استهداف “أنصار الله” للإمارات بالطائرات المسيرة، فتح الباب أمام مرحلة جديدة من توسيع دائرة الحرب المشتعلة منذ 7 سنوات في اليمن، خاصة مع تزامن تلك الضربات والتهديدات مع المعارك في جبهات شبوة ومأرب وما صاحبها من الإعلان عن انتصارات كبيرة حققها الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي.
هل تغير هجمات أنصار الله على الإمارات من سير المعارك في شبوة ومأرب؟
بداية يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني من صنعاء” العميد عزيز راشد، إن ما يحدث في شبوة هو عمل مدروس إماراتيا وأمريكيا، حيث تم الزج بأكثر من 10 آلاف عنصر أغلبهم من العناصر المتطرفة التي كانت تتواجد في الساحل الغربي وفي مناطق أخرى، وبالتالي كان الهجوم الذي قاموا به في شبوة كبير وعنيف بريا وجويا في وقت واحد، وهذا ما ساعدهم على التقدم في شبوة ودفع الجيش واللجان الشعبية للتراجع إلى أماكن ضيقة، من أجل استهداف أكبر عدد من القوات.
تراجع تكتيكي
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن قوات صنعاء استطاعت قتل عدد كبير من عناصر ما يسمى بقوات العمالقة وتدمير أكثر من 350 سيارة ومدرعة إماراتية ومدفعية ثقيلة ومتوسطة، كما تم قتل عدد من قادة الألوية المتقدمة.
وكانت هذه عملية انتحارية من جانب العدوان، والتأخر كان تكتيكيا من جانب الجيش واللجان الشعبية، لأنه لا يمكن أن يغامر في ظل الهجوم البري والجوي، فالانسحاب أو إعادة الانتشار من أجل معاودة الهجوم مرة أخرى هو عمل عسكري تكتيكي.
وقال راشد، نحن لم نخرج من كل المناطق في شبوة، لقد خرجنا من مديريتين، ولا نزال موجودين في بعض المديريات أو أطرافها من أجل العودة مجددا بعد استهداف المخزون والعتاد العسكري الذي جلبته الإمارات لهؤلاء.
استهداف الإمارات
وأشار الخبير العسكري إلى أن استهداف العمق الاستراتيجي الإماراتي اليوم من جانب الجيش واللجان الشعبية عن طريق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية كان ردا على ما قامت به من تصعيد في بعض الجبهات، وبالتالي سوف تفكر أبو ظبي ألف مرة في كيفية التعامل مع الجيش واللجان الشعبية، لأن قدرتنا وذراعنا وصل بقوة الله إلى العمق الاستراتيجي للإمارات، وهذا الأمر سوف يكلفهم الكثير والكثير، وسوف تدرس أبو ظبي الموقف جيدا وتتراجع عن مواقفها لأننا ماضون في عملية التصعيد مقابل التصعيد.
وأكد راشد أن المناطق التي دخلوها سوف تعود كما حدث في الساحل الغربي ومأرب وصولا إلى نهم في السابق، فما حدث في شبوة ليس المرة الأولى، بل هو نوع من الاحتراس، القتال كر وفر، ونحن اليوم قادرون على تحرير كافة الأراضي، مهما ادعى العدو من تقدم، ولا يزال الجيش واللجان الشعبية في أماكن استراتيجية بشبوة.
خطوة انتحارية
وعلى الجانب الآخر يقول السياسي الجنوبي “اليمني”، أنور التميمي، إن الخطوة الحوثية تشبه عمل انتحاري لا يقدم عليه إلا من وصل إلى قناعة أن كل الطرق تؤدي إلى هلاكه.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، الهجوم الحوثي يؤكد فاعلية القوات التي تساندها الإمارات على الأرض مثل “ألوية العمالقة الجنوبية” وبأنها الأقدر على تحقيق إنجاز عسكري سريع.
رد إماراتي
وأشار التميمي إلى أن الفوائد التي يعتقد الحوثي أنه سوف يجنيها من وراء استهداف الإمارات لن تتعدى رفع مؤقت لمعنويات مقاتليه، ولكن هذا الإنجاز تبخر بعد ساعات، إذ شنّت المقاتلات الإماراتية هجوما على صنعاء قتلت فيه أهم ضابط في سلاح الجو الحوثي وهو العميد ركن عبد الله قاسم الجنيد، المسؤول الأول من الجانب اليمني في إطلاق الطائرات المسيرة”.
العمليات مستمرة
من جانبه يقول المراقب والناشط السياسي اليمني في شبوة، أبو محمد جحنون، إن العمليات العسكرية من جانب التحالف والشرعية في شبوة تمت بنجاح ولكن لا تزال هناك جيوب بسيطة من الحوثيين “أنصار الله” يجرى التعامل معهم من جانب قوات الجيش اليمني وطائرات التحالف.
وفيما يتعلق باستهداف “أنصار الله” للعمق الإماراتي عن طريق الطائرات المسيرة والصواريخ وإمكانية تأثير ذلك على سير المعارك في الجبهات يقول لـ”سبوتنيك”: “أعتقد أن عمليات الحوثيين في الداخل الإماراتي لن تغير من الأمر شىء ولن تثني الإمارات عن دورها في مساعدة اليمنيين، فالإمارات عندما تدخلت في اليمن كانت تعلم جيدا ما يمكن أن يقدم عليه الحوثيون من حماقات ويقومون بعمليات داخل الأراضي الإماراتية”.
وتابع: “هؤلاء عبارة عن مليشيات استولت على الحكم بالقوة، ووجدت مخزون سلاح من النظام السابق، عملت من خلاله على إيذاء جيرانها سواء كانت السعودية أو الإمارات وغيرها، وأكثر من وقع عليه الإيذاء منها هو الشعب اليمني سواء في الجنوب أو الشمال، وما حدث من استهداف للإمارات لن يغير شىء وسوف تستمر العمليات العسكرية، وسيتم تحرير ما تبقى من مديريات مأرب، أما مديريات شبوة فقد حسم أمرها، فلم يتبق من الحوثيين سوى جيوب بسيطة تقوم قوات العمالقة بالتعامل معها في الوقت الحاضر، وما يمنع العمالقة من اقتحام مديرية عين هو احتماء الحوثيين بالمدنيين”.
موازين القوى
ولفت محمد جحنون إلى أن عودة الحوثيين إلى مديريات بيحان الثلاث هو أمر بالغ الصعوبة ولن يتمكنوا بكل ما يملكون من عدة وعتاد من فعل ذلك، لأن دخولهم في الفترة الماضية إلى تلك المناطق كان بالتوافق مع حزب الإصلاح الذي لم بعد اليوم متواجدا في شبوة، لذا فهم لن يعودوا إلى شبوة مجددا لأن موازين القوى تغيرت على الأرض بعد التغيير السياسي الذي حدث على الأرض، ورغم ذلك لا يزال هناك فصيل من حزب الإصلاح يمتلك مخازن كبيرة للأسلحة وهو يهدد الأمن في المحافظة، لكن لا خوف منهم فيما يتعلق بعودة الحوثيين مجددا.
وقالت جماعة “أنصار الله”، اليوم الاثنين، إنها شنت هجوما على دولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلنت شرطة أبوظبي وفاة 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين في حادث انفجار صهاريج البترول في منطقة المصفح.