بما يمثل هزيمة مدوية لمشروعه ، انهى حلف الناتو وفي طليعته القوات الأميركية عشرين عاما من احتلال أفغانستان واتم بالأمس انسحابه بمغادرة آخر وحدات المارينز لمطار كابول عشية إنتهاء المهلة المقرّرة صبيحة اليوم ، ودخل مطار كابول رسمياً تحت مسؤولية حركة طالبان بعدما رفضت الحركة مشروعاً أميركياً تركياً بأن تتولى القوات التركية مسؤولية أمن المطار.
– محليا ، خرقت مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم جمود الملف الحكومي ، الذي يعمل على إيجاد مخارج للنقاط العالقة ، وهو التقى في الساعات الماضية أكثر من مرة الرئيسين عون وميقاتي واستمع لوجهة نظر كل منهما فيما يتعلّق سواء بالحقائب او الاسماء التي تُعتبر عالقة.
– مصادر قناة المنار قالت بأن نتيجة حراك اللواء ابراهيم الى الآن هي حصر ما يعيق انجاز التأليف بجزئية محدودة وأن الاشارات والمؤشرات الايجابية حول امكانية ولادة الحكومة موجودة ونحن في ربع الساعة الاخير ولكن لا يمكن حسم نتيجة الامور فالعبرة دائما بالخواتيم والحكومة تولد حين يُعلن ذلك رسميا.
صحيفة الأخبار تناولت الإنسحاب الأميركي من أفغانستان وكتبت تقول: سريعاً، تَحوّل الانسحاب الأميركي من أفغانستان إلى كابوس ربّما لم يكن يخطر في بال مهندسي عملية الجلاء. كابوسٌ لن يكون من الممكن التخلّص منه، فيما جلّ ما سيمكن جو بايدن القيام به إزاءه، خلال الفترة المتبقّية من رئاسته، قبل الانتخابات النصفية في عام 2022 وبعدها، هو التخفيف من وطأته على إدارته، وعلى حزبه، وعليه شخصياً. هكذا، لن يتمكّن بايدن من إعلان انتصار، ولا من إلقاء خطاب يشكر فيه هذا أو ذاك، بل سيسعى لطمس حقيقة الهزيمة المدوّية، بعد هروب سريع لعسكريّيه ودبلوماسييه من كابول
اليوم، تُنهي إدارة الرئيس جو بايدن انسحاب القوّات الأميركية من أفغانستان، مُخلّفةً وراءها إرث عشرين عاماً من الاحتلال الذي أبت أن تقفل عليه إلّا بارتكاب جريمة جديدة، بعدما شنّت، أوّل من أمس، غارة بطائرة من دون طيّار أدّت إلى مقتل تسعة مدنيين أفغان، بينهم أطفال. تطوّرٌ جاء بينما كان بايدن يتوجّه إلى قاعدة جوّية في ولاية ديلاوير، للمشاركة في نقل رفات 13 جندياً أميركياً قُتلوا في الهجوم الانتحاري الذي شنّه تنظيم «داعش» على مطار كابول قبل أيام. وإذ أعلن المتحدّث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان أن الغارة «عطّلت تهديداً وشيكاً لتنظيم الدولة – ولاية خراسان» ضدّ مطار كابول، فقد اعترف، ضمناً، بسقوط ضحايا مدنيين، بإعرابه عمّا وصفه بـ«الحزن العميق إزاء أيّ خسائر محتملة في أرواح الأبرياء».
في المحصّلة، ستنتهي الرحلات الجوّية الأميركية، التي سمحت بإجلاء أكثر من 120 ألف شخص عبر مطار كابول، اليوم رسمياً، مع انسحاب آخر القوّات الأميركية. إلّا أن الفوضى التي صاحبت الانسحاب، تروي قصّة أخرى. وبمعزل عن الوضع على الأرض في أفغانستان، فالأكيد أن ما جرى سيترك آثاراً بالغة السلبية على بايدن وفريقه للأمن القومي في الوقت الذي سيُضاعف فيه تحفّزَ خصوم أميركا وأعداءها للمضيّ بعيداً في مواجهتها. واقعٌ تطرّق إليه العديد من المحلّلين الأميركيين، معتبرين أنه بالرغم من تكرار بايدن وضع اللوم على الاتفاق الذي عقده سلفه، دونالد ترامب، مع «طالبان»، إلّا أن التاريخ سيتذكّره على أنه أساء إلى الأفغان وإلى حلفائه الداخليين والخارجيين، بسبب طريقة سحب قوّاته.
