إنزال أميركي في لبنان وتفكيك المملكة السعودية ؟

عماد جبور | كاتب وباحث سوري

قانون الخاشقجي هو مايشير الى ان الامريكيين يريدون تقليم اظافر عائلة سلمان بن عبد العزيز .
ففي مرحلة ترامب كان ولده المراهق محمد بن سلمان يعمل بطاقته القصوى لإنجاح الانقلاب داخل الاسره المالكه وبشتى السبل فقط لاستلام الخلافه من ابيه ، ولكنه كالراقص في الهواء سقط بين اقدام المتصارعين في الدولة العميقه الامريكيه .
هذا المراهق لم يكن يعلم ان حرب اليمن وسورية ولبنان هي صراع الدول الاقليميه التي تسعى لاستلام دور شرطي المنطقه وان زعامة العالم السني هو مطلب ” إسرائيلي ” لم يستطع الربيع العربي ان يوفر لها نجاح ايصال الاخوان المسلمين الى الحكم لكي تحكم من خلالهم على القرار الاسلامي بعد تدمير بلدان (الاحزاب التقدميه ) .
ولم يكن يعلم ان زعامة الاسلام الوهابي اصبحت من الماضي بعد ان اغرق امريكا في الرمال المتحركه الافغانيه .
وهذا مادفع العثمانيين الجدد لطرح انفسهم كبديل اسلامي يستطيع عقد التحالف الاستراتيجي مع ” إسرائيل ” وطبعا هذا لن يكون دون مقابل وهذا مارأيناه من التحركات الاكروباتيه لاردوغان في سوريه والعراق وليبيا والتي ترافقت مع التحرك باتجاه الفناء الاسلامي الخلفي القريب من روسيا وصولا للصين .
امام هذا الواقع اتت ادارة بايدن التي تحمل قرار الدوله العميقه الامريكيه التي رفضت الحرب المباشره مع ايران لعلمها ان ستكون مكلفه الى حد الاستنزاف الطويل الامد وعلى امتداد جغرافي يطال آسيا بكاملها وهذا مايفوق طاقتها .
لهذا تم كبح جماح ” اسرائيل ” والذي سيحمل في طياته اسقاط حكومة نتنياهو قريبا لتستلم حكومه تحيد ” اسرائيل ” عن الحرب القادمه والتي سيتم العمل عليها لإنقاذ ” اسرائيل ” من طموحين امبراطوريين اقليميين منافسين ومنفلتين ، الاول يتمثل بتصدير السيطره الشيعيه وتمثله ايران والثاني بتصدير العثمله وخلافتها وتمثله تركيا .
هاتان القوتان منغمستان حاليا بوحول الصراع في الشرق الاوسط وشهر العسل بينهما حاليا تقوده امريكا في السر لانها متحكمه بكل قرارات السياسه التركيه .
ولكن على مايبدوا ان الحل الامريكي هو رغم الغزل مع ايران في اليمن وفي الملف النووي يتجه الى الحل البريجنسكي في لعبة الشطرنج في إحداث شق اسلامي موجود أصلا ( شيعي – سني ) وإحداث حرب بين الطرفين تتحكم بها امريكا عن بعد لانهاك الطرفين .
ولو دققنا جيدا لراينا ان هذا الامر يناسب اوروبا الذي اصبح الاسلام يُقلق مصيرها الداخلي ويناسب روسيا لان الفناء الخلفي الاسلامي اذا انتعشت فكرة عودة العثمانيه فسيتفكك كثير من تركيبة استراتيجيتها وستنتقل الحرب الى داخل اراضيها .
وهذا الامر ينطبق على الصين ايضا حيث يمثل الآن المقدّس الاسلامي اكبر تهديد للمقدس الشيوعي الجديد الذي يسعى للسيطره على بنوك وثروات الكون .
اذا القضيه المقبله هي حرب اسلاميه – اسلاميه .
طبعا هذا الكلام الاستراتيجي سيشهد تحضيرات في عدة دول بدأت تلوح في الافق في الجزائر وتونس وسنراها قريبا في مصر .
اما في لبنان فهي البلد الوحيد الذي سيشهد انزالا امريكيا مباشرا نتيجة موقعه الجغرافي ونتيجة وجود سلاح يجب نزع فتيله يمكن ان يكون ورقه استراتيجيه اذا حدثت حرب اسلاميه اسلاميه من خلال الضغط على ” اسرائيل ” المراد تحييدها .
وطبعا الطلب المريب بمؤتمر دولي من اجل لبنان هو البدايه لتدخل دولي كما حدث ايام كميل شمعون حين جرى انزال في المنطقه المسيحيه بحجة حماية المسيحيين .
اما سوريه فسيكون جزء منها ضمن هذه الحرب اما الباقي فسيكون هادئ نسبيا نتيجة الوجود الروسي ولو دققنا جيدا لراينا ان مابعد انتهاء مفاعيل معاهدة سايكس بيكو وتفكيك الدول الوطنيه اصبح من الوارد تفكيك السعوديه لتبقى مكه تحت الحمايه الدوليه حتى يتبين من نتائج الحرب من ستكون الاسره الحاكمه الخليجيه القادمه التي ستقبل حتى بتغيير الاسلام من اجل ابراز الديانه الابراهيميه المستحدثه والتي اصبحت هي شبه الحل المطلوب والتي وافق عليها الفاتيكان ضمنيا .
هناك تغييرات كبيره في المنطقه ورمال متحركه ورياح سموم ولكن الثابت فيها اننا لن نرى ممالك رمال .

Exit mobile version