ازدواجية في مواقف ميقاتي: «تحيّزٌ» في السر… و«حيادٌ» في العلن
ميقاتي، وفي كلمة له خلال تكريم الفائزين بالجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية والقضائية في الوطن العربي، لم يكتف بالتشديد أمام «الأشقاء العرب» على اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس، بل تجاوز ذلك إلى التأكيد أنّ لبنان غير قادر «على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك». وهنا لا بدّ من التذكير بالرواية التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر عدة، وتقاطعت عند إصرار ميقاتي على تضمين بيان وزارة الخارجية حول ما يحصل في أوكرانيا عبارة «الاجتياح الروسي»، بطلب مباشر من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، ما يتعارض حتماً مع سياسة النأي بالنفس التي يتحدّث عنها ميقاتي نفسه.
وقال ميقاتي، في كلمته، إنّه «من غير الإنصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، ونحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدتنا على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراتنا».
وناشد «الأخوة العرب» قائلاً إنّ لبنان «بحاجة إلى دعمكم ومؤازرتكم في هذه المرحلة بالذات ليستعيد عافيته»، معتبراً أنّ «عقد هذا اللقاء في عاصمتنا في هذا الظرف بالذات هو تأكيد متجدد على إيمانكم بلبنان الدور والرسالة وبالقيم التي يجسدها».
ورأى أنّ «لبنان يعيش أزمة غير مسبوقة على كلّ المستويات وتحاول حكومتنا حلّها بكل الإمكانات المتاحة متّكلة على دعم أشقائه العرب وأصدقائه في العالم».
وقال: «أدركنا في لبنان منذ البداية أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك، ولهذا اعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه أيّ خلاف عربي ونصرّ على تطبيقها والخاسر في كلّ خلاف أو نزاع هو عالمنا العربي، والتقاتل لن يوصل إلى رابح وخاسر».
ميقاتي استقبل صباح اليوم في السرايا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.