان.