أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى أنه “عندما ربط السياسيون بين عبادة الله والمكان تشوّه الميثاق الوطني، ميثاق العيش معاً والمشاركة بالمساواة بين الحكم والادارة وغدونا في اللا عدالة والعداوة وإقصاء بعضنا البعض عن مائدة خدمة الشأن العام”.
وفي عظته خلال قداس الاحد من الديمان، لفت الراعي الى أن “السياسيين في لبنان لم يغيروا تصرفاتهم بعد مؤتمر باريس، 4 آب، ولا بعد تسخين جبهة الجنوب لحرف الأنظار عن قداس شهداء جريمة انفجار مرفأ بيروت الذي اتّخذ أنظار العالم”، متسائلا :” كيف ستقنعون شعبكم بأنكم تريدون خيراً ولا تكترثون لمؤتمرات تُعقد لدعم الشعب اللبناني، لا بل كيف ستقنعون أنفسكم بأنكم على قدر المسؤولية بعد الإنهيار الذي أوصلتونا اليه”.
وتوجه الى السياسيين بالقول :” ألا تخجلون من أنفسكم بسبب عدم تشكيل حكومة حتى اللحظة لا بل تتناتشون الحصص الوزارية في ظلّ معاناة الشعب، والصلاحيات لم تكن يوماً معيار قوة أو عجز عن تشكيل الحكومة، لذا ندعو كل من لديه صلاحيات بأن يتحمّل مسؤولياته لإنقاذ الشعب اللبناني”.
واضاف :”نقف الى جانب أهلنا في الجنوب الذين سئموا الحرب، ونشجب اختراق اسرائيل للقرار 1701، ونطالب بأن يكون قرار السلم والحرب بيد الشرعية”، مذكرا بأن “لبنان لم يوقع يوماً معاهدة سلام مع اسرائيل، لكن لبنان لا يزال يلتزم بوثيقة الهدنة الموقّعة عام 1949 وفي طور مفاوضات لترسيم الحدود البحرية ولا نريد أن يورطنا أحداً بحربٍ لديها ارتداداتٍ مُدمّرة”، داعيا “الجيش اللبناني الى منع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية لأننا تعبنا من الحرب والدمار، من أجل التواجد مرحلة انتقال الى منطقٍ واحد ألا وهو منطق السلام”.