«بايدن يترأّس رحيلاً مخزياً»، قال إيشان ثارور، في صحيفة «واشنطن بوست»، لافتاً إلى أن كلّ التطوّرات، منذ بدء الانسحاب الأميركي، تشير إلى حقيقة واحدة، وهي أن «الولايات المتحدة فشلت في هزيمة طالبان، وفشلت في إقامة ديمقراطية فاعلة في بلد أنفقت فيه كمّيات هائلة من الدماء والأموال، وفشلت في إحباط (ويمكن القول إنها ساعدت في تأجيج) انتشار الجماعات المتطرّفة، وفشلت حتّى في المغادرة بشروطها».
صحيفة البناء كتبت تقول : ما بعد الانسحاب الأميركي والغربي من أفغانستان ليس كما قبله، واليوم أفغانستان وغداً سورية كما قالت مجلة “فورين بوليسي”، وغداً العراق كما قال قادة فصائل المقاومة في العراق، بينما عجزت قمة بغداد الإقليمية بسبب التوتر في العلاقة الأميركية الإيرانية وغموض مستقبل الملف النووي الإيراني من جهة، واستبعاد المشاركة السورية من جهة مقابلة، عن التأسيس لنظام إقليمي جديد يملأ الفراغ الناجم عن التراجع الأميركي.
أما في لبنان، فعلى إيقاع الأزمات المتنقلة تحصد المزيد من الموت، ينام اللبنانيون على العتمة، على أمل كهرباء يفترض أن تضيء منازلهم مع بدء التشغيل بالفيول العراقي، وبعدما تحققوا من أنّ المازوت حلّ مؤقت لكنه مع حالهم المعيشية اليوم صار فوق طاقتهم على بلوغه، عندما يتمّ رفع الدعم، ليبقى الحل بإعادة التوجه نحو تشغيل معامل الكهرباء وحلّ أزماتها، بالسعي للحصول على أمثال مشابهة للمساهمة العراقية التي لا ترتب على لبنان نزيفاً في العملات الصعبة، بينما الطريق الذي بشرت به السفيرة الأميركية باستجرار الكهرباء من الأردن أمامه الكثير من التعقيدات، عدا عن عدم التحقق من جدية الكلام عن استثناء الاستجرار من العقوبات الأميركية، فالاستجرار تعيقه الأضرار اللاحقة بأكثر من ثمانين برجاً لنقل الطاقة جرى تدمير أغلبها في جنوب سورية بالإضافة الى الألغام التي زرعتها الجماعات الإرهابية تحت مسار الخط الكهربائي،، كما كشف وزير الكهرباء السوري غسان الزامل، كذلك تعيق عملية استجرار الغاز من مصر عمليات التحقق من كونه مصرياً وليس غازاً “إسرائيلياً” بعنوان مصري، كما تقول مصادر سوق الغاز العالمية، التي تتحدث عن أنّ مصر لم تعد تملك فائضاً للتصدير بل هي تشتري لاستكمال تغطية كامل حاجاتها المتزايدة الغاز من “إسرائيل”.
