اعداد : مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير
ركزت وسائل الإعلام العربية والأجنبية والعبرية، في تغطيتها لعمليات الأسود المنفردة على الفشل الذريع لجهاز الشاباك، والذي تجلى بالإخفاق في منع هذه العمليات، والتي تعد الأقسى في الداخل المحتل منذ سنوات طويلة.
نضع بين أيديكم، خلاصة التحليلات المحلية والغربية والعبرية حول فشل جهاز الشاباك في التصدي لعمليات الاسود المنفردة.
محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يسرائيل هيوم” “يوآف ليمور”، 28-3-2022:
إن عجز الشاباك عن اكتشاف خلية الخضيرة رغم أنها منظمة يؤكد انكفاءه وفشله وخاصة في متابعة عناصر نشطة إسلاميًا ولها سوابق أمنية. أن تسلسل العمليات خلال الشهر الحالي يُلزم الشاباك بإعادة النظر في أساليب جمع المعلومات والقيام بجهود مضنية للوصول إلى المنفذ التالي؛ سعيا لوقف التدهور الأمني الذي حصد أرواح 6 إسرائيليين حتى الآن وأصاب العشرات. إن عملية الخضيرة مختلفة عن سابقتها التي تمت طعنًا وبشكل فردي حيث بدت منظمة وتزود منفذاها بكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، هذا يعني أن على الشاباك أن يسأل نفسه كيف غابت هذه الخلية عن الرادار، وهل كان بالإمكان الوصول إليها سابقًا في ظل التغطية التكنولوجية والاستخبارية الواسعة للجهاز؟إن دخول فلسطينيي الداخل على خط العمليات بقوة يُلزم إعادة تقييم جوهري للأوضاع الأمنية، إذ تعيد العمليات للأذهان الهبة العنيفة التي اجتاحت البلدات المختلطة في الداخل في أيار (مايو) 2021، وإمكانية تكرارها هذا العام بشكل أشد. إن عملية الخضيرة تثبت أن الخطر القادم هو من الداخل.
فشل استخبارات الشاباك، يوني بن مناحيم، zman.co، 30 اذار 2022:
يتزايد فشل المخابرات في التعامل مع الموجة الجديدة من الإرهاب في ظل هجوم الليلة الماضية في بني براك، والذي فشل أيضا في إحباطه. جهاز الأمن العام جهاز استخباراتي فاعل وناجح ، لكن الهجمات الإرهابية في الخضيرة وبئر السبع تشير إلى فشل في إحباط نشاط داعش الإرهابي بين عرب إسرائيل ، ويجب على جهاز الأمن العام تعميق البنية التحتية الاستخباراتية بين عرب إسرائيل واستخلاص الدروس من الأخطاء التي ارتكبت . تقع المسؤولية على عاتق رئيس جهاز الأمن العام رونين بار. إسرائيل لديها جهاز المخابرات العامة ممتاز ، لكنها ليست مثالية ، مثل أي منظمة استخباراتية ، فإنها ترتكب أحيانًا أخطاء ولديها إخفاقات استخباراتية ، وتقييمات جزئية للوضع ومفاهيم خاطئة ، وهو “مرض” معروف لدى كل جهاز استخبارات. ن الأحداث الإرهابية الأخيرة في بئر السبع والخضيرة ، يمكن القول بكل تأكيد أن إرهابيي داعش بين عرب إسرائيل نجحوا في مفاجأة جهاز الأمن العام الإسرائيلي ، ثم يوافق على معاملة عرب إسرائيل للإرهاب. هذا مقلق للغاية ، خاصة في ضوء الحقيقةأن النشاط الإرهابي لعرب إسرائيل والدوافع للعمل ضد الدولة قد تصاعدت في العام الماضي بعد عملية حراس الأسوار.نجحت التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة في إحكام إحساس وحدة الفلسطينيين في المناطق مع الوسط العربي في إسرائيل. كان جهاز الأمن العام على أساس مفهوم أن الإرهاب بمناسبة شهر رمضان سيكون إرهابًا من إرهابيين أفراد أو خلايا تخريب منظمة ، والتي ستعمل في المناطق أو في القدس الشرقية ، مستوحاة من حماس والجهاد. تم التركيز بشكل استخباراتي غير كافٍ على الإرهاب المحتمل بين عرب إسرائيل وإرهابيي داعش المحررين، هناك العشرات من هؤلاء في الوسط العربي في إسرائيل. حتى بعد هجوم بئر السبع الذي نفذه إرهابي تنظيم الدولة الإسلامية محمد أبو القيان ، قدر جهاز الأمن العام أنه تصرف بمفرده ولم يتخذ أي إجراء وقائي ضد الإرهابيين المفرج عنهم من تنظيم الدولة الإسلامية. فقط بعد الهجوم على الخضيرة ، تلقى جهاز الأمن العام رمزًا مفاده أنها كانت بنية تحتية جيدة التنظيم في أم الفحم.