مؤخراً، أفاد مسؤولون إيرانيون بأن الصين ستسمح لطهران باستخدام نظام تحديد المواقع “بيدو”، ما يمنح طهران دفعة قوية تكنولوجياً وعسكرياً واقتصادياً. فإذا سمحت بكين لطهران باستخدامه لأغراض عسكرية، على غرار باكستان، سيعني ذلك أن صواريخها ستصير أكثر دقة في التوجيه، وستتنامى قدرتها على تتبع حركة خصومها في محيطها الجغرافي.
وبالفعل، وردت إشارات من كتاب سعوديين، تُظهر وجود قلق من التعاون الصيني-الإيراني في هذا المجال، في وقت تُعتبَر الرياض وتل أبيب العاصمتين الأكثر قلقاً من تنامي قدرات إيران الصاروخية.
ما هو نظام “بيدو”؟
يوازي “بيدو” BeiDou الصيني، المعروف بالإنكليزية أيضاً باسم “كومباس”، نظام “جي بي أس” GPS الأمريكي، الذي يُستخدم في الملاحة، وتحديد المواقع والأماكن.
يعمل النظام الصيني بواسطة شبكة من 35 قمراً صناعياً، بقيمة عشرة مليارات دولار، توفّر تغطية ملاحية عالمية.
ومعه، صار للصين نظام خاص تماماً، ومستقل بشكل كامل عن أنظمة “جي بي أس” الأمريكي و”غاليليو” Galileo الأوروبي و”غلوناس” GLONASS الروسي.
وتُدار الأنظمة الصيني والأمريكي والروسي، من قبل وزارات الدفاع، أما غاليليو الأوروبي فإدارته مدنية.
وتطوَّر برنامج الفضاء الصيني بسرعة خلال الأعوام العشرين الماضية، إذ قدّمت بكين تمويلاً كبيراً لتطوير أنظمة التكنولوجيا الفائقة في البلاد، وبَنَت محطة فضائية تجريبية وأرسلت مركبتين إلى القمر.
ويُنظَر إلى هذه التحركات على أنها تحضير لإنشاء محطة فضائية دائمة، ولإجراء رحلة مأهولة إلى القمر، ومحاولة أولى محتملة لإرسال مركبة مدارية ومركبة إلى المريخ. ومن شأن ذلك أن يجعل الصين منافساً جاداً لأمريكا في مجال استكشاف الفضاء.
من الناحية التجارية، بدأ النظام يُستخدَم في أكثر من 70% من الهواتف الذكية الصينية، وآلاف السفن والسيارات في الصين. ولا يُعرَف ما إذا كانت الصين ستحمّله على هواتفها المباعة في الشرق الأوسط.
وكالات