غريباً كان وزير الزراعة عباس الحاج حسن، أمس، على مائدة إفطار السفير السعودي وليد البخاري ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري. مائدة «طويل العمر» لمّت «السياديّين»، وفي مقدمهم ميشال سليمان (صاحب شعار عاشت المملكة العربية السعودية) وأمين الجميل وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وسمير جعجع، في حضور الرعاة الدوليين، تتقدّمهم سفيرتا واشنطن وباريس. على رأس هؤلاء جميعاً كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لم يراع البخاري الأصول الدبلوماسية بزيارته في السرايا الحكومية، ففضّل عوضاً عن ذلك الزحف إلى اليرزة لأن البلد الغارق في العتمة «نوّر» بعودة سفير المملكة، على ما صرّح ميقاتي الذي «ظفر» بخلوة مع البخاري على هامش الإفطار، وزفّ إلى اللبنانيين «بشرى» بأنه سيزور السعودية «قريباً… خلال شهر رمضان المبارك»، مذكّراً مجدداً بأن «اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة السعودية».
الحديث حول المائدة لم يتعدّ العموميات وساده كثير من النوستالجيا. أدلى كل من الحاضرين بدلوه ترحيباً بالعودة الميمونة، مستذكراً مكرمات مملكة الخير على البلد الذي تكاد تخنقه بالحصار، فيما أكّد السفير للملتفّين حوله «أننا لا يمكن أن نترك لبنان»، وأن ما حدث «غيمة صيف عبرت».
علناً، جال البخاري نهاراً على المرجعيات الروحية مستثنياً المراجع الرسمية، فزار كلاً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ علي الخطيب وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
وفي المعلومات أيضاً أن البخاري سيرعى، في الفترة المقبلة، اجتماعات للمّ شمل الحلفاء الذين فرّقتهم الملفات الداخلية، وإعادة تجميعهم من جديد في مواجهة العهد وحزب الله، تمهيداً لفترة ما بعد الانتخابات وربطاً بالاصطفافات والتحولات التي تشهدها المنطقة.