كتاب الموقع
إيران والبديل عن مضيق هرمز
الدكتور عمران زهوي | كاتب وباحث لبناني
قامت إيران مؤخراً بمشروع يبدأ من منطقة غوره التابعة لمدينة غناوة في محافظة بوشهر جنوب غرب إيران، ليتّصل بالمحطّة والمنشآت البحرية للصادرات والواردات، على بُعد 60 كيلومتراً غربي مدينة جاسك جنوب إيران، وذلك بعد مروره في محافظات بوشهر وفارس وهرمزكان. وبحسب ما أعلنت وزارة النفط الإيرانية، من المقرّر تصدير 300 ألف برميل نفط يومياً في المرحلة الأولى، عبر هذه الأنابيب التي يبلغ قطرها 42 إنشاً وطولها ألف كيلومتر، بينما بلغت تكاليف إنشائها مليار وخمسمائة مليون يورو.
يعتبر مشروع «غوره – جاسك» الذي تم افتتاح العمل به، سيؤمن نقل النفط الخام، من منطقة غوره إلى ميناء جاسك على بحر عمان عبر الأنابيب بطول 1000 كلم، الأمر الذي سيتيح لإيران فوائد استراتيجية عديدة أبرزها:
– تنويع محطات التصدير، بحيث بات بإمكانها تصدير النفط الخام عبر طريقين: الخليج العربي (ميناء خارك) وبحر عُمان (ميناء جاسك).
نقل مليون برميل نفط يومياً، مع توفير كلفة النقل بما مقداره 20 سنتا لكل برميل.
مما سيعزز التنمية المستدامة لهذه المنطقة، من خلال بناء مصافي ومنشآت صناعية بتروكيماوية مستقبلاً. وبالتالي تقليل مخاطر التصدير عبر مضيق هرمز.
خطوة وصفها الرئيس حسن روحاني بالانجاز التاريخي للشعب الإيراني، كونها تمثّل نجاحاً في اتّجاه الإلتفاف على العقوبات النفطية الأميركية، فيما علّقت وسائل الإعلام الغربية على المشروع الذي سيُسهم في اختصار مسار نقل النفط، باعتباره محاولة من الجمهورية الإسلامية لتفادي عبور مضيق هرمز.
كما يشكّل الممرّ الرئيس الذي يمرّ عبره خُمس النفط المنتج في العالم، ليصل إلى أسواق آسيا وأوروبا وشمال أميركا. وفي هذا السياق، يذهب بعض المراقبين إلى اعتبار أن أهمية خطّ الأنابيب الجديد ومحطّته التصديرية، تكمن في بُعدهما عن الخليج ومضيق هرمز، خصوصاً في ظلّ التوتّر القائم بين طهران وواشنطن. وكان المسؤولون الإيرانيون قد توعّدوا بأنهم سيغلقون مضيق هرمز، في مواجهة التهديدات الأميركية التي أُطلقت في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وتصميم الولايات المتحدة على تصفير صادرات النفط الإيرانية.
في ظل ما يجري في افغانستان وهذا السقوط للامبراطورية الأميركية المدوي بعد مرور 20 عاما وتكلفته فاقت الترليون دولار، وهذا الاخفاق الاستخباراتي الكبير والذي بات محط الانتقادات في الداخل الأميركي وصفعة كبيرة لحكم بايدن، وخسارة حليفه البريطاني أكثر من 500 جندي، وفشل استخباراتي ذريع مما سيؤدي إلى زعزعة موقف السلطة الحاكمة. فبدلاً من أن تكون بؤرة توتر للإيراني والروسي والصيني، أصبحت عامل مساعد، وسيكون هناك تعاون على مساعدة طالبان في إدارة البلاد مع مقدرات اقتصادية كبيرة ومظلة دولية وعسكرية مهمة. فقام طالبان بتغيير براغماتي ونوع من الانفتاح على العالم ليطمئن المجتمع الدولي بأنه ليس طالبان الذين كانوا يعرفونه بل ذهب إلى إعفاء كل موظفي الدولة والعسكريين والامنيين وطلب التعاون مع طيارين سابقين وشخصيات أفغانية للمساعدة في إدارة شؤون البلاد. وذهبوا لمغازلة حركة حماس بالقول انهم معهم لتحرير فلسطين.
الحلف الذي نشأ ما بين روسيا والصين مع إيران سيكون له تداعياته العالمية في خارطة النفوذ والدول العظمى، لذلك منطقتنا قادمة على توترات ما بين الأميركي والروسي والحلفاء الإيراني والتركي ولا ننسى الكيان الغاصب الذي له ما له في أروقة القرار العالمية…
في نهاية هذا العام وحتى عام 2023 سيتغيّر وجه العالم بثلاثة أقطاب وحلفاء وتقاسم نفوذ وإعادة تموضع والذي سيقود العالم، وإلا فنحن قادمون على حروب باردة بين الأقطاب ومن ثم سيكون هناك رخاء اقتصادي عالمي، والأهم للجميع هو ان من يحكم القارة الوسطى سيحكم العالم.