أعلن جهاز الأمن العام الصهيوني “الشاباك” أنه تمكن من كشف هوية منفّذي عملية التسلل إلى قاعدة “تساليم” العسكرية بالنقب، واعتقالهم بعدما سرقوا 26 ألف طلقة من القاعدة العسكرية، إلا أن هذا “الإنجاز” لا يعني أن عملية الاختراق لم تحصل، بل سلّطت الضوء أكثر على الفشل المتكرر لجيش الاحتلال.
وأوضح الشاباك في بيان له أمس أن منفذي عملية التسلل والسرقة شخصان من سكان إحدى قرى البدو غير المعترف بها.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت تعليقًا لمسؤول كبير في جيش الاحتلال الصهيوني، قال “فيه صحيح أن نجاح القوات الأمنية في الوصول إلى مرتكبي السطو، لكن مرارة الفشل تبقى لاذعة”، مضيفًا “الجيش فشل في امتحان حراسة قواعده”.
ووصف المتحدث العسكري العملية بأنها “تسلّل جنائي تحت جنح الظلام إلى مخزن للمركز القومي للتدريبات في البر”، موضحًا أن منفذي العملية “قطعوا العديد من الأسيجة واجتازوا عدة عوائق، حتى وصلوا إلى المستودع حيث سرقوا 25 صندوق ذخيرة يحتوي على رصاصات عيار 5.56 ثم فروا بالغنيمة”.
وأضاف المتحدث: “لقد أعدنا كل الذخائر بمجرد القبض عليهم، لكننا غير راضين عن ذلك وننظر إلى الأمر كما لو أنها بقيت مسروقة.. تتكرر هذه العمليات بصورة مقلقة وفي بعضها نحن نفشل وهذا أمر غير مقبول علينا لأن هذه الذخيرة ينتهي بها المطاف بين أيدي الإرهابيين والمجرمين. نتوقع من أنفسنا أن نحارب تلك المحاولات بحيث تبقى صفرًا”.
ولفت المسؤول الصهيوني الكبير في جيش الاحتلال الذي لم تكشف الصحيفة اسمه إلى مكمن الصعوبة في حماية القواعد العسكرية من مثل هذه العمليات، إذ أشار الى أنه “فضلًا عن المساحة الشاسعة التي تضم مناطق تدريب القوات البرية التي تقدر بـ 700 ألف دونم، فإن معظم السرقات والاستفزازات وزراعة المخدرات تتم في مناطق التدريب المخصصة للرصاص الحي”، وأضاف “لهذا السبب تم تشكيل فرقة تحقيق بالشرطة قامت بالفعل باعتقال العشرات من المشتبه بهم خلال العام ونصف العام الماضي وتوجيه التهم إليهم”.
وتحدّث هذا المسؤول عن تعاظم مشكلة المخدرات وانتشارها في صفوف العسكريين، إذ كشف أن جيش الاحتلال أنشأ أيضًا سرية احتياط خاصة مهمتها القيام في نهاية كل أسبوع بتحديد وتدمير بؤر المخدرات في مناطق التدريب بإطلاق النار في مستوطنة تساليم.
وقال: “في نهاية الأسبوع الماضي، تم تدمير 30 بؤرة مخدرات من هذا القبيل وقبل حوالي أسبوعين 40 بؤرة. ومع ذلك فهنالك زيادة في حجم السرقات من مناطق إطلاق النار في تساليم”.
وبحسب المسؤول الصهيوني نفسه، سلطات الاحتلال تعمل حاليًا على “تعزيز الثقة بين المؤسسة “الإسرائيلية” والمجتمع البدوي، وتعزيز الهوية الإسرائيلية لا سيما في منطقة بئر هداج التي تم فيها إنشاء مدرسة إعدادية لما قبل الخدمة العسكرية، فضلًا عن إجراء محادثات في المدارس ومع وجهاء القرية”.
يُشار إلى أن عملية كشف واعتقال منفذي عملية السرقة، تمت بالتعاون بين جهاز “الشاباك” والشرطة وجيش الاحتلال وهي تعتبر أكبر عملية سرقة من نوعها من قاعدة عسكرية.
وما زالت عناصر الشاباك تحقق مع المعتقلين الاثنين لمعرفة ما إذا كانت هناك محاولة لبيع الذخيرة لجهات فلسطينية.