العميد الركن ناجي الزعبي | كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعسكرية .
في البدء كان ابو عبيدة والمقاومة وغزة وشعبنا الفلسطيني واحرار العالم وفي النصر كان ابو عبيدة وغزة مرفوعة الرأس والهامات ، دكوا تل ابيب مرات ومرات ولازالت اياديهم على الزناد وفرضوا شروطهم وكلمتهم العليا .
يترقب العدو الصهيوني تقرير فينو غراد اخر يعلن سقوط نتن ياهو وسجنه ، والاهم والاخطر سقوط مشروع العدو الصهيوني برمته ومبررات وجوده ودعمه ، فقد تجاوز المدة والفرصة الاخيرة التي منحت له ولنتنياهو ليقدم شيئاً وانجازاً من اي نوع يحفظ ماء الوجه ويعيد نظر بايدن وادارته باعادة استخدام العدو في الوظائف والمهام العسكرية التي وجد من اجلها والتي اثبت سابقاً عجزه عن ادائها مما اضطره للبحث عن سيناريوهات متعددة كصفقة القرن والكونفدرالية لانقاذ نفسه واعادة انتاج دوره لكنه في نهاية المطاف عجز عن مجابهة غزة المحاصرة ذات المساحة الصغيرة وعدد السكان المحدود، وعجزت قببه الحديدية ومنظومات دفاعه الجوي في مجابهة صواريخها وطائرتها ، وعجز العدو عن القيام بهجومه البري الذي توعد به بسبب روح الفداء والمقاومة والكورنيت – السوري – الذي استخدمته فصائل المقاومة باوامر من غرفة عملياتها – الموحدة- والمنسقة مع غرفة عمليات محور المقاومة . واثبت ذلك كله ان المقاومة قد صنعت منعطفاً وتحولاً تاريخياً وانتزعت زمام المبادرة ولابد.
لقد هددت المقاومة وحددت زمان الرد ان لم يرتدع العدو ويتوقف عن تهديد اهلنا بالشيخ جراح وبالاقصى ونفذت تهديدها وكانت لها اليد العليا فشّلت الحياة الاقتصادية والسياسية والعسكرية ومطارات وموانئ العدو وسمائه وبحره وترابه على كافة مساحة التراب الفلسطيني وفي كل بقعة من فلسطين المحتلة وتسبببت بخسائر بعشرات المليارات وسددت صفعة مهينة لصناعة الاسلحة لدية وفقدان الثقة به كقوة فاعلة من اي نوع ،
( فكيف لو شارك محور المقاومة بفاعلية وبشكل مباشر).
كان استخدام الكورنيت السوري من قبل -القسام -جسراً لترميم العلاقة بسورية التي اعلن رئيسها الاسد بلقائه بوفد الفصائل الفلسطينية عن فتح سورية
(لكافة الفصائل المقاومة بغض النظر عن اسم الفصيل )
في تصريح بمثابة ضربة معلم ، خاطب به الاسد نهج المقاومة الفلسطينية والعربية واعلن دعمه لهذا النهج ، فرد عليه اسامة حمدان بتصريح بادله الترحيب بالترحيب الامر الذي اشاع مناخات ايجابية وقلب صفحة سابقة شابها الكثير من التوتر ، وخاطب الداخل والشعب والناخب السوري والساحة اللبنانية التي شهدت توتراً صاحب العملية الانتخابية ، والوطن العربي واميركا والعدو الصهيوني والحكام العرب المرعوبين والمرتهنين بالحضن الصهيوني والعالم معلناً ثبات سورية ومواصلتها نهج دعم المقاومة ، ومناهضتها للمشروع الاميركي .
قطع تصريح الاسد الطريق على المشروع (الاسلاموي التركي القطري المصري والاردني الرسمي) واعلى كلمة المقاومة والبندقية والكفاح المسلح مجتاحاً بذلك سيناريوهات التآمر والاستسلام والالتفاف على النصر
كانت المعركة هزيمة للعدو ونهج الاستسلام والرضوخ والعمالة المسماة تطبيع وكنست الادران والعملاء والاحقاد واجتاحت الغام المؤامرات والفتن ومشاريع التجزئة وبعثت روح الكفاح والنضال والمقاومة ووضعت فلسطين في واجهة الحدث ، واكدت وحدة شعبنا الفلسطيني تحت راية المقاومة في فلسطين وبكل ارجاء العالم وبعثت بشعبنا العربي روح المقاومة والنضال ونحّت روح الهزيمة والمهزومين ، وسلحت المقاومة بتجربة بالغة العمق والاهمية تمهيداً لتحرير كافة التراب الفلسطيني واكدت الترابط العضوي بين كل اجزاء فلسطين .
ان العدو الان امام حقيقة ثابتة بأنه ازاء مقاومة موحدة تؤمن بخيار التحرير ، وبمجابهته محور المقاومة بأسرة ، وحاضنة شعبية فلسطينية ، وعربية ودولية ، وبأن المقاومة تتأهب لتوجيه رد صاعق في حال خرق العدو لشروط الهدنة ، وبأنه بانتظار تحولات نوعية في موازين القوى لمحور المقاومة ، ازاء انحسار لا يخفى في المشروع الامبريالي الاميركي والصهيوني يمهد لكنس العدو برمته .