اذا اندلعت الحرب…
أبعد بكثير من الاجترار التقليدي، وغالباً ما يكون الاجترار القبلي، في قراءة ما يحدث في (و…حول) الشرق الأوسط. لماذا يريد بنيامين نتنياهو أن يزول نظام آيات الله وقيام نظام بديل؟
ابان حرب 1973، وكان احتياطي النفط، وكذلك احتياطي القنابل، في «اسرائيل» على وشك النفاد، أطلقت غولدا مئير صيحة استغاثة في اتجاه واشنطن وطهران. الدبابات السورية تقترب من جسر بنات يعقوب، حتى اذا ما عبرته، لا بد للعلم السوري أن يرفرف فوق حيفا، وربما فوق «تل أبيب». الرئيس ريتشارد نيكسون كان يحتاج لبعض الوقت لاقامة جسر جوي الى «اسرائيل». الشاه محمد رضا بهلوي الذي يسكنه هاجس قوروش (لمن يذكر احتفالات برسيبوليس عام 1971)، الأمبراطور الذي أنقذ اليهود من السبي البابلي، هو من أنقذ «اسرائيل» في تلك الساعات الهائلة…
حتى في المفهوم الكلاسيكي للأشياء، ثمة محور استراتيجي، فرضته ظروف الاحتلال «الاسرائيلي»، من ايران وسوريا والمقاومة في لبنان، حتى اذا ما تم تقويض القوة الأساس في هذا المحور لا بد أن ينقلب المشهد رأساً على عقب، ويثأر الحاخامات والجنرالات من لبنان. بطبيعة الحال، ترفع كؤوس الشامبانيا في «الداون تاون»، هذا اذا بقي حجر على حجر على الأرض اللبنانية.
«اسرائيل» ليست بالدولة التي تشبه أي دولة أخرى على امتداد الكرة الأرضية. هذه الدولة قامت على «وعد الهي» عنوانه «شعب الله المختار»، وعمره أكثر من ثلاثة آلاف عام. الايديولوجيا التوراتية (والتلمودية) لا تقول فقط بكراهية الآخرين (والكراهية جوهر اللاهوت اليهودي). النصوص المقدسة تقضي بالقتل. بقر بطون الحوامل، وابادة المحاصيل والمواشي.
أي «اسرائيل» كان يمكن أن تبقى لو لم تعمل سياسات الحاخامات على محاولة ازالة أي أثر للسيد المسيح في الولايات المتحدة، واحلال يهوذا محله ؟
هنا نستعيد قول هاري ترومان الذي مثل دونالد ترامب ظل ليهوذا. اعترف بـ«اسرائيل» بعد ربع ساعة من اعلان دافيد بن غوريون قيامها «المسيح، حين كان على الأرض، لم يستطع ارضاءهم (أي اليهود)، كيف يمكن لأحد أن يتوقع أن تكون له مثل تلك الفرصة؟».
نقلب الصورة، قليلاً، ونسأل لولا دعم سوريا وايران حزب الله في اجتثاث الاحتلال، بالتالي ارساء معادلة توازن الرعب مع القوة التي لا تقهر، هل كان لأي «اسرائيلي» أن يفكر بالعداء لآيات الله؟
بدقة تابعنا الكلمة الأخيرة للسيد حسن نصرالله. الموقف كان واضحاً. اذا انفجر الصراع العسكري، الايرانيون سيتكفلون بالمواجهة، دون تدخل أي قوة حليفة، وان اعتدنا على بعض التصريحات العصبية التي تصدر عن بعض الجهات الايرانية بين الحين والآخر، دون أن تأخذ بالاعتبار حساسية ظروف الحلفاء.
ماذا اذا شارك «الاسرائيليون» في الحرب، وهم الذين يعتبرون أن اقامة شرق أوسط يكون تابعاً للهيكل يفترض «الهولوكوست النووي». أن تتحول طهران، وربما دمشق أيضاً، الى… هيروشيما!
لا مجال للنظر من وراء الزجاج، أو عبر ديفيد شينكر، الى ما يمكن أن يحدث. ريتشارد هاس اعتبر أن أي خطوة حمقاء لا بد من أن تجعل الشرق الأوسط غابة من الحرائق، ودون أن يكون باستطاعة أحد التكهن بالنتائج، أو بالتداعيات، الكارثية، على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
الحرب تعني حدوث تغييرات دراماتيكية في خرائط الدول التي قد يزول بعضها، في حين أن سقوط مئات آلاف الصواريخ على المدن، والمؤسسات «الاسرائيلية» الحساسة، يمكن أن يؤدي الى مقتل عشرات الآلاف، وتدمير مقومات القوة، وحتى مقومات البقاء، في الدولة العبرية.
من هنا القول ان الحرب مستحيلة ان لم تكن على شكل جراحة نووية صاعقة. الباحث الاستراتيجي الأميركي أنطوني كوردسمان سأل «أي موطئ قدم سيكون لنا في تلك المقبرة؟!».
The post اذا اندلعت الحرب… appeared first on LebanonFiles.
الكاتب : Stephny Ishac
الموقع :www.lebanonfiles.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2021-01-05 06:55:36
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي