كتاب الموقع

اغراض زيارة وزير الخارجية الاماراتي لسورية

العميد الركن ناجي الزعبي | باحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية

تأتي زيارة وزير خارجية الامارات لسورية (باملاء اميركي) فمن غير المعقول ان تبادر الامارات بالذهاب لسورية دون قرار اميركيي وهي الذاهبة للتطبيع مع العدو الصهيوني بسر عة قصوى
بارادة اميركية بالطبع فكيف تكون الشئ وضده في آنٍ واحد ؟

تأتي الزيارة في سياق المساعي الاميركية لاشاعة انفراج في المناخات الاقتصادية في ارجاء الوطن العربي بعد عجز الولايات المتحدة الاميركية عن فرض الحلول العسكرية ، والهزيمة بافغانستان ، وبالعراق ، وسورية التي تواصل مراكمة انتصاراتها على كل المستويات ، بقصد فرض مشروع السلام الابراهيمي الساعي لدمج العدو الصهيوني بمحيطه الاقليمي وتوليه دور القيادة واعادة انتاج دوره كفرقة عسكرية اميركية امامية .

( صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي بمؤتمر آسبن للامن القومي بأن أيام السيطرة الأمريكية تنتهي، وندخل عالم ثلاثي الأقطاب، مع ظهور روسيا والصين كقوى عظمى. العالم متعدد الأقطاب معقد، ويزيد الأمر تعقيدا التكنولوجيا. هذا يعني أن العالم لم يعد مستقر استراتيجيا كما كان”.
وان التحديات الأساسية التي تواجهها بلاده هي الصين ، وروسيا ، وايران ، وكوريا الشمالية -الديمقراطية- من جهة أخرى، إضافة لما سماه بتحدي الإرهاب.

وأضاف الجنرال “ميلي” أن العالم يشهد واحداً من أكبر التحولات في القوة الجيوستراتيجية العالمية التي شهدها على الإطلاق، وهو التغيير الأساسي في طبيعة الحرب. هذا التغيير يشهد دخول الروبوتات والذكاء الاصطناعي والذخائر الدقيقة ومجموعة متنوعة من التقنيات الأخرى، التي تؤدي مجتمعة إلى تغيير جوهري في شكل الحرب، والتي إن لم يتمكن الجيش الأمريكي من صنع تغيير جوهري بنفسه خلال السنوات العشر إلى العشرين القادمة، فسيكون في الجانب الخطأ من الصراع (المهزوم) وفق آراء “ميلي”.)
هذا يؤكد ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة على فرض ارادتها ومشروعها بالقوة العسكرية كما كانت بالسابق الآفل.

وهذا يفسر التحولات الدراماتيكية بالمواقف الاميركية ولجؤها للحلول البديلة -كسلام ابراهام -فالموقف الاميركي من سورية لم يتغير بل تغيرت الوسائل والادوات بعد العجز العسكري .
لذا فقد كانت زيارة الوزير الاماراتي في سياق الخطوات التي مهدت لمشروع تزويد لبنان بالكهرباء الاردنية الامر الذي اقتضى طي ملف الارهاب بجنوب سورية لتتمكن الفرق الفنية من العمل بخطوط الكهرباء ، وكسر القطيعة اللبنانية السورية بمبادرة لبنانية .
وقد سبق ذلك عقد مؤتمر الشام الجديد الخالي من الشام في مصر ، والاردن ، والعراق لدفع العراق للالتحاق بالدول المطبعة مع العدو الصهيوني استعداداً لمشروع سلام ابراهام وتلى ذلك تصريح دورثي شيا السفيرة الاميركية بلبنان عن النية لتزويد لبنان بالكهرباء الاردنية عبر سورية ، وقد كان هذا التحول اللافت بالموقف الاميركي لقطع الطريق اللبناني الايراني والتوجه شرقاً .

ثم جرى تطوير حالة الانفراج الاردنية السورية بدعوة وزير الدفاع السوري العماد على ايوب من قبل رئيس الاركان الاردني ، ثم اتصال الرئيس الاسد بالملك عبدالله ، وفتح الحدود الاردنية السورية .
ونشهد الان سحب لقطعات الاميركية من شرق الفرات .

وكان وزير الخارجية السوري قد التقى وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية المصري بنيويورك
والتقى وزراء الطاقة المصري ، والاردني، والعراقي ، والسوري ، واللبناني لبحث موضوع تزويد لبنان بالكهرباء الاردنية .
وهذا مؤشر على انفراج تسعى اليه الولايات المتحدة للحيلولة دون فتح البوابات اللبنانية على ايران والشرق – الصين ، وروسيا – وتمهيداً لمشروع الكونفدرالية الابراهيمية التي تشمل كل اقطار الوطن العربي وتركيا وايران بقيادة العدو الصهيوني .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل فجأة وبدون سابق انذار كسرت الامارات المرتمية بالحضن الصهيوني التابو الاميركي وذهبت تمد اليد لسورية ( العدو رقم واحدللعدو الصهيوني ) ، ام انها احد الادوات الاميركية تقوم بدورها لاحتواء سورية ومحور المقاومة والالتفاف على انتصاراتها ومشروعها المقاوم لتحقيق ما عجزت عنه آلتها العسكرية بمشاريع واساليب سلمية .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى