أكدت المختصة بالشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “إسرائيل هيوم” ليلاخ شوفال أن الإعلان الرسمي للرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لن يدعو رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في الفترة القريبة يشكل ضربة شخصية قاسية ومتوقعة لنتنياهو، مشددةً على أنها ضربة قاسية وخطيرة للردع الإسرائيلي والأمن القومي للكيان الصهيوني.
وقالت “إنه لا يمكن المبالغة بالكلام حول أهمية دعم الولايات المتحدة لـ “إسرائيل”، اذ إنه (الدعم) حجر الزاوية المركزي والأساسي للأمن القومي لـ”إسرائيل””.
ولفتت الى أن “العلاقة الوثيقة بين “تل أبيب” وواشنطن، والمساعدة الأمنية الواسعة التي يتلقاها العدو من الولايات المتحدة كل عام، وأيضًا مظلة الحماية التي تمنحها لها واشنطن في التصويتات في الأمم المتحدة حاسمة للردع الإسرائيلي، وكذلك القوة والتفوق النوعي للجيش الإسرائيلي” على حد تعبيرها.
واعتبرت أنه بينما ننشغل جميعًا في المسائل الداخلية وفي الأزمة القانونية والإجتماعية العميقة التي نشأت عندنا، فإن عيون العالم كلها شاخصة نحو الفوضى التي حدثت هنا ونحو الأزمة الداخلية العميقة.
وأردفت: “من يفرك أيديهم بسرور في ظل المشاهد المؤلمة التي تُبث هنا في وسائل الإعلام المختلفة هم زعماء إيران، وكذلك رؤساء “المنظمات الإرهابية” (المقاوِمة) في محيطنا القريب، الذين يفحصون كيف يمكنهم استغلال الوضع لصالحهم”، وفق تعبيرها.
وأضافت: “بالمقابل، كثرت في الأيام الأخيرة التقارير عن أن إيران أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى القدرة النووية، وإذا صدر الأمر، فإن الإيرانيين على مسافة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط من تخصيب مواد انشطارية بنسبة 90% تكفي لصنع قنبلة أولى” وفق قولها.
ولفتت إلى أن الحقيقة هي أنه لا يمكن لـ “إسرائيل” مواجهة التهديد الإيراني وحدها، وخصوصًا في هذا التوقيت، فيما ليس لدى الجيش الإسرائيلي خطة جاهزة لمهاجمة إيران، ولا يزال ينقص سلاح الجو الوسائل المطلوبة من أجل الهجوم، مضيفةً: “إذا نفّذت طهران الخطوة الأخيرة باتجاه قنبلة نووية، فإن “إسرائيل” ملزمة بأن تنسق مع الولايات المتحدة أيضًا على مستوى المعلومات الإستخبارية، وكذلك في مسألة السياسة المشتركة – السياسية والعسكرية”.
وقالت “إنه عوضًا عن مناقشة هذه القضايا بالتحديد مع “إسرائيل”، فقد تابع المعنييون في واشنطن في الأيام الأخيرة بقلق عميق إجراءات الإصلاح القضائي لحكومة نتنياهو، والتي قدّمت إليهم على أنها ضربة غير مسبوقة لفصل السلطات في الكيان الإسرائيلي”.
واعتبرت أن المعنيين في البيت الأبيض لم تعجبهم السياسات التي حاولت حكومة نتنياهو الدفع بها في الضفة الغربية، وكذلك تصريحات عدة وزراء في الحكومة.
واعتبرت “أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، الذي يُعتبر من وجهة نظرهم شخصًا معتدلًا ومقبولًا، حيث اعتبرت الإدارة الأميركية أن إقالة غالانت في هذه الفترة الأمنية الحساسة غير منطقية وإشكالية جدًا، وإذا كان هناك حتى الآن شك ما إذا كان نتنياهو سيُدعى إلى البيت الأبيض، فإن بايدن أهال التراب على ذلك”.
ورأت أنه “ليس عبثًا وصف وزير الحرب السابق بيني غانتس كلام بايدن بأنه “ضربة استراتيجية”، طالبًا من نتنياهو “التصرف بمسؤولية سياسية وأمنية، والإعلان أن غالانت سيبقى في منصبه””.
وختمت بالقول: “يجب أن يصغي نتنياهو جيدًا لهذا الكلام، لأن ابتعاد “إسرائيل” عن الولايات المتحدة يشكل ضررًا بالغًا لأمننا القومي، والحقيقة هي، أنه يلحق به أيضًا ضررًا شخصيًا لأن كثيرًا من مؤيديه صوّتوا له لأنه بدا في نظرهم على أنه خبير في مجالات الأمن، والاقتصاد والسياسات الخارجية، بينما الخطوة التي قام بها نتنياهو بإقالة غالانت تشكل ضررًا على الأمن القومي، وعلى العلاقات الخاصة والمهمة للغاية بين “إسرائيل” والولايات المتحدة”.