شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة هجوم وانتقادات لاذعة ضد نائب رئيس شرطة دبي الأسبق ضاحي خلفان. المعروف بإثارته للجدل بين الحين والآخر والمقرب من محمد بن زايد، بعد دعوته لتقسيم اليمن.
وكان سبب تلك الانتقادات هو استطلاع رأي نشره “خلفان”، يشير بشكل صريح إلى دعوته وتأييده تقسيم دولة اليمن.
وقام خلفان المقرب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. بنشر استطلاع رأي طلب خلاله من المتابعين التصويت على يمن شمالي أو جنوب عربي أو جمهورية يمنية. وكأن الرجل يمتلك قرار السيادة اليمنية ويتحدث باسمها.
وبحسب استطلاع نائب رئيس شرطة دبي الأسبق، والذي سبق أن طرح موضوع تقسيم اليمن في وقت سابق. كان التصويت بـ52.1 بالمائة لخيار جنوب عربي، فيما 46.2 بالمائة لجمهورية يمنية، وحصد يمن شمالي 1.7 بالمائة، بحسب ما نشر خلفان في نتيجة الاستطلاع.
وتسبب استطلاع ضاحي خلفان ذلك بموجة من الردود والتفاعلات من قبل عموم المغردين اليمنيين.
وانهال مغردون عليه بالتعليقات المنتقدة والمهاجمة، والتي تؤكد على عدم أحقية خلفان وغيره تحديد مصير اليمن بهذه الطريقة.
وفي هذا السياق غرد أحد المعلقين على استطلاع ضاحي خلفان: “محاولتكم لتقسيم بلادنا سوف تكون نهايتها الفشل الذريع والخسارة الفادحة”.
وتابع: “بلدنا واحد، و لا يمكن التجزئة و لا نقبل بها وسنحارب حتى آخر رجل فينا ثم ستحاربكم نسائنا وأشجارنا وأحجارنا. وكل شيء في هذه البلد حتى تخرجوا من بلادنا أذلة صاغرين”.
فيما علقت مغردة باسم لُجين عبد الله على استطلاع خلفان وقالت :”ما آثار استغرابي حشر انفك في ما لا يعنيك فى اليمن. اليمن تمشي بموجب دستور واضح وصريح فيه الوحدة والانفصال شيء وارد تتم بموجب الاستفتاء الشعبي فقط وليس الحزبي او الانقلابي كما تعتقد”.
ووجه مغرد آخر رسالة شديدة اللهجة إلى خلفان وقال له معلقاً على الاستطلاع: “طول ما فينا عرق ينبض لن تنالوا مبتغاكم.. بريطانيا خرجت مرغمة من أرض العروبة في عنفوان قوتها وفي وقت الشمس لا تغيب عن أراضيها”.
أما الناشط أحمد المعمري فوجه تساؤلات لخلفان خلال تعليقه عبر الاستطلاع. حيث قال: “ودي اسألك هل لكم مصلحة في تفريق اليمنين عن بعضهم اذا كان لكم الك ابلغونا واحنا مستعدين نرضي طموحكم ونمشي مع أمزجتكم حتى يفصل الله بيننا وبينكم”.
وتابع: “مع علمي أن هذه مفرقعات لكسب اكبر قدر من الردود فقط صحيح من قال لا تبكي على من مات ولكن على من فقد عقله”.
ولم تعلق الحكومة اليمنية أو أي جهة سياسية يمنية على الاستطلاع الذي قام به خلفان. والذي يمثل تدخلاً سافراً في الدولة اليمنية وبثاً لشكل من أشكال الفرقة داخل الوطن الواحد.
وسبق أن اتهم مسؤولون يمنيون دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها تعمل على تقسيم البلاد والسيطرة على جنوبه. وذلك من أجل الوصول إلى ثرواته وبسط النفوذ على الموانئ الحيوية فيه، خاصة ميناء عدن الاستراتيجي.
وتنفي أبو ظبي هذه الاتهامات اليمنية مؤكدة إنها لا تسعى سوى لاستقرار اليمن، السعي الذي يفنده حقيقة تصرفات أبو ظبي تجاه اليمن. حيث تشارك الإمارات بصورة رئيسية في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، منذ العام 2015.
وسبق أن صرح مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث في تصريح صحفي لموقع “الجزيرة نت” عن الوضع اليمني. وقال: “ندخل عام 2021 واليمن مستمر في المعاناة جراء حرب شابها التصعيد منذ بداية عام 2020 واقتصاد متهالك. وترد في وضع الخدمات الأساسية في وقت حرج من انتشار وباء كوفيد-19”.
ويضيف المبعوث الأممي أن “الوضع على الأرض يبدو مزريا، إلا أن فرص السلام لا زالت قائمة مهما ساء الوضع على الأرض. إذا توفرت الإرادة لتحقيق السلام والتوصل لتسوية سياسية لحل النزاع بدل اللجوء للحلول العسكرية”.
ويتابع أن دور الأمم المتحدة هو توفير منصة تشمل الجميع. وتستطيع الأطراف من خلالها الاتفاق على إنهاء النزاع العسكري والتفاوض بشأن حل سياسي، ونحن دومًا نعمل على تهيئة الظروف وبناء الثقة لتشجيع الأطراف. على اتخاذ تلك الخطوة الجوهرية، وهو ما سنستمر في عمله في العام الجديد، آملين ألّا يمر من دون انتهاء الحرب في اليمن.
ورغم المشهد السوداوي للغاية، فإن الأمل بتجاوز مرحلة الحرب مرتبط بتوحد الإرادة الداخلية، وتفاهمات أطراف الصراع الإقليمي والدولي.
وكانت الأمم المتحدة قالت في مطلع العام الحالي 2021، إن الملايين في ربوع اليمن يواجهون المجاعة. وإن العدد قد يتضاعف بين يناير ويونيو من العام المقبل، ودعت المجتمع الدولي للتدخل العاجل وتسهيل دخول المساعدات.
أسوأ أزمة انسانية
ولا تزال اليمن تعايش ظروفاً اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية في غاية السوء. منذ بداية الصراع الداخلي بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وتستمر هذه المعاناة بعد مرور ستة سنوات على الحرب التي تشنها السعودية والإمارات فيما يعرف بالتحالف العربي ضد اليمن. ووصول الحوثيين لاستهداف مدن استراتيجية في قلب المملكة العربية السعودية، في صورة تهديد كبير للأمن القومي السعودي، وفشل ذريع، في تحقيق الأهداف المنشودة من الحرب المعلنة على اليمن.
وكلفت هذه الحرب السعودية مئات المليارات من الدولارات، وكلفت اليمن مقابلها دماراً وضياعاً في المستقبل أكثر وأكثر، وفوقهم آلاف الضحايا من المدنيين العزّل.
المصدر: متابعات