اردوغان .. بين المُساكنة والرقص على حافة الهاوية .
كمال فياض | كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية .
هناك مهنة في اوروبا العجوز يقوم فيها الشاب بعرض نفسه على السيدة العجوز حيث يمارس معها الجنس مقابل مادي كبير ، ويشكلون ثروات من خلف هذه المهنة ،
هذه مهنة اردوغان مع القارة العجوز ، وقد اجادها ، واجاد لعبة العاشق المطلوب من أكثر من سيدة ، واجاد هذه اللعبة مع الكبار من روسيا الى الاميركيين ،
لا احد منا ينسى ابيات شعر كان يتغنى بها الراقص المحترف اردوغان والتي كان يتغنى بها في شبابه قائلا :
المآذن حرابنا ، والقباب خوذاتنا ، والمساجد ثكناتنا ، والمؤمنون جنود ، لا شيئ يهزمني ، لو فتحت السماء وتدفق علينا الطوفان والبراكين ، إن اجدادنا الذين افتخروا بدينهم لم يركعوا لأحد ،،
اردوغان لص سياسية ، وفي اللحظة السياسية المناسبة سوف يدخل سنجار وشمال العراق ، هذه احلامه اعجبنا ذلك أم لا ،
المنطقة التي تتواجد به قواته في الشمال السوري سوف يأتي اليوم التي تعلن فيه عن نفسها دويلة جديدة وتنسلخ عن الوطن الأم وعمليات تتريكها لا تتوقف وكل هذا سيحصل بموافقة خونة سوريين يقولون ان حجم ومساحة الاراضي مناسبة لإعلان دولة وهي تزيد عن مساحة لبنان وهذا حلم خونة المعارضة التي تأتمر بأوامر سيدها اردوغان ،
اردوغان هذا وسياسته التي يعمل لها والتي ظهرت بوضوح مع دوره في بداية المؤامرة على سوريا وكان هو الباب والمفتاح للدور الأميركي ، ينفذ دوره الأميركي ويلعب لعبة مصالحه التي يمررها عبر ثقب الباب ،
الأمر بالنسبة لاردوغان هو النفط وتوسيع النفوذ ، قواته موجودة في سوريا والعراق ،
في البحر المتوسط يهدد البحرية اليونانية والفرنسية واوروبا كلها عاجزة عن موقف تجاهه ، لا هي تريده ولا هي قادرة على الإبتعاد عنه ،
روسيا ليست عاجزة عن مواجهته ولكن نظرة بسيطة على مصالحها الاستراتيجية تظهر لنا انها لا تريد ، وهي تمد الحبل له في كثير من الأحيان ، ولا ننسى ان الطريق الوحيد لروسيا وسفنها الحربية والتجارية وللوصول الى المتوسط هو عبر المضائق والممرات البحرية التي تسيطر عليها تركيا ،
في ليبيا في افريقيا في الخليج في القوقاز واذربيجان وكاراباخ وحلمه وصل حتى الصين والأصول التركية والناطقين بالتركية فيها ،
علاقته الحقيقية مع ( اسرائيل ) ممتازة والأميركي لم يظهر حتى الآن انه يرفض تحركاته وخاصة انه رجلها القوي الذي ينفذ سياساتها ولو بطريقة البهلوان فيعطيها ويأخذ لنفسه ما يريد ويجيد العابه بين الدول وبين فراغات السياسة والحروب ،
ما أقوله واقع والمواجهة حتى اليوم ليست سهلة معه ،
الى متى سيسمح له الأميركي بالتوسع وها هو قد وصل اليمن ، والى متى سيسمح له الروسي باللعب على الحبال وأكثر ما يمنحه للروسي هو دوريات مشتركة في الشمال السوري ، لا أنتقص من الروسي هنا بل أظهر دور اردوغان وطموحاته واتقانه لألعابه في لعبة الأمم ،
هناك سؤال مهم ،،
هل من مصلحة ( اسرائيل ) ان تتقدم تركيا وتتفوق عليها كقوة في الإقليم وحاجة الاميركيين والروس للدور التركي يتفوق على الدور ( الاسرائيلي ) بأشواط والخوف بأن يصبح موقعه أهم من موقعها ( اسرائيل )،
يلعب الآن مع السعودي والمصري والاوروبي لعبة جديدة يتحول فيها الى واعظ ومسالم ،
والثعلب الماكر اشهر من لعب دور الواعظينا ،
احلامه وصلت الى النووي لدخول نادي العظام وتثبيت قوته ونفوذه وسطوته بالقوة النووية في المنطقة والعالم ،
اتفهم الضعف الروسي امامه في بعض المراحل وخاصة اننا لم نعد نرى من الحلم الروسي اكثر من ان يقبل بدور الشريك مع الأميركي ولو بنسبة ضعيفة جدا مع الأميركي ،
اتفهم المساكنة الإيرانية مع اردوغان وللحقيقة فقد افاد ايران في كثير من الاوقات الصعبة وخاصة الاقتصادية والتجارية منها ،
اردوغان المنشار ،،
يأكل مع الجميع صعودا وهبوطا ،
يبقى هو الشيطان الأكبر ،
محاولاته هذه الأيام للظهور بمظهر المسالم ليست أكثر من لحظة سياسية يستفيد منها وسيعود ،
لا يمكن لشيطان أن يتحول الى انسان في لحظة براءة وانسانية ،
الشيطان الأكبر ، ولد هكذا ،،
لا اتكلم عن ان اردوغان سيحقق احلامه وطموحاته ،
هو يحقق المستطاع ، ولكني اثق انه سيهوي ، سيهوي بعد ان يستنزفه الجميع ولن تفيده حينها لا المآذن ولا القباب ،
ولن يسمح له احد بأن يكون سيد المتوسط والشرق الاوسط ، لا في البحر ولا في البر ،
اوروبا الكاثوليكية وروسيا الارثوذكسية واسرائيل اليهودية وايران الإسلامية ،
وإن كنت أؤمن أن ايران ستفتح له ابواب المشرقية ، فربما يلعبها وينفذ بجلده من يوم القيامة ،،
في ظل العجز ، يصبح الكلب سيد الغابة ،،