الدكتور اسماعيل النجار | كاتب وباحث سياسي .
لُعبَة مكشوفة كأصحابها فريقها معروف ومُصَنَّف برتبة عميل وجلموق وأبواقها رخاص الأنفُس أختاروهم من نسيج أشرف الناس ولكنهم بِلا شرف ولا يشبهون إولئكَ الناس؟
فصول الحكاية إبتدأت مع محاولات ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت من قِبَل شركة جهاد العرَب بإيعاز إسرائيلي للسعودية التي تَوَلَّت نقل الطلب للعَرب عبر أسياده، وتصدىَ الحزب للمشروع بقوة لأنه إعتبرهُ تدمير لقدرة المرفأ على استقبال السفن العملاقة وكونه يشكل أعمق حوض بحري في المنطقة،
فقاموا بعدها بتفجير المرفأ وبدأ الحملة بالتلميح الى مسؤولية الحزب، وما لبثت إن فشلت بعدما عجزوا عن تقديم دليل واضح، لتنتقل بعدها رحلات السفن التجارية منه إلى ميناء حيفا الصهيوني في خطوة مدروسة تسبق التطبيع الخليجي الصهيوني.
بعد التفجير مباشرَةِ كان القرار الأميركي بفرض عقوبات على المصارف التي يملكها رجال أعمال شيعة وإفلاسها على غرار البنك الكندي ما لبثت إن طالت العقوبات شخصيات شيعية ومسيحية موالية للخط المقاوم، ثُمَّ تدحرجت الأمور نحو تدخل حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف بشكل مباشر بالمؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، وكانوا على علم بكافة التفاصيل ويحفظون عن غيب الدور المنوط بهم كَون رياض سلامة أحد أكبر رجال عائلة روتشيلد وروكفلر ثقة في لبنان ويحفظ عن ظهر قلب الدور الذي يجب عليه القيام به.
إجتاح الشعب اللبناني غضب كبير بسبب حجز الأموال المُودعَة في المصارف، والتي لم تستثني مواطن عن آخر أو طائفة عن أخرىَ إنما طالت كافة المودعين من كل الطوائف على حدٍ سواء بينما كبار المودعين من سياسيين ومصرفيين اللذين على علم بالمخطط قاموا بتهريب أموالهم وأكثر من نصف أموال المودعين التي نهبوها للخارج وبدأ رياض سلامة وجمعية المصارف ونقابة الصرافين لعبتهم القذرة برفع سعر الدولار مقابل الليرة حتى لامس العشرة الآف ليرة لبنانية.
لَم يركع حزب الله لأن عناصره ومقاتليه يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي من خارج لعبة المصارف،
أما بيئته التي تأثرت،
منها مَن تلقىَ المساعدات،
ومنها مَن هو قادر ومُكتفي،
ومنهم مَن يعاني من الضيق الإقتصادي والمادي لكنهم فَضَّلوا الضيق على الذُل، ولا يخلى الأمر من بعض الناس التي بدأت نقمتها ترتفع على الحزب بسبب الوضع المالي الضيق، لكن الشعب اللبناني بكل أطيافه يعاني من ذلك ومن ضمنهم حلفاء أميركا التي لم تميز بعقوباتها بين عدو أو صديق،
انتفضت بكركي بسبب الأزمة التي طالت المسيحيين أيضاً وأرسلت برسائل الى المسؤولين الأميركيين تطالبهم فيها برفع العقوبات عن الشعب اللبناني الذي تضررَ بِرُمَّتهِ بينما المستهدف حزب الله إزدهرت أيامهم مع ارتفاع سعر صرف الدولار وأصبحَ مقاتليه يعيشون في بحبوحة أفضل،
وعندما لمست بكركي أنه لا مجال من إقناع القيادة الأميركية بتخفيف العقوبات ومحاولة التمييز بين الحزب والمتضررين، وبعدما شرحت لهم بأن كبار التجار وأصحاب الوكالات الحصرية هم من الطائفة المسيحية،ولَم يتلقوا أي جواب إبجابي؟
بدأ الحديث بشكل علني عن اللامركزية الإدارية ثم تطور الى التلميح بالتقسيم على لسان النائب بطرس حرب ثم بدأ الحديث عن الأمر يكبر أكثر وأصبحَ يتم الحديث عنه في الكواليس وخاصةً أعداء المقاومة في الجانب المسيحي الذي واجهوا إعتراضاً مسيحياً ذات وجه آخر أجبرهم على وقف الحديث فيه،
لَم تيأس جوقة العمالة والخِسَة فأنتقلوا إلى التحريض في المحافل الدولية من أجل تدويل الأزمة اللبنانية ونقلها إلى أروقة الأمم المتحدة، في محاولة جديدة منهم للضغط على حزب الله مدعومين من ودائع أميركا لدى 8 آذار التي تشكل الخنجر المسموم في خاصرَة المقاومة والتي نفثت سمومها سراً ضدها أكثر من مما نفثت جوقة 14 آذار سمومها لدى السفارات وأجهزة الإستخبارات العالمية في محاولة خسيسة منهم لجلب الوصاية الخارجية.