من أعد الهجوم مقدما. بعد ذلك بدأ محققو جهاز الأمن العام والشرطة عملية اعتقال ، حيث تم خلال العملية اعتقال خمسة من سكان أم الفحم للاشتباه في انتمائهم إلى خلية سرية لتنظيم الدولة الإسلامية ، وتم ضبط أسلحة وأجهزة كمبيوتر وكتب للتنظيم ، ومن المتوقع توقيف المزيد من الاعتقالات. الآن فقط يخطط جهاز الأمن العام لموجة من الاعتقالات الوقائية ، بمساعدة الشرطة الإسرائيلية ، لعشرات من أنصار داعش من بين عرب إسرائيل ، وبعضهم دعم بنشاط داعش بل وعاد من سوريا والعراق بعد المشاركة في الحرب الأهلية. الآن فقط يخطط جهاز الأمن العام لموجة من الاعتقالات الوقائية ، بمساعدة الشرطة ، لعشرات من أنصار داعش بين عرب إسرائيل ، وبعضهم دعم بنشاط داعش بل وعاد من سوريا والعراق بعد مشاركته في الحرب الأهلية. إن أحد مخاطر جهاز الأمن العام هو التهاون بعد النجاحات العظيمة في الحرب على الإرهاب ضد حماس والجهاد الإسلامي. ولا يجب أن يكتفي المرء بأمجاد المرء أبداً. يمكن أن تكون هناك دائماً مفاجآت سيئة. والإرهابيون أيضاً على دراية جيدة بعمل جمع المعلومات الاستخبارية لجهاز الأمن العام ، تجزئة عالية وحذر شديد في سلوكهم اليومي ، على افتراض أن عنصر المفاجأة سيزيد من فرصة نجاح الهجوم.
كيف أثرت العمليات الأخيرة على مكانة جهاز الشاباك لدى الإسرائيليين؟، القدس نت، 31 اذار 2022:
يوصف جهاز أمن الاحتلال العام “الشاباك” بالبقرة المقدسة التي لطالما منع الإسرائيليون من نقدها أو توجيه اللوم له عن أي إخفاق سياسي أو عسكري أو أمني وهي السياسة التي ظلت لسنوات. غير أنه في الآونة الأخيرة تحول “الشاباك” من “بقرة مقدسة” ممنوع انتقادها إلى جهاز محل انتقاد لدى غالبية الإسرائيليين بالذات أوقات العمليات والمواجهات على صعيد فلسطين في مختلف الجبهات في الضفة وقطاع غزة. ولا تتوقف حالة عدم الثقة فقط بالعمليات الحالية، إذ أن الأمر مرتبط بسلسلة من الفشل مرتبطة بالذات مع المقاومة الفلسطينية اعتباراً من عام 2012 حينما قصفت تل أبيب وتبع ذلك الأمر في مواجهة 2014 التي شهدت تطوراً عسكرياً غير مسبوق في تاريخ المواجهة مع الاحتلال. وبلغت ذروة الفشل الأمني الإسرائيلي إبان معركة سيف القدس حينما كانت تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن المقاومة لن تدخل في مواجهة جديدة، لتصدمها المقاومة بقصف مدينة القدس المحتلة وتبعها مواجهة استمرت 11 يومًا. وعند الإشارة للفشل الأمني الإسرائيلي لا يمكن نيسان ما جرى في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عام 2018 بعد أن أفشلت المقاومة خلال عملية حد السيف مخططاً أمنياً إسرائيلياً يستهدف منظومة الاتصالات الخاصة بها. ويرى مراقبون أن جهاز أمن الاحتلال العام والمنظومة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من الترهل والفساد الذي انعكس على أدائها على صعيد العمل الأمني في فلسطين، بالرغم من امتلاكها التكنولوجي الأكثر تطوراً في العالم. إن حالة الفساد التي خلقها نتنياهو انعكست على مختلف المؤسسات الإسرائيلية، مع الإشارة هنا إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لم تنهار كلياً غير أن الفساد ضربها وأثر على عملها وعمل وحداتها. هناك حالة من التراجع والترهل التي يعيشها الاحتلال على صعيد منظومته الأمنية والعسكرية حيث أن الأمر مرتبط بتراجع الرغبة في التطوع والعمل ضمن هاتين المؤسستين إلى جانب حالة الاستخفاف في التعامل مع العقل الفلسطيني. الجهاز وصل إلى مرحلة التماشي مع السياسيين القائمين على الحكم ففي السابق كان نفس الجهاز معارضاً لدخول العمال في غزة إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وهو اليوم وافق على دخولهم للعمل في الأراضي المحتلة.
يقول مسؤولون إن الهجمات الأخيرة في إسرائيل تمثل فشلًا كبيرًا لجهاز الشاباك، يانيف كوبوفيتش 30-3-2022:
إن هذه العملية تعد فشلًا كبيرًا للشاباك. الهجمات التي وقعت في بئر السبع والخضيرة في الأسبوع الماضي هي نتيجة إخفاقات استخباراتية وعملياتية من جانب الشاباك، حسبما قال مسؤولون لصحيفة هآرتس، مضيفين أن الوكالة فشلت في تحديد مكان المواطنين العرب في إسرائيل الذين يتعاطفون مع المنظمات الإرهابية. وأشار المسؤولون إلى أن القيادة السياسية لم تطالب “الشاباك” بالمشاركة في مراقبة الجرائم ضد إسرائيل التي يرتكبها عرب إسرائيل.