وتعيقه كذلك حالة الأنابيب في جنوب سورية وما لحقها من أضرار، والبحث في ما إذا كانت سورية وفق خارطة الإنتاج الكهربائي قادرة على امتصاص الكمية الواردة الى جنوبها، وقادرة بالتوازي على التخلي عن كمية موازية من الشمال، وهذا هو الأسلوب الذي تتمّ فيه عملية استجرار الكهرباء الأدرنية والغاز المصري عبر سورية، اضافة طبعاً للشق السياسي الذي يتوقف على قرار أبعد مدى من الحسابات التقنية والاقتصادية، على أهميتها، وهذا القرار يرتبط بطبيعة التوجه الذي سترسمه القيادة السورية للتعامل مع الاستثناءات الممنوحة من عقوبات قانون قيصر، بعد ثبوتها، بين الإصرار على رفع كامل للعقوبات أو التعامل واقعياً مع تجزئتها، وفي حال التعامل مع التجزئة، ما هي البنود التي ستطلب سورية إخراجها من العقوبات لقاء القبول بالاستثناءات المعروضة، وكيف ستنظر سورية للطلب، لبنانياً أم أردنيا أم مصرياً أم مثلثاً، والمستوى السياسي المطلوب للتفاوض حول التعاون في ملف الكهرباء والغاز، وفقاً لما تقوله مصادر متابعة للملف وما قاله وزير الكهرباء السوري الذي أعلن أنّ الأمر يتوقف في النهاية على القرار السياسي مضيفاً “لا أميركا ولا أي بلد يفرض على سورية ما تريد فعله”، مشدّداً على أنّ “العمل يكون وفق المصلحة السورية العليا ونرى ما الأنسب وما يحقق مصلحة الوطن وبناء عليه نتصرف”.
تأمين تشغيل الكهرباء بأقلّ نزيف للعملات الصعبة، هو الحلّ الوحيد كما يقول الخبراء، لتخفيض الطلب على المازوت، والسوق السوداء، والطريق المتاح هو استيراد الفيول من إيران بالليرة اللبنانية، والسعي لتكرار المساهمة العراقية من العراق والسعي مع غير العراق، والتوجه بصدق نحو سورية للتشاور في شكل التعاون المناسب للبلدين بمعزل عن قضية الاستجرار، بحسابات وطنية خالصة وليس ببرمجة أميركية لن تقبلها سورية، ولا تليق بلبنان واللبنانيين.
البحث الجدي مع سورية يحتاج حكومة، لكن لا شيء يمنع البدء الآن ولو بمبعوث رئاسي ووزراء مختصين من حكومة تصريف الأعمال، أما الفيول العراقي الذي تأخر استثماره بسبب البطء الذي تتحمّل مسؤوليته وزارة الطاقة، كما يؤكد الجانب العراقي، فقد آن أوان استثماره العملي، تبقى سفن المقاومة التي تحمل معها بارقة الأمل وقد اقتربت ساعات الوصول، بانتظار ان يكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطط توزيعها وما يليها
صحيفة اللواء كتبت تقول : عاش الوضع الحكومي ما يشبه الكوما خلال الايام الثلاثة الماضية، حيث لم تُسجل اي تطورات جديدة ولم يعرف متى سيزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي القصر الجمهوري مجددا للبحث في الملاحظات المتبادلة على التركيبة الحكومية التي قدمها الرئيس ميقاتي للرئيس عون.لكن علمت «اللواء» ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم دخل على خط الاتصالات بين الرئيسين منذ يوم الجمعة وهو يتولى ايضاً جانباً من مساعي إيجاد المخرج للنقاط العالقة التي ما زالت دور حول حقائب الخارجية والداخلية والدفاع والعدل والشؤون الاجتماعية لجهة التوزيع المذهبي للمسيحيين وتسمية بعض لوزراء لها.
وفي هذا السياق، عُلِمَ ايضاً انه لم يتم حسم توزيع الحقائب الثلاث المخصصة مبدئياً للروم الارثوذوكس، هل تكون نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير الاقتصاد ووزير الشؤون الاجتماعية او سواها، بحيث انه اذا تولى الخارجية ارثوذوكسي سيتم تغيير طائفية إحدى الحقائب المذكورة الاخرى. لكن شبه الثابت ان حقيبة الدفاع ستكون من حصة الارثوذوكس والرئيس عون، لكن لم يعرف ما اذا كان سيتولاها العميد المتقاعد موريس سليم ام شخصية اخرى مع ان العميد سليم كان في جو توزيره منذ مدة وقبل تداول اسمه في الإعلام.