التقرير السياسي ٧-١١-٢٠٢١ العراق في الفوضى ولبنان على الطريق،
ميخائيل عوض | كاتب وباحث
ماذا تريد السعودية وماذا تفعل امريكا؟؟
ليست مصادفة ان تعلن السعودية والامارات حرب ظالمة شعواء على لبنان دون ذنب ارتكبه وبذريعة ماجاء في مقابلة الاعلامي قرداحي قبل شهرين من توزيره فالمبررات تعامل كذريعة تافهة لا تبرر ولا تجيز التصعيد والحرب الدبلوماسية والاعلامية والاقتصادية على الدولة والشعب اللبناني وفي ازمته الخانقة الانهيارية، وعليه فوراء الاكمة ما ورائها، وللحملة التصعيدية اهداف اخرى غير ما اعلنته السعودية والامارات وشقيقاتها وادواتهم في لبنان والفضائيات الصفراء.
في التصعيد الجاري في العراق وسقوط ضحايا وجرحى جراء التصادم مع القوى الامنية في المنطقة الخضراء ثم في محاولة اغتيال الكاظمي رئيس الوزراء العراقي مؤشرات وتطورات خطيرة ونوعية تكشف خلفيات التصعيد السعودي واستهداف لبنان بالتساوق مع استهداف العراق واحداثه الامنية الخطيرة .
فالى ماذا تسعى السعودية؟ وماذا تريد امريكا؟؟
السعودية مازومة في اليمن وهزيمتها المذلة باتت قاب قوسين بعد تحرير مارب المحافظة الاكثر اهمية وبسيطرت الحوثين عليها تحسم حرب اليمن واتجاهاتها وتتقرر هزيمة مجلجلة ومذلة للسعودية وحلفائها ما سينعكس حكما في تصاعد الازمات والتوترات السعودية الداخلية وما اكثرها وقد صعدت نذر لتجميع وتفعيل ونشاط الجماعات الاسلامية المسلحة في السعودية من تشكيلات السروريون والاخوان والقاعدة وداعش والوهابية القديمة المستهدفة من بن سلمان، فللسعودية مصلحة بخلق ازمات في لبنان والعراق للتغطية على الفشل ولابتزاز ايران وحزب الله واستدراجهم للتفاوض وللضغط على الحوثيين لتامين مخرج يحفظ ماء وجه بن سلمان في اليمن الامر الذي رفضته ايران واعلنت السعودية وقف التفاوض مع ايران في بغداد.
والمصلحة الامريكية وهي مهزومة ومنسحبه من وسط اسيا مذلولة في افغانستان مصلحة في تفخيخ العراق وسوقه الى تجديد الحروب الاهلية وخاصة الشيعية الشيعية لاستنزاف ايران وكسر شوكتها وجر حزب الله والفصائل الى اتون حروب عبثية في العراق وعلى حدود ايران وفي بنيتها ومع شيعة العراق.
لامريكا نفوذ وهيمنه في الدولة والجيش العراقي وفي الكرد والسنة وقد طوعت داعش والارهابيين وحمتهم وتسلحهم لتشغيلهم من جديد في العراق وتستفيد امريكا من الفوضى في العراق في التغطية على هزيمتها وانسحابيتها وتستثمر فيما تبقى من ادوات ومرتزقه في العراق وسورية ولبنان.
هل ستنجح امريكا والسعودية في تحقيق غاياتهم..؟
تجزم المعطيات المادية وميزان القوى وتحولات التوازنات وتؤكد انها ستهزم ايضا ولن تستدرج حزب الله للضغط على الحوثيين ولن تحصد في لبنان اية نتائج فقد حزم حزب اله امره وقرر خوض الحرب على النفوذ الامريكي في الدولة والمؤسسات والمجتمع وسيهزم امريكا لتوفر كل الشروط والظروف والاسباب ولضعف ادوات امريكا وانهيارها واولى الجولات تحققت مع اضعاف القوات اللبنانية وكشفها بعد كمين الطيونه وتحرك القضاء العسكري ووضع يده على الملف وتسريع الاستدعاءات والمحاكمات.
في العراق الامر اكثر خطورة فايران واذرعها وحلفائها متورطون ولهم ارتكابات كثيرة وهم جزء من منظومات الافقار والفساد وليس لهم دور نوعي في تحقيق المصالح الوطنية والقومية للعراق وتحريره من الاحتلالات بل تشاركوا مع الامريكي في العملية السياسية ويتحملون مسؤليات الازمات والانهيار والافساد بينما على العكس كان لحزب الله والمقاومة الاسلامية الدور المحوري في تحرير لبنان من الاحتلال ومواجهة وكسر الارهاب الاسود وتخلي طوعي عن الشراكة في الحكومة وفسادها على عكس الكائن في العراق.
بينما تبدو الامور تميل بقوة كفتها لصالح حزب الله وحلفائه في لبنان، ترتسم صورة وتوازنات مختلفة في العراق فالموازين تبدو في غير صالح فصائل الحشد المحسوبة على ايران.
بكل حال وكيفما سارت الامور يمكن الاستنتاج ان العراق سيكون متفجرا وساحة تصفية الحسابات ومحاولات الثأر السعودية الامريكية من ايران ومحور المقاومة … ولبنان سيكون ساحة لحسم الصراع وتقرير توازنات جديدة فيه وفي المنطقة والاقليم.