مسؤولون أمنيّون إسرائيليّون: «الشاباك» فاشل!، الأخبار، 29 اذار 2022:
عزا مسؤولون أمنيّون إسرائيليون سابقون وحاليّون، سبب عمليّتَي الخضيرة، وبئر السبع، إلى ما أسموه “فشل جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك)”. وطبقاً لما نقلته صحيفة “هآرتس”، عن هؤلاء، فإن الجهاز فشل في رصد فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48 “يتماهون مع تنظيمات إرهابية”، مستغلّين العمليّتَين للقول إن “المستوى السياسي لا يُلزم الشاباك بالتدخل في تتبع الجريمة القومية” في صفوف فلسطينيي الـ48. مع العلم أن الجهاز يتعقّب بواسطة أدواته التجسسية فلسطينيي الـ48، وعزّز ذلك خصوصاً منذ بداية تفشي وباء “كورونا”. وهو ما يعني عملياً أن أدواته هذه لم تنجح في “إحباط” العمليات أو توقّع حدوثها.
بعد فشل “الشاباك”.. لبينيت: ماذا أعددت لـ”حارس الأسوار 2“؟ القدس العربي، 29 اذار 2022:
من يقود هذه المعركة لا يمكنه الاختباء بصفته “فقط” في منصب وزير دفاع أو وزير الأمن الداخلي. إنه هو، من تقع عليه المسؤولية المباشرة، هو رئيس الوزراء وليس غيره. “الشاباك” يخضع له، وهو حتى اليوم لم يضع ميزانية للحرس الوطني، ولم يضف الملاكات اللازمة للشرطة وحرس الحدود. وتحدث المفتش العام عن حاجة لـ 5 آلاف شرطي، وسيحصل على ألف في أفضل الأحوال، وسيكون عليه أن يجهز لـ “حارس الأسوار 2″، التي -برأي عموم محافل الأمن- ستكون أخطر بكثير. حدثنا عن قصور استخباري لـ “الشاباك” الذي فوت قنبلة موقوتة أخرى في الخضيرة. هذا قصور عميق وواسع. وعند مراجعة هذه الأمور، يفهم المرء مدى كلفة هذا الحدث الذي ربما أدى إلى إقصاءات في “الشاباك” لو انتهى بمذبحة جماعية. القصور الاستخباري المدوي تعبير عن إهمال الأمن الداخلي الذي قد تكون نتائجه فتاكة أكثر بكثير. والسبب واضح: هذه الحكومة لا تفعل ما يفعل ولا تستخلص الدروس، منذ حملة “حارس الأسوار”.
عملية الخضيرة: صدمةٌ وارتباكٌ في الكيان ومُطالباتٌ بالتحقيق في فشل (الشاباك) المُدّوي، الرأي اليوم، 29 اذار 2022:
حتى الإعلام العبريّ، الذي يُعتبر مرآة لصُنّاع القرار ويتبنّى أجندتهم انقلب على نفسه، وأقّر للمرّة الأولى أنّ الفشل المُجلجِل يصرخ، لافِتًا في ذات الوقت إلى الحاجة الماسّة لإجراء فحصٍ وتحقيقٍ داخل جهاز الأمن العّام (الشاباك)، بعدما تبينّ أنّه لا يعلم شيئًا عمّا يجري في الداخل المُحتّل، وفق ما أكّده محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع. ويبدو من متابعة الإعلام العبريّ أنّ السيل وصل الزبى، وأنّ الشاباك، الذي يُعتبر بقرةً مقدسّةً في الكيان، بات في واجهة سيل الانتقادات لأدائه الضعيف والمُرتبِك، وإخفاقه في منع عمليتيْن فدائيتيْن صعبتيْن داخل الخّط الأخضر في غضون أقّل من أسبوع. المصادر الأمنيّة الرفيعة في الكيان كشفت عن أنّ التقدير الذي قام بإعداده جيش الاحتلال بمُشاركة جهاز الأمن العّام قبل عدّة أيّامٍ أكّد أنّه في حال حدوث تصعيدٍ أمنيٍّ فإنّ مركزه عشية رمضان المبارك سيكون في القدس المُحتلّة، ولكن، أضافت المصادر كما أوضح موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، أنّ عملية الخضيرة لم تكُن عشوائيّةً، بل أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ الحديث يدور عن عمليةٍ جرى التخطيط والتحضير لها خلال فترةٍ طويلة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ جهاز (الشاباك) لم يكُنْ على علمٍ بذلك، وأنّ المُنفذين استطاعوا اجتياز الرادار الخّاص بجهاز الأمن الإسرائيليّ.