في أواخر الشهر الأخير من العام 2020 وبعد أخذ الضوء الأخضر من مراجعهم السياسية أُجرِيَت مروحَة إتصالات بين بعض النواب في البرلمان اللبناني والسياسيين الحزبيين والمستقلين من غلمان السفارات من فريقَي 8و14 آذار كانت بداية التحرُك الرامي الى تدويل الأزمَة حيث شعر حزب الله بأنه بدأ يتحاصر من كل الجهات لدرجة أنه أصبح لا يعرف العدو من الصديق لكثرة ما إختلطت الأمور وكثُرَت التصريحات وكانت وسائل التواصل الإجتماعي ساحة معارك بين الموالين والخصوم للمقاومة وحصلت أحداث غير مألوفة ولأسباب تافهة في بعض المناطق أدخلت الريبة الى صدور الناس جميعاً،
مقابلة الصحافي قاسم قصير على شاشة أل NBN ومهاجمته المقاومة من دون أي أعتراض من قِبَل المحاورة سوسن صفا، وضعت الف علامة استفهام حول ما يجري داخل البيت الشيعي.
ثم تَلاها إعتذار قناة المنار من السيدة بُشرَى الخليل وعدم إستطاعتها من السماح لها بإطلالة على شاشتها ضمن برنامج حديث الساعة الذي يقدمه عماد مرمل نتيجة إعتراض فريق مُعيَّن على مشاركتها وتلقي إدارة القناة إتصالاً يتمنى عدم مشاركتها وإلَّا؟
فإنه لا ضمانه من رد فعل الجمهور على ذلك.
تحرَّكَ حزب الله في كل الإتجاهات وعلى كل الساحات اللبنانية الصديقة والعدوَة وأرسلَ رسائله الصريحة والواضحة والحاسمة بلا مواربَة ولأول مرة وكل ذلك كان ضمن الغرف المقفلَة كما اعتادَ أن يفعل وكما عَوَّدَ جمهوره والتي مفادها أن اليَد التي تؤلمنا ويمسكنا البعض منها، شُفيَت تماماً اليوم ولم تعُد كما كانت ولم يعُد مسموحاً لأي أحد بأن يهددنا لا بحرب أهليه، ولا بحرب شيعيه شيعيه، وإذا إقتضى الأمر أن تبقى المقاومة وجمهورها دون الجميع فإن ذلك لَن يغير من مجريات الأمور أي شيء فهذه المقاومة قوية وقادرة ومقتدرة ومستعدة لكل الإحتمالات وعلى كل الجبهات داخلياً وداخلياً وخارجياً بنفس الوقت.
من هنا كان لا بُد لسماحة السيد حسن نصرالله من أن يخرج للبنانيين ويخاطبهم بتلك الصراحة الذي أعتاد عليها سيد المقاومة حيث قال الدعوة للتدويل هي دعوة لإستجلاب الوصاية المباشرة والإستعمار بما معناه دعوة للحرب؟
ووجه للعدو الرئيسي محرك زبانية الداخل رسالة واضحة مفادها أنه في حال نشوب خرب فإن معادلة القرية بالمستوطنة، والمدينة بالمدينة قائمة والبادي أظلم، وأن اي حرب لن تكون معدودة الأيام وستتدحرج، محذراً الجميع بوقف اللعب بالنار داخلياً وخارجياً اعداء ومَن يَدَّعون أنهم أصدقاء.
عَلَّهُم فهموا الرسالة؟
المقالة تعبّر عن رأي كاتبها ولا يتحمل الموقع اية مسؤولية .