مقالات مختارة

الإقليم الساخن… ينتظر الحلول الدوليّة

فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية

تتسارع الأحداث الدولية بشكلٍ سريعٍ في المنطقة، ويبدو أن الأمور تتجه يوماً بعد يوم الى التصعيد بين دول الإقليم المتصارعة، والتي تفرضُ نفوذها في المنطقة حيثُ التخاصم دائماً سيد الموقف فيما بينها.

وليس بعيداً عن ما يجري، فإن المشهد في اليمن يزدادُ سوءاً حيث العمليات العسكرية والحرب التي تفرضها السعودية على اليمن، والتي تشهدُ وتيرةٍ عالية من التصعيد بين الطرفين. واذ طالب كل من الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا بوقف إطلاق النار في مأرب، على وقع الحراك الديبلوماسي الذي تقوم به السعودية لوقف المعركة، تزامنًا مع تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية التقدم على جبهات مأرب والمناطق المحاذية لها، حيث وصلت في اليومين الماضيين إلى نقطة مثلث الفلج ما يجعلُ نقطة الفلج الأمنية مكشوفة نارياً خاصة بعدما سيطرت قوات الجيش واللجان الشعبية على سلسلة جبال البلق الشرقية.يُذكر أن حرب اليمن أثرت بشكلٍ كبيرٍ في ميزانية السعودية، وكانت ضمن مقدمة الحسابات المتعلقة بالميزانية المالية ، حيث أعلن وزير المالية محمد الجدعان عن خفض قيمة الانفاق العسكري حوالى 10.2 ٪ والذي بلغ عام ٢٠٢٠ أكثر من 201 مليار ريال فقط على قواتها في الداخل اليمني، بينما تزايد بشكلٍ أكبر في العام2021.

كل ذلك لا يمنع المتقاسمين ولا الديبلوماسية المناطة بهم باستمرار المباحاثات في المنطقة ولا سيما (الإيرانية – الأوروبية) حيث لقاء فيينا بين إيران والدول الأوروبية من أجل مناقشة ملف إيران النووي، أم على صعيد دول الخليج وجولة محمد بن سلمان على تلك الدول. فكلٌ يسعى سعيه ليصل الى نتيجةٍ تخوله التقارب مع محافظة كلٍ منهما على الانتصارات التي حققها في المنطقة.

أما طهران فهي تسعى الى خوض المعركة والاستمرار في خوضها حيث تبني كل قواعدها ضمن إطار الانتصارات التي حققتها في المنطقة، كما أن السعودية أيضاً تحاول إيجاد مخرجٍ لائق لها بعد أن تكبدت خسائر فادحة على مدى سبع سنوات بحربها على اليمن، كل ذلك لم يمنعها من المحاولات التي تسعى من خلال الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا بتذليل بعض العقبات بينها وبين إيران والتي ينتظر أن يبنى عليه شكل هذا التقارب فيما بين الدولتين.

ومع هذه الضغوطات والتحركات التي تشهدها الساحة الدولية والإقليمية، يبقى لبنان أرضاً خصبةً لهذه الصراعات والمشاورات، ريثما يُتخذُ القرار الحاسم الذي يُفضي الى حلحلة بعض الأزمات التي أطاحت به بشكلٍ كبير، وجعلت منه بلداً منهاراً بكل ما للكلمة من معنى بسبب إحتكامه لقرارات وضغوطات الخارج، وإنصياع وإنحياز بعض من في الداخل لهذه القرارات الظالمة والجائرة، والتي سببت له المزيد من الإنهيار.

كل تلك العوامل تضع حاجزاً منيعًا وغموضاً في الرؤية لما ستؤول إليه تلك المفاوضات، خاصةً مع تكتم شديدٍ من الأطراف كافةً، لا سيما أن بعض القوى في المنطقة تعمل على تحسين شروطها وفرز مواقع القوى على مقياس مصالحها بعد وضوح الرؤية و إنجلاء الصورة بالمصالح المشتركة بين الدول المتناحرة. ولا ننسى التشابك الدولي المحيط في المنطقة والذي يشكل اطاراً أساسيًا لأي حل في المنطقة والإقليم.

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى